مجلس السيادة
** قبل التفكير في التعليق على مجلس السيادة الحالي من حيث عدد اعضائه ومسؤولياتهم و انتشار بعضهم إعلامياً أرى أن نستعرض اليوم حال مجالس السيادة التي حكمتنا خلال الديمقراطيات السابقة من خلال الذاكرة السبعينية، فقد نجد من يصححنا ويضيف إلينا.
** في التاريخ الحديث كان يقوم بدور الرئاسة من كان يسمى الحاكم العام وهو الذي قدم إليه أول رئيس وزراء الزعيم
إسماعيل الأزهري وزارته الوطنية الأولى وسبحان الله كان الأزهري هو الوحيد الذي فوضه شعبنا المعلم ليحكم منفردا إذ كان المنتخبون بعده لا يحكموننا الا بإئتلاف أو بحكم شمولي منفرد.
** مجلس السيادة عقب الاستقلال كان يتكون من خمسة أعضاء من كبار وعلية القوم أحدهم من الجنوب، وكانت الرئاسة دورية بينهم وفي الذاكرة منهم الدكتور التيجاني الماحي، والدكتور عبد الحليم محمد، وعبد الله الفاضل المهدي. ويحكى أن الدكتور التيجاني الماحي كانت دورة رئاسته حين زارت بلادنا ملكة لريطانيا، وعلق بأنه حلم بذلك كما حلم برئاسة بريطانيا، وهو العضو الخامس في مجلس السيادة ومساحة السودان أكبر من مساحة بريطانيا خمس مرات.
** استمر هذا الوضع في الديمقراطية الثانية الإئتلافية بين الحزبين الكبيرين الأمة والاتحادي وتعدل الدستور لإلغاء نظام الرئاسة الدورية لتكون رئاسة دائمة لأحد الأعضاء وهو وضع يشبه الزعيم الأزهري وتولاها بحقها طيلة الديمقراطية الثانية فيما ذهبت رئاسة الوزراء للشريك الثاني حزب الأمة وتولاها السيد الصادق المهدي، ثم أطيح به في انقلاب أبيض من حزبه وتولاها السيد محمد أحمد محجوب حتى انقض عليها المرحوم جعفر نميري ونظام مايو.
** في الديمقراطية الثالثة لم تفرز إلا نفس النظام الائتلافي بين الحزبين الكبيرين، وقدم الحزب الاتحادي المرحوم أحمد الميرغني رئيساً لمجلس السيادة، أو مجلس رأس الدولة كما اسمه الجديد، واحتفظ حزب الأمة برئاسة الوزارة للسيد الصادق المهدي، حتى انقض على الديمقراطية الثالثة العميد عمر حسن أحمد البشير ونظام الإنقاذ .
** إن جاز لنا أن نسمي الوضع الحالي بالديمقراطية الرابعة أم ننتظر انتخابات ٢٠٢٢م، والحال الآن أن تولى المجلس العسكري بأعضائه العشرة ثم سلم أو ناصف المدنيين، فصار مجلس السيادة الانتقالي من أحد عشر عضواً برئاسة دائمة لعسكري في النصف الأول من الفترة الانتقالية، ثم رئاسة لمدني في النصف الثاني، هذا إن مرت الفترة كما هو مخطط لها ووجدت القبول وحدث الاستقرار.
** ألاحظ أن مجلس السيادة الانتقالي الحالي كما أنه مجلسين وكذلك يبدو أعضاؤه كمن يبحث له عن دور ومسؤولية ووجود إعلامي وهذا ما لم نلحظه عن مجالس السيادة السابقة.
** في فترات الأنظمة العسكرية، كان هنالك ما يسمى مجلس قيادة الثورة برئاسة دائمة لقائد الثورة، كما كان الرئيسان السابقان جعفر نميري وعمر البشير وتحولا إلى نظام الجمهورية الرئاسية، ولكن الرئيس الفريق إبراهيم عبود ظل رئيساً للمجلس، وكان اسمه المجلس الأعلى للقوات المسلحة حتى نهاية النظام في أكتوبر ١٩٦٤م، ولم يتحول لرئيس جمهورية وليته فعل.
** الفترة الخصبة والتي لم تزد عن العام الواحد كانت في رئاسة المشير عبد الرحمن سوار الذهب، فقد أعاد الديمقراطية والتزم بالوعد والعهد وتفرغ للعمل الإنساني الدعوي حتى لاقى ربه مرضياً عليه، ونال الدفن بالبقيع بجوار الرسول الكريم.
**نقطة نقطة**
**خبر إطلاق السودان لقمر صناعي بمشاركة مع الصين مر مرور الكرام رغم أنه حدث كبير تناوله الإعلام الخارجي، نود أن نعرف الكثير عن هذا الأمر الكبير حتى لو كان من إنجازات أو أخطاء الإنقاذ.
** أعجبني خبر مشاركة رئيس وزرائنا الدكتور عبد الله حمدوك في اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي وسبب الإعجاب أن يكون لنا وجود خارجي فقدناه كثيرًا.
** بمناسبة الجدل حول القميص النص كم لرئيس الوزراء لا أرى في الأمر عجباً، ولكن تفقده لقرقول الشرف غير مبلوع والسؤال هل كنا ننظم قرقول شرف لزيارات مسؤولينا الداخلية كنت أفهم أن هذا يكون لضيف كبير زائر أو لتقديم أوراق سفير جديد.
** كمعلم سابق تألمت لما حدث من اعتداءات على المعلمين حتى من صغار التلاميذ و الأكثر ألماً أن هذا الأمر لم يجد ما يستحقه من إدانة وتحقيق.
** وصل الانفلات المروري لأقصى درجة من الفوضى وقبل استعراض رداءة الطرق وقلة الكباري والأنفاق فإن المسؤولية على إدارة المرور وتطبيق الحزم والحسم مع العقوبات المقترحة وتوفير أكبر عدد من رجال المرور والمراقبة وتحديد حوش كبير لحجز السيارات المخالفة والسائقين، هذا أو تستمر الفوضى والتى هي جزء من الأنظمة الديموقراطية.
** الهند وهي من الدول الفقيرة قررت مواجهة تلوث الهواء والبيئة بقرارات حازمة منها، وقف السيارات لأسبوعين، نظام الحكم في الهند ليس شمولياً ولكنه ديموقراطي مدنياااو، لكنه قوي ومحترم.
** للأسبوع الثالث أمتنع عن التعليق على حالنا الرياضي المايل، طالما أن الفوضى ضاربة حتى اتحاد الكرة العام كمثال ولا أصدق نداء لتجميع منتخب الوطن لأداء مباراة بعد أسبوع.