نقاط في سطور
*لا مشكلة أن ينعقد مجلس الوزراء في مكان مجهول وأجندة غير معلنة للرأي العام، ولكن المشكلة أن تصبح قرارات مجلس الوزراء نفسها سرية ولا يعلن عنها ولا تكتب في سجلات الدولة الرسمية، مجلس الوزراء بدأ يستفيد من خبرة الحزب الشيوعي في العمل السري تحت الأرض وربما قريباً سيختفي الوزراء في مخابئ وجحور مظلمة، ولكن الشعب يبقي في العلن محكوماً بجماعة سرية مثل الشريان الذي يغذي حكومة حمدوك من رجل الأعمال مو إبراهيم إلى رجل المخابرات صلاح قوش.
* أنكر وزير الإرشاد والأوقاف مفرح صلته بحزب الأمة القومي وقال في حديثه للصحافية النابهة، هبة محمود إنه فارق حزب الأمة منذ ٢٠٠٧ ولم يقل فراق الطريفي لناقته، وهو فراق تدل عليه عناوين صفحات نصر الدين مفرح الذي دعا لعودة اليهود وزعم أن المسيحيين مضطهدون في السودان، وتعرضوا للمضايقات من النظام السابق، وقال إنه يبحث عن عبدة الحجارة والأوثان ليضمهم للوزارة، الرجل يعشق كل من يولي وجهه لغير القبلة، وكل ما أُهِلّ به لغير الله.
حقاً الأنصار يمثلهم التقي النقي عبد المحمود أبو والقارئ المجيد آدم يوسف، والفقيه ابن الأكرمين محمد عيسى عليوة، ومفرح يمثل شيئاً آخر غير الأنصار وحزب الأمة وتعيين مفرح في حكومة حمدوك بمثابة درويش لاقو مُداح !!
* أثبت سليمان بيتاي القيادي الصوفي ورجل السياسة المعروف أن شرق السودان عصي على قوى الحرية والتغيير، وأن كثيراً من المفاتيح يملكها السيد الميرغني، ودخول حميدتي بتحالفات مع رموز الإدارة الأهلية من شانه خلط العديد من الأوراق فوق طاولة قوى الحرية والتغيير التي تحكم السودان الآن بصوالين الخرطوم، كما قال بيتاي في حديثه الذي زلزل الأرض تحت أقدام “قحت” وحلفائها.
* بات كل شيء مكشوفاً في الساحة الداخلية، بعض أطراف الحكم تتربص بالطرف الآخر ولجنة تقصي الحقائق حول أحداث فض الاعتصام بالقوة الجبرية تعلم أن المهمة التي انتدبت إليها إدانة العسكريين قادة وضباط ميدان وجنوداً لمحاكمتهم جراء ما اقترفوا من أخطاء.
وفي مناخ المشاحنات الحالية وعدم الثقة ربما عادت مرة أخرى أجواء التباغض، وأدت تلك التشاحنات إلى فض شراكة العسكر والمدنيين والبحث عن شركاء جدد .
لكن لجنة التحقيق إذا ما أمعنت النظر في الواقع السياسي الحالي وحصرت المسؤولية الجنائية في الفاعلين الرئيسيين دون اللهث وراء المحرضين على الفعل وحصرت الاتهام في الجناة المباشرين يمكنها درء الفتنة وتجنيب الشريكيين السير على حافة الهاوية .
* الوزير فيصل محمد صالح مطالب بتحديد دقيق وصريح للصحف التي يدعمها جهاز الأمن الوطني في الفترة الماضية والقنوات الفضائية التي تصرف عليها الحكومة حتى لا يصيب آخرين شيدوا صروح صحفهم بخدمة ضراعهم، وكسب جبينهم وسهر لياليهم، ولكن مثل هذا التعميم المخل يُغبّش وعي الناس، هناك صحف تم تصنيفها في آخر عهد البشير بالمعادية وحرمت من الإعلان، وهي اليوم مصنفة بأنها معادية للثورة والثوار، وفي أيام حاتم حسن بخيت كمدير عام لمكاتب الرئيس تم تصنيف الكّتاب والصحافيين إلى مع الرئيس وضده وتم حصر السفر مع الرئيس داخلياً وخارجياً في خمسة رؤساء تحرير وثلاثة كتاب، المفارقة أن ثلاثة من رؤساء التحرير المَرضي عنهم في آخر أيام الرئيس اصبحوا اليوم ثواراً قريبين من القصر ومجلس الوزراء، ويمسحون على صوف قحت ويشتمون البشير عشية وضحى !!
* إذا عاد رجل الأعمال صلاح إدريس للسودان اليوم بعد براءته في المحاكم السعودية فإن نصف مشاكل الهلال ستحل تلقائياً ويتبقى النصف الآخر بذهاب الكاردينال إلى سبيله.