محكمة المُعلِّم أحمد الخير… شهود وأقوال!!
الخرطوم: أم سلمة العشا
ظهور النائب العام تاج السر علي الحبر، أمس ممثلاً للحق العام أمام محكمة أمدرمان وسط الجنائية في قضية مقتل معلم خشم القربة الأستاذ أحمد الخير، يؤكد مدى الاهتمام بالعدالة، وسير إجراءات المحاكمة، فالرجل له حق أصيل في الظهور أمام المحاكم الخاصة، كما أن القضية حساسة من الدرجة الأولى، تتطلب الاهتمام الدقيق من قبل النيابة العامة، ورغم مرور واكتمال نحو(13) جلسة انعقدت بالمحكمة، أمام القاضي د. الصادق عبد الرحمن الفكي، في القضية، إلا أن ظهور النائب العام سيُكسِبها بُعداً كبيراً وأهمية قصوى في تحقيق العدالة وسيادة حكم القانون، فالخطوة جديرة بالاحترام، إذ أنها المرة الأولى التي يظهر فيها النائب العام أمام المحاكم، فقد سبقه ثلاثة نواب تولوا مهمة النائب العام، دون أن يقدموا على تنفيذ تلك الخطوة، فالمحكمة تنعقد لمحاكمة منسوبي جهاز الأمن والمخابرات الذين يواجهون تهماً تتعلق بالقتل العمد بالاشتراك والحجز غير المشروع في مقتل الأستاذ الشهيد أحمد الخير، بمنطقة خشم القربة بعد تعرّضه للتعذيب من قبل المتهمين بمدينة كسلا.
حق أصيل
واصلت المحكمة سماع الشهود في القضية، واستمعت إلى شاهد الدفاع الثالث، وقال مولانا الصادق عبد الرحمن قاضي محكمة الاستئناف: لا داعي للترحيب بالنائب، فهو له حق أصيل في الظهور في المحاكم الخاصة، وأشار إلى أن الجلسة محددة لمواصلة سماع شهود الدفاع في القضية.
وأدلى شاهد الدفاع الثالث وكيل نيابة محمد إبراهيم أحمد البشير بإفاداته أمام المحكمة، حيث قال إنه بصفته مشرفاً على طابور الشخصية، تعرف الشهود على المتهمين بدار “الكلاب الشرطية” بضاحية “بري بالخرطوم” انحصرت مهمته في اختيار مكان الطابور وتحديد الجهة التي يجلس فيها المتهمون، وكان يرافقه زميله أبوبكر المتحري في البلاغ، بجانب عناصر من قوات الشرطة، وقال إن الشاهد الأول أمجد بابكر تعرّف على المتهم الأول والثاني من خلال انعقاد (18) طابور شخصية للمتهمين، وأضاف” لم يبدر منه أي سلوك سلبي”، وقال الشاهد أنه أصر على مراعاة معايير الطابور المتعلقة بصف الطابور بالطول وتغيير الملابس للمشاركين في الطابور، وأشار إلى أن الشاهد الأول على وجه الخصوص عُرض عليه (8) أشخاص في الطابور، منهم اثنان من المتهمين، وقال إنه قام بإعادة ترتيب الطابور وذلك بإضافة ثلاثة من المتهمين، وكان في كل مرة يقوم بالتعرف علي المتهمين.
تعدّي طابور
وكشف وكيل النيابة أن الشاهد الثاني تعدى على أحد المتهمين أثناء التعرف على المتهم الرابع في الطابور رقم (3)، ونبه الشهود بعدم التعدي على المتهمين، وأخطرهم بأنه سيدون في مواجهتهم بلاغات بقسم بري، وكشف عن وجود أفراد من جهاز الأمن والمخابرات يحملون آلات حادة” سكاكين” بطابور الشخصية رقم (3) بحجة حماية أنفسهم من الثوار، وأضاف” تم تسليم السكاكين إلى نقيب شرطة”، وأمر الشاهد بتفتيش كل المتهمين قبل الحضور لطابور الشخصية، ونفى وكيل النيابة مشاهدته لأي شاهد يحمل هاتفاً أثناء الطابور، وأشار إلى أن طابور الشخصية تم انعقاده في ثلاثة مواقع مختلفة، فناء دائرة الكلاب الشرطية، ومكتب بالطابق الثاني، ومكتب العقيد مسؤول الدائرة.
وأكد أن الشاهد عبد الله سعدوك شاهد الاتهام الثالث أرشد على متهمين في الطابورين رقم (13، 17) ليصل عدد المتهمين الذين أرشد عليهم خلال الـ(18) طابوراً (26) متهماً.
حساسية عالية
واصلت المحكمة سماعها للشاهد الرابع عابدين محمد أحمد عابدين مدير دائرة الكلاب الشرطية جنايات بري، قال إن توجيهاً من مدير الإدارة العامة للأدلة الجنائية بخصوص إجراء طابور الشخصية للمتهمين بناء على توجيه النيابة العامة، وقال إن التكليف كان للإشراف على الطابور وتأمين المكان والخصوصية المطلوبة لتعلّق الأمر بجهات نظامية.
وأضاف أن الطابور كان يتم في فناء الدائرة، وأحيل للمكاتب بسبب حرارة الطقس، كما أن المتهمين يتم إحضارهم من داخل عربة حافلة سعة (25) راكباً مظللة بالكامل، تحت تأمين الشرطة العسكرية، وكان عدد قوات الكلاب الشرطية 60 فرداً تم عزلهم خلف المبنى، بجانب مشاركة بعضهم في طابور الشخصيه بالزي الملكي، وقال إن القوات التابعة للكلاب الشرطية يتم توجيهها كالعادة بارتداء الزي الملكي وإحضار ملابس إضافيه مراعاة للظروف الصحية للتعامل مع الكلاب، وقال إنه عين مساعد شرطة لحراسة مكتبه، وذكر أن شهود الاتهام الأربعة كانوا في مكتب واحد ويتم عرض الأفراد فرداً فرداً للتعرف على المتهمين ووصف الغرفة بأنها مظللة لا تستطيع رؤية الشخص بسبب التظليل بالداخل أو الخارج، وأشار إلى أنه تم جمع الهواتف السيارة التي تخص الشهود منذ بداية العمل في الطابور، مشيراً إلى أن أحد أفراد الأمن تم طرده بسبب محاولة التعدي على أحد الشهود. وقال حول “الفورمات” الخاصة بالطابور، كانت من صميم عمل النيابة وأكد أن اختيار المكان للطابور كان للخصوصية على مستوى التأمين، وتم اختياري للخبرة
لإفادات متواصلة.
وواصل الشاهد الخامس في الطابور الملازم أول شرطة محيي الدين عثمان ــ تابع لشعبة المباحث الخرطوم وسط ــــــ وقال: تم تكليفي بحضور طابور الشخصية المعد للمتهمين في قضية المعلم أحمد الخير، وأشار إلى أن التحري كان بطرف نيابة الخرطوم وسط، وعلمت بوجود هاتف داخل غرفة الشهود، وقمت بتسليم الهواتف بواسطة وكيل النيابة لمسؤول الشؤون القانونيه لجهاز الأمن والمخابرات، وأوضح أن عدد الطوابير التي تمت في فناء الدائرة (4) طوابير، بجانب (14) بمكاتب العقيد، وحُدّدت جلسة قادمة لمواصلة سماع شهود الدفاع.