*جاء في أخبار الصحف الصادرة صباح أمس الأربعاء أن هيئة مياه ولاية الخرطوم أعلنت أن أشجار الدمس تسببت في انسداد خطوط ناقلة للمياه مختلفة الأحجام بمربعات الصحافة، مما أدى لشح ونقص المياه في هذه المربعات.
* مدير إدارة الصيانة والتوزيع بمياه محلية الخرطوم مهندس الفاتح عبد الرحمن آدم ابان في تصريحه أن إدارته تلقت شكاوى متكررة من نقص إمداد المياه في منطقة الصحافة، مشيراً إلى قيامهم بحملات تفتيشية للخطوط الناقلة نتج عنها وجود كميات من ألياف الدمس تسببت في إنسداد الخطوط في مربعي 19 و20 بالصحافة.(انتهى الخبر)
*الشجرة المغضوب عليها من قبل هيئة المياه تقول الشواهد أنها دخلت السودان قبل نحو 20 عاماً، كنشاط فردي بغرض إنتاجه وفق (عملية تجارية بحتة)، فقد تم إدخال الدَمَس في العام 1997م، وكان الغرض منه التسوير والزينة. وقد تمت الاستفادة منه في هذا الجانب.
*دخول هذه الشجرة (الخبيثة) وبتلك الطريقة يبيِّن حجم العشوائية التي كانت تضرب أطناب المؤسسية (حينها)، حيث أن مثل هذه الشجرة (غير الحميدة)، قد دخلت البلاد، وتكاثرت دون مرورها بأي أبحاث زراعية لمعرفة فوائدها ومضارها، وسواء أكانت ملائمة للزراعة في السودان أم لا!!
*والدَمَس لمن لا يعرفون خطورته؛ فهو يشابه شجر المسكيت من حيث الخطورة في تعديه البالغ على مواسير المياه.. ودخولها، وتكوين ألياف داخلها، وامتصاص المياه بالكامل منها، مما أدى إلى الإضرار البالغ بالإمداد المائي للأحياء المختلفة والمواطنين ..
*ويتميز الدَمَس بالخضرة الدائمة طوال العام، حيث لا تتساقط أوراقه بتاتاَ، كما له مقدرة كبيرة على مقاومة أمراض التفحُّم المميتة التي تصيب الأشجار، وليس لها علاج، بل تقتل الشجرة المصابة. ولكن الدَمَس يتفوَّق على هذه الأشجار بمقاومة مرض التفحم هذا.
*إذاً ما يميز الدَمَس أنها شجرة (متكاثرة)، حيث يمكن إنتاج آلاف الأشجار منها من خلال الورق أو الفروع، وهذا السبب تحديداً.. جعلها تنتشر بصورة كبيرة، مما ساهم كذلك في رخص ثمنها، حيث تباع (شتلتين) منها بجنيه واحد فقط!!
* هذه الشجرة؛ هي الآن العدو الحقيقي لهيئة المياه، فهي ــ حسب إفادات المسؤولين ــ المسبب الرئيس لشح المياه الذي يضرب الخرطوم وضواحيها هذه الأيام، بتعديها على مواسير المياه، وقفلها بسبب نموها السريع، حيث تحتاج إلى الغذاء والمياه باستمرار.
*ولهذه الشجرة (تكنيك شيطاني) في الحصول على المياه، حيث تبحث جذورها عن مصدر المياه الرئيس، وترسل جذورها تلك للخط الرئيس إلى أن تصل إليه عبر شعيرات جذرية لا تُرى بالعين، تلتف حول (الجِلبة) التي تربط بين المواسير، وتتحول هذه الشعيرات الجذرية إلى مجموع جذري قوي جداً، يشبه (اللِيف)، وحال وصول رأس الشُعيرة إلى المياه؛ يملأ الماسورة كأنه ثعبان الأصلة، ويذهب داخلها إلى أن يغلقها تماماً، ويرسل المياه إلى الشجرة الأم. هذا هو التكنيك الشيطاني الذي تتبعه هذه الشجرة في سبيل الحصول على المياه.
*ليس بسبب الدَمَس وحدة (تختفي) مياه الخرطوم.. هذه حقيقة المهمة ينبغى التأكيد عليها وذلك باعتراف مسؤول في هيئة المياه أشار في وقت سابق إلى أن 25% من مشاكل شح المياه تسببت فيها شجرة الدَمَس.. إذاً السؤال الذي يفرض نفسه هنا الـ(75%) من تلك الأسباب من يقف وراءها؟
*الواقع يقول؛ إن قطوعات المياه وشُحَّها ملف ساخن ينتظر الوالي اللواء ركن أحمد عبدون الذي تجري الآن تحت قدميه مياه ملفات كثيرة، ولكن يبقى ملف مياه الشرب ملفاً (دامساً).