بين البرهان ولوتاه
*قبل عدة سنوات، وفي زيارتي الأولى لمشروع السكن المنتج بشرق الجزيرة، كتبت عدداً من التقارير الصحفية مدعمة بالصور من أرض الواقع، علق بعض الزملاء حينها أنني أبالغ في وصف المشروع وما يوفره من حياة كريمة لمزارع فقير ربما يعمل أجيراً في أحد مشروعات “القطط السمان”.
*مضت سنوات منذ تلك الزيارة حتى شاءت الأقدار أن نزور السكن المنتج برفقة الزميل العزيز بـ”الانتباهة” محمد أحمد الكباشي، فأصابه ما أصابني في زيارتي الأولى من دهشة من إغفال الدولة هذا المشروع الخيري الضخم.
*وتكرّرت الدهشة من فريق قناة “الشروق” الفضائية، وعلى رأسهم الزميل الفاضل معتصم محمد الحسن، حينما زارو هذا المشروع وسجلوا حلقة للقناة وجدت الإشادة والإعجاب وكذلك الدهشة من المشاهدين.
*ببساطة، هذا المشروع الخيري الذي دفع فيه رجل الأعمال الأماراتي الحاج سعيد أحمد لوتاه الكثير من الأموال، تقوم فكرته على مساعدة المزارع الفقير ليكتفي ذاتياً ويوفر منتجاته للمواطنين الآخرين بأسعار مخفّضة جداً، وشرحنا كثيراً فكرة المشروع وأهدافه، ونبهنا الدولة للاهتمام بمثل هذه المشروعات الخيرية لتخفيف أعباء المعيشة، وإخراج الأسر من دائرة الفقر، ولكن الإنقاذ لم تفعل شيئاً حيال هذا المشروع، واستبشرنا خيراً بالحكومة الانتقالية لتحريك اهتمامها بمثل هذه المشروعات التي تسهم في زيادة الإنتاج والإنتاجية، ونتوقع أن نرى خيراً في مقبل الأيام من حكومة حمدوك.
*ظل الحاج سعيد لوتاه يصرف على هذا المشروع وغيره من المشروعات الخيرية في السودان “صرف من لا يخشى الفقر”، وظل كذلك مدير أعمال الحاج سعيد، الشيخ محمد علي الثوباني في رحلة متابعة دقيقة لكل ما يجري من مشروعات المجموعة في السودان، ولا يبتغون من ذلك سوى الأجر والثواب من العزيز المقتدر.
*الثوباني وصل الخرطوم هذا الأسبوع للوقوف على مشروع السكن المنتج بالجزيرة وغيره من مشروعات المجموعة بولايات السودان، والتقى خلال زيارته هذه برئيس المجلس السيادي الفريق أول عبد الفتاح البرهان ونائبه الفريق أول محمد حمدان دقلو، ورئيس مجلس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك.
*البرهان أبدى إعجابه الشديد بمشروعات المجموعة الخيرية، وأكد وِقفة الحكومة الانتقالية مع هذه المشروعات ودعمها وتذليل كافة العقبات لها حتى تظهر آثارها على المواطن السوداني.
*أغرب ما في زيارة الشيخ الثوباني، أنه التقى بالقادة السياسيين في السودان، وفشل في لقاء والي الجزيرة الذي يعتبر مواطنه المستفيد الأول من مشروعات السكن المنتج بولايته.
*المطلوب من ولاة الولايات في المرحلة المقبلة التفاعل والمساندة لمثل هذه المشروعات التي تسهم بصورة كبيرة جداً في تخفيف حدة الفقر وزياة الإنتاج الذي يحتاجه الاقتصاد السوداني.
*حسناً، الثوباني ربما يعود إلى دبي اليوم، ونرجو أن تكون عودته بها انطباع جيد عن ما وجده في السودان ليصب هذا الانطباع في مصلحة المواطن السوداني الذي يحتاج لمثل هذه المشروعات الخيرية دون أن تكون هناك فائدة لمجموعة لوتاه التي تسعى إلى أعمال الخير قبل المشروعات الاستثمارية التي تعود فيها الفائدة للمجموعة.
*الحاج سعيد أحمد لوتاه يستثمر في أعمال الخير حتى يزيد رصيده في الحياة الآخرة، ونسأل الله أن يزيد له في رزقه بقدر ما يعطي، ونسأل الله أن يقوّي مدير أعماله الشيخ الثوباني على المتابعة، وأن يعين مدير المشروعات في السودان المهندس هلال الثوباني، وأركان حربه المهندس شمسان والأستاذ عمر عبد الجليل على الاستمرار في مشروعات الخير والبركة في أرض السودان.
ربما نعود