الخطيب.. ولعبة الكراسي
مدخل:
كل طبخة سياسية في المنطقة، أمريكا تعدّها، وروسيا تُوقد تحتها، وأوروبا تبردها، وإسرائيل تأكلها، والعرب يغسلون الصحون!
محمد الماغوط
(1)
حديث أمين مركزية الحزب الشيوعي محمد مختار الخطيب في نقد تجربة أحزاب ثورة ديسمبر وقِوى الحُرية والتّغيير.. وجماعة الشفيع خضر المُسيطرة على حكومة حمدوك حرّكت الساكن.. أي ساكن تحريم نقد التجربة الانتقالية من النخب السياسية الرفيعة.
(2)
واضحٌ أنّ الخطيب وأشياعه من الشيوعي الأصل مازالوا يُناصبون شُيُوعي الشفيع العَدَاء، لا سيما أنّ حزبهم المُنشق هو الذي يَحكم ويدفع بآرائه بتقديرات مُعطيات الواقع وهي بالتأكيد تقع في خانة الغِيرة السِّياسيّة، إن لم تكن الحسد السِّياسي!!
وقد كانت ندوة الخطيب مُلهمة لنقاشات مُستمرة حتى اليوم.
(3)
وقد قادت إلى نقاش حفلت به مجالس المُدن بالسودان.. وأختنا عوضية عبد الظاهر وهي ابنة عطبرة تَعتقد أنّ عطبرة معقل الشيوعي قد نجحت الإنقاذ في طَي صَفحاته، ومن قبل نظام نميري.. واختلف معها جداً.. فحتى لو اختلفنا مع الفكر السياسي لأهل عطبرة الثّورجية.. فقد كانوا دائماً وراء حراك الشارع السِّياسي بألوانه السِّياسيَّة المُتباينة ولم تتوقّف إطلاقاً.
(4)
وعطبرة المدينة الرمز النضالي، الثقافي، الاِجتماعي للنقابات تَفتخر جداً بتاريخها النضالي النقابي.. والذي قادَه الحزب الشيوعي.. ويجيد الشيوعي حِرَاك النقابات ويتشبّث به كإرث فكري سياسي.. والحزب الشيوعي خَطرٌ لا يُستهان به!
وأرجو أن لا نخدع أنفسنا بتلاشي الشيوعية.. فالشيوعية والرأسمالية هُما وجهان لعملة واحدة، تقوم على الطبقية.. الشيوعيون يفتخرون بالطبقة العاملة الفقيرة مُلهمة النضال.. البلتاريا.. وهُم الأكثرية في المُجتمع بسبب هيمنة الكنيسة والقصر والجهل على المُجتمع.
(5)
والرأسمالية تقدم الطبقة البرجوازية مُلهمة المجتمع.. والارستقراطية طبقة رجال المال والأعمال والصوالين.. وفصل الدين عن الدولة ليس مبدأً يسارياً والمقولة الشهيرة.. الدين أفيون الشعوب، كَانت نتاجاً لرؤى مُفكِّري الثورة البلشفية المُستلهم من الفكر الغربي منذ عَهدي النهضة والصناعة..
هذا اتّجاهٌ وصلت إليه أوروبا نقداً ورفضاً لسياسة الكنيسة المُتسلِّطة نصيرة الجهل وعدوة العلم والاستنارة.. فتشبّث الغرب المسيحي بمقولة يسوع المعلم.. ما لقيصر لقيصر وما لله لله..
وأصبحت منصة تنطلق منها رُؤى المُفكِّرين في عهد التنوير.
(6)
الدين وقَد تمّ فصله وأنشأوا له بَلداً بحُدُوده وسَفاراته وهو الفاتيكان.. كتابهم ودينهم رأس المال.. ورأس المال أمرٌ مشتركٌ بينهما.. العُملة ذات الوجهين دينها المال والسيطرة على الشعوب باختلاف الأساليب.. وفرض الثقافة.. والتجارة والشركات عابرة القارات.. وبتصنيع وتصدير وبيع الأسلحة.. والأدوية والأحلام.
(7)
رغم الاختلاف الظاهر والحرب التي كانت تنسيقاً وترتيباً للعالم الثالث والعاشر.. والتي لم تعد باردة.. فالبرود يعني السكون والجُمُود والاستكانة.. فهناك تَنسيقٌ بالكامل بينهما.. أي الشيوعية والرأسمالية.
ونعود،،،