ـ بعض الدُعاة الصادقين في تدينهم المُخلَصين في دعوتهم يفتقدون الأساليب الحسنة السلسة لنشر دعوتهم وإقناع الآخرين بها، ويفتقدون الحكمة التي هي دائماً ضالة المؤمن وهو أحق بها، النبي الأكرم والرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم، بعثه الله سبحانه وتعالى لمجتمع جاهلي متحجر يتصدره آباؤه وأجداده وأهله، وهو يعلم مدى “صدقهم” وتصلبهم في كفرهم، فدخل عليهم بالحُسنى والكلمة الطيبة، وصبر على أذاهم وأفعالهم لأنه كان يعلم أن الكلمة الصادقة الطيبة جواز سفر إلى عقولهم ولو بعد حين .
ـ قبل حوالي عشرة أيام شهدت قرية “كوش” إحدى القرى المحيطة بمصنع سكر سنار حادثة غريبة، حيث حضر أحد السلفيين برفقة أحد أبناء القرية وطلب الحديث عقب صلاة الجمعة فأُذن له، بدأ حديثه بمدخل طيب، لكنه سرعان ما انجرف وعلا صوته وأخذ يطعن في عقائد الناس ويقدح في طرق تدينهم، ويهاجم الشيوخ ويصمهم بالشرك مما أثار الناس فطلبوا منه التوقف والمغادرة فخرج غاضباً وركب سيارته وقادها بطريقة خطرة كادت تزهق أرواحاً فهاجمه الناس لكنه أخرج سلاحاً نارياً وأطلق عدة طلقات في الهواء ثم غادر !
ـ قامت الشرطة بإجراءاتها وقبضت على المذكور وتمت محاكمته وانتهى الأمر، لكن بقي السؤال: هل هذه هي الطريقة المثلى للدعوة؟ ذاك النبي محمد “صلى الله عليه وسلم”، وقد كانت دعوته موجهة للكفار والمشركين المجاهرين بكفرهم وشركهم، وهنا دعوتنا موجهة للمسلمين حيث تجتهد كل جماعة في الدعوة للدين والتدين بالمنهج والطريقة التي تراها أصلح وأقوم، فهل نحتاج لهذا العنف والغلظة؟ وهل تجدي مثل هذه الأساليب المُفتقدة للحكمة والحُسنى؟
ـ ألا يُراجع الدعاة طرقهم وأساليبهم ويراجعون أنفسهم وينتهبون إلى أن “الدين المعاملة” و”الدين حُسن الخُلُق” وأن “الكلمة الطيبة معطت شنب الأسد” ؟ لماذا يجزم الداعية بأنه على الحق وغيره من الدعاة على الباطل؟ لماذا لا يستشعر المرء أن غيره على الحق أيضاً وإن اختلفت الطريقة والاجتهاد؟ رحم الله الإمام الشهيد حسن البنا، فقد كانت إحدى وصاياه العشر “فلنعمل معاً فيما اتفقنا عليه وليعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا عليه”…
اللهم أهدنا للحق وثبّتنا عليه .
ـ خارج الإطار: القارئ جيلاني محمود، قال إن الحكومة تحدثت عن برنامج لتأهيل الاقتصاد الوطني، لكن ليتها تصمم وتنفذ برنامجاً آخر لتأهيل الوزراء بعد الذي تابعناه من تخبط في القرارات والتصريحات.
القارئ الوليد خلف الله: يطالب “قحت” بالابتعاد عن ثوابت الدين وخطوطه الحمراء إلا إذا كانت ترغب في ظهور “داعش” جديدة .
ـ القارئ صاحب الرقم “0992005715” يتساءل: لماذا يتهافت نُشطاء وتتسابق نخب إعلامية على إذاعة ونشر وترويج ما يسيء لقيمنا الدينية والإنسانية وأعرافنا وتقاليدنا الاجتماعية وتشويه سمعتنا لدى المنابر الدولية المتربصة بنا أصلاً؟! أين الوطنيون الشرفاء؟ لماذا لا يستنكرون ويدينون ويواجهون هذا السلوك الخياني؟
ـ القارئ يوسف أحمد حبيب الله يقول إن القرار الأمريكي الأخير بتمديد حالة الطوارئ هو نتيجة للتقارير التي كانت تدبلجها وترفعها المعارضة سابقاً “الحكومة حالياً” وترمي فيها السودان بممارسة الاضطهاد الديني والرق والإبادة الجماعية والاغتصاب، وكأن المعارضة حفرت حفرة لنفسها “يا حافر حفرة السوء وسِّع مراقدك فيها.”