كسب العيش.. تحقيق الأمن الغذائي
تقرير: إنصاف أحمد
يُعتبر قطاع الثروة الحيوانية والسمكية أحد مرتكزات الاقتصاد بالبلاد، إلا أنه يُواجه بمُشكلة الوبائيات التي حدّت من دوره في زيادة الدخل القومي.. فمؤخراً أدى ظهور حمى الوادي المتصدع إلى خروج السودان من السوق العالمية رغم المجهودات التي تبذلها الجهات المُختصة لمكافحة الوباء.
وفي هذا الإطار، عقدت وزارة الثروة الحيونية والسمكية، ورشة عمل مشروع المسح الوبائي لدعم سُبُل كسب العيش للرعاة وصغار المُنتجين، وخاطب الورشة وزير الثروة الحيوانية د. علم الدين أبشر، الذي أوضح أن الوزارة تبذل مجهودات مُقدّرة عبر التنسيق مع الجهات المُختصة على المُستوى المحلي والإقليمي والدولي للحفاظ على سلامة القطيع القومي بالقضاء على الوبائيات وفق المعايير الدولية، لافتاً لدور الاتحاد الأوروبي في دعم برامج صحة الحيوان التي امتدّت لأكثر من عشرين عاماً تُوِّجت بتنفيذ مشروع المسح الوبائي بتمويل يُقدّر بـ3,5 مليون يورو، وتبعه المرحلة الثانية في العام 2018 والذي استهدف ولايات شرق السودان بتمويل قدرة 3,5 مليون يورو، مشيراً لاستمرا ر العمل بالبدء في المرحلة الثالثة والذي يستهدف ولايات: النيل الأزرق، النيل الأبيض، شمال وجنوب وغرب كردفان، وأكد الوزير تطلُّع الوزارة لتوفير المزيد من الدعم للارتقاء بالخدمات البيطرية للحد من انتشار الأمراض محلياً وإقليمياً، خاصة وأن السودان يحد بعدد من دول الجوار في ظل وجود العديد من الخبرات العلمية والأطباء المُؤهّلين القادرين على إدارة العمل البيطري، وأشار الوزير إلى مجهودات مُنظّمة إيفاد بولايات البلاد المُختلفة في تحسين سُبُل كسب العيش ودعم صغار المُنتجين والرعاة من خلال مشروع تحسين سُبُل كسب العيش، مضيفاً أن الوزارة تعول على المشروع في دعم وتطوير القطاع ومكافحة الأمراض الوبائية ما ينعكس إيجاباً على ترقية وتطوير الصادرات الحيوانية وتحقيق الأمن الغذائي محلياً ودولياً.
ومن جانبه، أوضح وكيل الوزارة د. عادل فرح، أنّ مشروع المسح الوبائي يُلبِّي حاجة المُواطن، خَاصّةً وأنّ 7,4 مليون مواطن يُعانون من الفقر والجوع، 85% منهم بالقطاع الرعوي، لافتاً إلى أن وزارة الصحة قامت بإجراء مسح، وجدت أنّ أكثر من 4,5 مليون شخص معرضون لسُوء التغذية، 90% منهم بالقطاع الرعوي، وأشار إلى دور الوزارة لمُعالجة مثل تلك المُشكلات، حيث قامت بتوفير مراكز لتسويق اللحوم بأسعارٍ في مُتناول اليد بهدف توفير فُرصٍ لتربية القطاع، خاصّةً وأنها تُعتبر من أهم مصادر الغذاء، وقال: نأمل أن يمتد المشروع للمحليات ومناطق النزاعات، مُتعهِّداً بصياغة السياسات والاستراتيجيات لقيام ونجاح المشروع.
ومن جهته، أكد ممثل الاتحاد الأوروبي مستر روبرت، أنّ الورشة تُساهم في دعم القطاع بالسودان مع الشركاء، مُشيراً لمُساهمة الاتحاد في دعم المسح الوبائي الأول والثاني، وأخيراً المسح الثالث بمبلغ 9 ملايين يورو، لافتا إلى ظهور حمى الوادي المتصدع خلال الأيام الماضية، والتي كان لها الأثر السالب على سوق الماشية خاصةً العربية منها، بجانب دخل المنتجين، مُشيراً لجهد الحكومة في مُكافحة الوباء، مجدداً دعم الاتحاد لمكافحة وباء حمى الوادي المتصدع، حيث تم دعم المشروع بولايات شرق البلاد بمبلغ 30 مليون يورو، لافتاً أن المشروع يتطلّب توفير الدعم المُستمر بالتنسيق مع السُّلطات البيطرية في السودان وإثيوبيا لتعزيز القدرة على توفير التقارير عن هذه الأمراض، وأضاف مسؤول المشروع بالوزارة د. نادر حمدان أنّ البرنامج يحتوي على مشروعي تسويق الثروة الحيوانية وإدارة الموارد الطبيعية والذي يُدار بواسطة مشروع الصندوق الدولي لتنمية الثروة الحيوانية بهدف تحقيق الأمن الغذائي وزيادة الدخل والصمود أمام مُتغيِّرات المناخ، مُبيِّناً اعتماده على التقصي الحقلي للأمراض في المناطق المُستهدفة، وكشف أن المشروع يستهدف 600 ألف أسرة، حيث يركز المُكوِّن الأول على تنمية الثروة الحيوانية وسلاسل القيمة المُضافة للحوم والجلود، إضافةً لتكيف المُجتمعات ذات الهشاشة مع المُتغيِّرات المناخية، مُضيفاً أن المشروع ينفذ سياسة الوزارة لمُساعدة المجتمعات وتحديد أولوياتها.