بين بيتاي والتغيير
*حينما تأتي سيرة حفظة القرآن في السودان لا يذهب العقل بعيداً عن خلاوى همشكوريب التي عرفت بتخريج الحفظة والخلاوى التي خرجت الكثير من أهل القرآن.
*وعلى الرغم من المكانة الدينية الكبيرة لهمشكوريب، إلا أنها لا زالت تعاني من نقص التنمية والخدمات مثلها وجل مدن وقرى شرقنا الحبيب.
*أمس كان يوماً استثنائياً في كسلا، وهي تستقبل شيخ خلاوى همشكوريب سليمان بيتاي عائداً من رحلة علاج في دولة الأمارات الشقيقة.
*الحشود التي جاءت لاستقبال بيتاي رجعت وهي مَرضِيّة الخاطر بحديث شيخ خلاوى همشكوريب، خاصة وأنه أشار الى أن ملفات التنمية وعدالة توزيع الثروة والسلطة يعتبران من أهم قضايا الشرق.
*ما ذهب إليه بيتاي أمس ظل يفكر فيه الكثيرون حول قوى الحرية والتغير التي ظلت تحرك أمور الدولة في شتى دروبها، حيث قال إن قوى الحرية والتغيير أمام محاكمة التاريخ، فإما أن يكتب لها التاريخ النجاح أو الفشل.
*ما ذكره بيتاي أمس ظل الكثيرون يقولونه حول قوى الحرية والتغيير التي لم تقدم شيئاً يذكر حتى الآن رغم مرور قرابة الشهرين على تشكيل الحكومة الانتقالية.
*اقتربت فترة المائتي يوم الأولى على الانتصاف، وهي الفترة التي أعلنتها الحكومة الانتقالية، وحتى الآن لم نر الجنيه يرتفع، ولا الأسعار تنخفض، ولا حتى مؤشرات تطمئن المواطن على تحسن الأوضاع المعيشية التي يجب أن تكون هي الأوولية للحكومة الانتقالية.
*في أغسطس الماضي، قال رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك إن حكومته لن تعتمد على الهبات في موازنتها، وأمس خرج علينا وزير المالية ليقول إن الموازنة ستعتمد على المنح من الدول الصديقة.
*أصبح المواطن في حيرة من أمره، فهو الذي يواجه الضغوط المعيشية، وهو الذي يدفع فاتورة الغلاء، وهو الذي خرج للشارع من أجل تحسين الوضع الاقتصادي، وإن نظرنا للحال الآن فلم تتحسن الاوضاع المعيشية، ولا الاقتصادية، ولم يشهد السودان تقدماً سوى في انتهاء أزمة السيولة في البنوك.
*يجب على الحكومة الانتقالية أن تضع حلولاً ناجعة وسريعة للوضع الاقتصادي وهذا واحد من بنود الوثيقة الدستورية التي تم التوقيع عليها، وإلا فالفشل سيكون حليفها والخاسر الأول هو المواطن السوداني.
*حسناً عودة بيتاي والملفات التي أثارها بالأمس في كسلا سيكون لها ما بعدها خاصة مع الوضع الذي تعيشه الولاية في الفترة الأخيرة.