* تقول تلك الحكاية المتداولة الشهيرة، بأن طلائع من الحزب الشيوعي قد وصلوا إلى جزيرة نائية، فكان أول سؤال عند وصولهم، هل في هذه الجزيرة حكومة، فحال علمهم بجود حكومة في الجزيرة، قالوا مباشرة (نحن معارضة)!!
* بحيث تنهض فلسفة الحزب الشيوعي على أنه (حزب كفاحي ثوري)، مقاوم، معارض، ومن هنا يمكن الوصول إلى عمليات فرز الألوان والكيمان، بأن لجان المقاومة التي تقيم الدنيا هذه الأيام ولا تقعدها هي صناعة شيوعية كفاحية ثورية خالصة….
* على أن الحزب الشيوعي قد وطّن نفسه على ثقافة المعارضة والمقاومة، حتى وهو على سدة الحكم، بحيث أن كثيرين يتساءلون، لماذا لا تتحول ثقافة المقاومة بعد سقوط النظام ووصول أحزاب اليسار إلى السلطة، لماذا لم تتحول لجان المقاومة إلى لجان بناء وتعمير وإصلاح!!
* وللإجابة على هذا السؤال المحوري أنشّط ذاكرتكم بتلكم الواقعة التي يمكن أن تشخص هذه الحالة، أو تذكرون كيف أن في اللحظة الحاسمة التي تفصل الحزب الشيوعي كراسي الحكم، يوقيع فقط على الوثيقة الدستورية ليكون حزباً حاكماً من ضمن الأحزاب الحاكمة في كتلة الحرية والتغيير، أو تذكرون كيف أن الحزب الشيوعي في تلكم اللحظة الفارقة رفض التوقيع الذي كان سيضعه من ضمن المنظومة الحزبية الحاكمة، لكنه لم يفعل…
* ذلك لأن الفلسفة الشيوعية التي تنهض على مرتكزات المقاومة، المعارضة، الكفاح، النضال، إذا وصلت إلى الحكم ربما يفقدها ذلك أهم خصائصها ومن ثم تتعرض للتلاشي، ومن جهة أخرى ربما تخدم وجهتنا وتدعم مسوغاتنا إجابة تلك الإجابة لأحد القادة التاريخيين للحزب، عندما سُئل ذات يوم، لماذا يصر الحزب الشيوعي على تسيير المواكب الاحتجاجية وهو أحد مكونات كتلة الحرية والتغيير الحاكمة، يقول الرجل.. ذلك لتظل جذوة الحراك والنضال الثوري متقدة!!
* لهذا وذاك يخيل إليك بأن الحزب الشيوعي الذي يبدو أنه يسعى إلى السلطة، في حقيقة الأمر لا يود أن يكون في مكان مسؤولية الحكم، صحيح بأنه يسعى لتمكين كوادره في أجهزة وهياكل السلطة، وفي المقابل يكون الحزب، كلجنة مركزية وقاعدة، متواجداً في شوارع الحراك وساحات النضال لممارسة الكفاح الثوري، الحالة التي يعيشها الشيوعيون الآن، فهم في الحكومة بواقع وجودهم في كتلة الحرية والتغيير الحاكمة، وهم في المعارضة بحكم لجان المهنيين وجداول المسيرات والتظاهرات والوقفات الاحتجاجية، يعلن الحزب الشيوعي بأنه لن يشارك في هياكل حكم المرحلة الانتقالية، كل التعيينات حتى الآن هي بالكاد كوادر الشيوعيين، يسعى الحزب الشيوعي إلى جلب الدعومات الغربية لنجاح الفترة الانتقالية، يسعى لقطع الدعم الخارجي لإفشال الحكم الانتقالي، ندوة الخطيب أنموذجاً…… هو يريد وهو يرفض… وليس هذا كل ما هناك