استحكمت حلقاتها!؟
** انتظرنا الفرج بعد استحكام الضائقات في الأيام الأخيرة من نظام الإنقاذ، وانتابنا إحساس مختلف عن ذلك الذي غمرنا عقب الأيام والأسابيع الأولى للثورة والتي كانت مليئة بالتفاؤل لمستقبل كريم ينتظرنا ومساعدات هائلة تنهال وإعفاء للديون وسحب اسمنا من الدول الراعية للإرهاب وانخفاض في سعر الدولار وتوفر الوقود والنقود والخبز، ولكن الواقع يؤكد أن ما تحقّق ليس غير توفّر النقود. الوقود والخبز في العاصمة بنسبة أكبر من بقية السودان التي لا تزال تعاني.
** نتفق بأن الحال يمشي إلى الأسوأ باعتراف المسؤولين بأن الإعفاء من الدين وإزالة اسمنا من القائمة إياها ليس قريب المنال، كما أن تدهور العملة وصل للأسوأ ولأول مرة دق سعر الدولار في الثمانين جنيهاً أو كاد، وعشنا الأسوأ في حركة المواصلات العامة، وعمت الفوضى الشارع العام والأسعار للدرجة التي وصفها الخبثاء بـ (مدنياوو)، ويقيني لا أعرف بماذا أجيب لو سألني أحد عن كيفية الحل لاسيما وتلوح في الأفق علامات الفتنة وشعارات الانفلات الأمني.
** أتوقّع أن يكون الشغل الشاغل للإخوة في مجلس السيادة ومجلس الوزراء وقوى الحرية والتغيير في اجتماعهم الأخير كيفية إزالة حالة التشاؤم والعودة بنا لحالة التفاؤل التي غمرتنا مع بداية الثورة وهذا يتطلب بعض التعديل في قائمة الأولويات، فالناس تريد من يطعمهم من جوع ويؤمنهم من خوف أولاً وثانياً وأخيرًا.
** ليتنا نتفرغ جميعاً لإزالة الصفوف وإزالة ما يتردد حول قرارات الإعفاءات بالجملة دون توضيح المُبرر لذلك، أو تحويل كل مسؤول قبل إعفائه للتحقيق حتى لا يجد أعداء الثورة الفرصة لوصف الإعفاءات بالظلم والانتقام ووصف التعيينات الجديدة بمكافآت وحوافز ووعود سابقة لبعض الثوار.
** دعونا نحلم بسودان جديد يقوم على الحرية والسلام والعدالة والشفافية وفتح الأبواب لكل من يرغب في العمل وفق هذا وأن نصوغ ميثاقاً لفجر جديد و(الله يخون الخائن).
** نقطة نقطة**
** كتبنا كثيراً عن السرقة لمواد مكتبة التلفزيون التي تعيش عليها بعض أو معظم القنوات الخاصة، وتجمع المليارات، وتابعنا تحذيراً من الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون وتهديداً ووعيداً بنصوص القانون ولا حياة لمن تُنادي.
** توقعنا اهتماماً أكبر من حكومة الثورة، ولكن لا إشارة للموضوع، بل تعامَلت القنوات المتعدّية على مكتبة التلفزيون بذكاء يحسدون عليه من تمجيد للثورة والثوار وفتح قنواتها لرموزها ويخشى أهل التلفزيون أن يكون ذلك وراء السكوت على سرقة مواد المكتبة المعتدى عليها في النظام السابق.
** تحدث أحد خبراء المياه عن أزمة سد النهضة الأثيوبي والمصير المظلم لمصر والسودان واقترح على البلدين التنسيق والاتفاق وإزالة أسباب الخلاف التقليدي حول مثلث حلايب وشلاتين لمواجهة الخطر القادم.
**رياضياً لا شيء يستحق التعليق، فالحال أسوأ مما كان في المستوى الفني والإداري والجدل البيزنطي ولهذا لم أفاجأ حين أبلغني الخبير الإداري السوداني المقيم في السعودية وهو أحد الذين صاغوا تجربة الاحتراف في المملكة، وتسلم شهادة بذلك من الأمير الراحل فيصل بن فهد، وهو تاج السر أبنعوف، وحالياً هو السكرتير التنفيذي لنادي الرائد، وعضو لجنة التطوير في اتحاد الكرة السعودي، وقد كتب لإخوتنا في اتحاد شداد ببعض الاقتراحات ورغبة في المساهمة، ولم يجد غير التجاهل، وبالمناسبة الرجل لا يفكر في العودة للعمل في الوطن حالياً.
** فقدنا وفقدتُ أول أمس رفيق الطفولة والصبا الجار العزيز الكابتن محمد عبد الفتاح زغبير حارس الهلال والسودان في أحد العصور الذهبية لكرة القدم، جاء للهلال من نادي الشاطئ العطبراوي يافعاً وحقق نجومية وهيبة لحراسة المرمى، ورد الجميل للهلال بالعمل الإداري قبل أن يعود لأم المدائن عطبرة ليوارى ثراها كما تمنى ونتمنى ونوصي بذلك، له الرحمة والعزاء لأسرته الصغيرة والكبيرة.. و(إنا لله وإنا إليه راجعون).