الشيوعي.. الأجهزة الأمنية عدو الشعب !!
أعلن الحزب الشيوعي رفضه القاطع للجلوس مع المؤسسات العسكرية الحالية، على خلفية مطالبة الأجهزة الأمنية بولاية غرب دارفور مقابلة المسؤول السياسي للحزب بالولاية.
وقال الحزب الشيوعي في بيان بحسب“باج نيوز” “ليس من حق جهاز أمن النظام الساقط الاجتماع مع أي تنظيم سياسي”، مضيفاً: “نطالب في الحزب الشيوعي تفكيك جهاز الأمن ونزع السلاح منه”، واعتبر الحزب الأجهزة الأمنية بأنها عدو للشعب، بجانب اتهامها بالعمل على ضرب النسيج الاجتماعي، وحث الحزب قوى الثورة بالعمل على استكمال مهام ثورة ديسمبر.. انتهى حديث الشيوعي. … المصدر صحيفة السوداني الصادرة الأربعاء 30/10/2019.
* على أن عداء الحزب الشيوعي السوداني لا يقتصر على جهاز الأمن الوطني فحسب، بل يمتد لكل تشكيلات المنظومة الأمنية، بحيث لا يزال الشيوعيون يرفضون وجود مكون عسكري داخل مجلس السيادة، السبب الذي جعلهم ينسحبون من طاولة المفاوضات على أيام المجلس العسكري ….
* غير أن عداء الشيوعيين الأكبر والأشهر هو تجاه (قوات الدعم السريع) بحيث لم تجف بعد عمليات الاستنكار البالغة التي خرج بها مؤخراً تجمع المهنيين الذي يقوده الشيوعيون، تجاه عملية إشادة السيدة عائشة عضو السيادي بمجهودات قوات الدعم السريع المدنية. فواقع الحال يقول لا ولن يهدأ للشيوعيين بال ولن تغمد لهم عين إلا بعد تفكيك قوات الدعم السريع ومن ثم إعادة هيكلة مجمل القوات المسلحة. …
*والسؤال الذي يفرض نفسه هنا بقوة هو، لماذا كل هذا العداء للأجهزة الأمنية، وأتصور أن الإجابة تتخلص في عدة مسوغات منها ما هو تاريخي ومبدئي بحيث تربط الحركة الشيوعية (العسكر) بالشمولية وأنهم، أي العسكر، دائماً يتربصون بالحريات والتعدديات والديمقراطية، مع أن واقع الحال والممارسة والتاريخ يقول بأن الشيوعية نفسها حركة كفاح ثوري غير ديمقراطية.
* ثم إن هنالك سبباً نفسياً خاصاً، إذ يعتبر الحزب الشيوعي السوداني بأن أي عسكري يرتدي الكاكي كما لو أن له كفل ووزر في عملية اغتيال عبد الخالق محجوب السكرتير الأشهر للحزب الشيوعي، ورفيقه الزعيم العمالي الشفيع أحمد الشيخ، الذين تم إعدامهما علي يد الرئيس الأسبق المشير جعفر نميري رحمه الله تعالى، ومن ثم شكلت تلك الإعدامات الضربة القاضية للحزب الشيوعي السوداني.
* وسبب استراتيجي آخر من وراء تفكيك الأجهزة الأمنية السودانية بكل تشكيلاتها، وذلك توطئة لتأسيس (الجيش السوداني الجديد) في إطار مشروع (السودان الجديد) المشروع الذي يتبناه من الداخل الحزب الشيوعي، ومن الخارج تتبناه جيوش تحرير السودان، الحركة الشعبية لتحرير السودان، وجيش عبد الواحد نور لتحرير السودان، ولهذا لن يدخل عبد الواحد نور في أي عملية تسوية سياسية إلا وفق رؤية تفكيك السودان القديم.
غير أن رؤى الحركة الشعبية لتحرير السودان الشمالي، تتسع لسيناريو التكتيك والتمرحل والتموضع ومن ثم الانقضاض …
*ومهما يكن من أمر، لابد أن يدرك الجميع ألا مستقبل لدولة في حجم المخاطر التي تحيط بدولة السودان، إلا بوجود جيش وطني قوي بعقيدة وطنية أخلاقية قومية، على أن أي محاولة لعملية تفكيك الجيش الوطني السوداني، كما لو أنها محاولة لتفكيك الدولة السودنية برمتها وأن الجيش لا يسمح بذلك مطلقاً، على أن هنالك نقطة فاصلة فارقة في عملية الممارسة المدنية للحكم، عندما يتجرأ البعض الاقتراب من عرين الأسد ومحاولة ترويضه، لهذا وذاك إن كنا حريصين علي استمرار أمد الحكم المدني واستقراره بفترض أن يكون لنا احترام للمؤسسة العسكرية والأمنية التي تمثل صمام أمان البلاد وحراسة الحكم الديمقراطي…. وليس هذا كل ما هناك