*لغة الضاد تُعتبر من أصعب لغات العالم، وليس من السهل على “العجم” تعلُّمها كما يتعلّم أهل العَرب لغات الغَرب المُختلفة.
*ويعتبر أهل السودان الأكثر ارتباطاً باللغة العربية، حيث هناك الكثير من المُفردات الدارجية هي في أصل لغة عربية فُصحى والبعض لا يعلمها.
*لا نُريد الخوض كثيراً في بُحُور اللغة العربية التي عانت كثيراً مع الأجيال الجديدة، وبعضهم لا يُفرِّق بين التاء المربوطة وشقيقتها المفتوحة.
*وسائل التواصُل الاجتماعي فَضَحَت الكثيرين في علاقتهم باللغة العربية، وأيضاً هذا ليس موضوعنا الأساسي، وإنّما نُريد التحدث عن قرار وزارة التربية والتعليم في وضع اللغة الصينية بالمنهج التعليمي في مُقبل الأعوام.
*أذكر جيِّداً ونحن في المرحلة الثانوية، كانت اللغة الفرنسية اختياريةً لِمَن يُريد تعلُّمها وأظن “وليس كل الظن إثم” أنّها ما زالت اختيارية لتلاميذ المَرحلة الثانوية، وهذا عكس اللغة الإنجليزية التي كَانت إجبارية في كُلَّ المراحل، باعتبار أنّ استعمار السُّودان كَانَ من المملكة التي لا تغيب عنها الشمس.
*ربما من المنطق جداً أن تكون اللغة الإنجليزية “إجبارية” باعتبارها لغة عالمية يستفيد منها الإنسان في حلِّه وترحاله، وكذلك من المنطق أن يكون تدريس اللغة الفرنسية اختيارياً في المرحلة الثانوية، باعتبار أنّ جل القوانين في العالم تَكتب بهذه اللغة لعدم وجود مُترادفات كثيرة فيها، وهذا يمنح مساحة للتلاميذ الذين يُخطِّطون لدراسة القانون أن يكملوا هذه اللغة الجميلة.
*ولكن أن تقحم وزارة التربية اللغة الصينية في المنهج، هذا صَعبٌ وصَعبٌ جِدّاً، وأتوقّع إن وُضعت اختيارية فلن يَمتحنها التلاميذ وإن كَانت إجبارية فهذه مُصيبة وقد يرسبون فيها “والله أعلم”.
*لا أدري كيف يفكِّر القائمين على أمر هذه الوزارة، فتارةً يُقرِّرون تطبيق مَجّانية التّعليم من العَام المُقبل، وتَارة أخرى يُقرِّرون تدريس اللغة الصينية في المنهج السُّوداني، ولا استبعد أن يصدر قرارٌ قريباً بتدريس اللغة اليونانية في المنهج السوداني، هَذا طَبعاً إذا سَجّل السيد وزير التربية والتعليم زيارة للسفارة اليونانية في الخرطوم!!
*يجب أن تُفكِّر وزارة التربية في تحسين بيئة التعليم أولاً ثم تترك أمر المناهج التي تدرس للإدارة المعنية والتي تضم خُبراء في هذا المجال، فليس من المعقول أن يستوعب التلميذ السوداني مناهج هي في الأصل صعبة وقاسية على خريجي الجامعات، وليس من المنطق أن نملأ رؤوس التلاميذ بمناهج قد لا يستفيد منها في الوقت القريب.
*أعتقد تدريس اللغة الإنجليزية هو الأنجع لأبنائنا، فإن اجتهد الوزارة في تدعيم الأساتذة في هذه اللغة “يكونوا ما قصّروا تب”، وإن كانت الوزارة تريد أن يتخرج التلاميذ بعدد من اللغات، فالفرنسية هي الأنسب باعتبار الاستفادة منها في القوانين الدولية، ولكن ماذا يَستفيد التلميذ بتدريس اللغة الصينية في المنهج السوداني؟
*السؤال أعلاه نرجو أن يُفكِّر فيه السيد وزير التربية جيداً، ويُفكِّر أيضاً في فوائد تقوية اللغتين الإنجليزية والفرنسية إن كان لا بُدّ من ذلك.