* صدر أمس منشور من مجلس الوزراء الانتقالي/ والانتقالي هذه مهمة حتى يعلم القوم بأنهم على ظهر رحلة/، يقضي المنشور بإلغاء المنشور السابق الذي بموجبه أوقفت عمليات التعيين والتنقلات في الخدمة العامة/ القرار الذي أريد به تثبيت الوضع على ما هو عليه حتى تتمكن حكومة الحرية والتغيير من السيطرة على الأمور وتضع يدها على كل الملفات قبل تحريكها ربما من جهات أخرى …
* وبعد أن تدفق نزيف الإقالات والتعيينات في وسائط الإعلام الجديد والقديم، حتىاستدركت الحكومة بأنها بحاجة إلى منشور آخر عاجل يلغي المنشور الأول، و(مناشير الحرية والتغيير طالعة تأكل ونازله تاكل)، حتى لم يبق في جسد الخدمة المدنية مقدار فرع من مؤسسة إلا فيه ضرب (سيف صالح) عام أو (طعنة إقالة) !!
* العجلة ذاتها التي حدثت في ملف الرياضة، بحيث احتاجت وزارة الشباب والرياضة هي الأخرى لإصدار منشور يوضح بأن (المنشار) الأول لم يأكل اللجنة الأولمبية، ولم يحل الجمعيات الرياضية، لأن الفيفا في هذه الحالة بالمرصاد، فواقع التدخل الحكومي في الشأن الديمقراطي الرياضي، سيوردنا مهالك التجميد، ومن ثم تلاصقت المناشير وتقاطعت، منشور طالع ومنشور نازل!!
* هناك مثل سوداني حصيف تحتاج الحرية والتغيير أن تقف عنده طويلاً يقول المثل، إن النجار يقيس سبع مرات ثم يقطع مرة واحدة، وذلك حتى لا يخسر قطعة خشب صغيرة، فلهذا تحتاج حكومة معالي الدكتور عبد الله حمدوك أن تأخذ بهذا المثل حتى تحافظ على أخشاب الحكومة ومؤسساتها واستقرارها …
* هنالك منشار إعلامي في الطريق، بحيث تتحدث بعض الوسائط الإخبارية عن قرب الإطاحة بمدير الهيئة الذي لم تجف بعد دماء وأحبار منشوره، على أن كادراً سودانياً يعمل في الإعلام العربي، ربما يكون هو الوريث القادم لعرش إعلام حكومة تكتل الحرية والتغيير، كما لا يزال منشور تعيين الأستاذ أبوجوخ يراوح مكانه، بعد أن رفض العاملون بالهيئة استقدام كادر إعلامي من خارج الحوش!!
* هكذا ينسى العاملون بالهيية القومية للإذاعة والتلفزيون، في لحظة زعل أو غزل لا أدري، بأن الحكومة كلها من خارج الحوش السوداني، حكومة مناديب المنظمات الدولية بامتياز، فاذا كان رب البيت للدف ضارباً فشيمة أهل البيت الرقص واللعب.
* على أن أعظم وأكبر منشار هو بيد (السيدة صغيرون) وزيرة التربية والتعليم، وهو الذي قضى (بنشرة واحدة) تقطيع أوصال أكثر من مائة من مدير ووكيل بمؤسسات التعليم العالي، هكذا النشر ولّا بلاشن حيث أوفت السيدة الوزيرة ما وعدت بأنها ستكنس ثم تمسح بمناشير حاسمة، على ذلك النحو للذي شهد ربنا أكبر (مجزرة مهنية) في تاريخ التعليم العالي !!
* إن كان ثمة استذكار، ولا نقول استرحام، وهو على طريقة الأدب النبوي الشريف، فاذا قتلتم فأحسنوا القِتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، حتى لا تتضرر الضحية، الدولة، بمضاعفات النزيف جراء المناشير المتسرعة، فإذا نويتم ذبح مؤسسة، فأمسكوا جيداً بحد الشفرة والسكين، فالذبح السيئ نتيجة اليد المرتجفة عواقبه وخيمة …
* قيل إن رجلاً دين أزهرياً جيء به ليلقن الشهيد سيد قطب الشهادة، فلقنه الشهيد درسا، حينما قال له، إيا اخ الإسلام.. إن لا إله إلا الله التي تقتات بها انت ها نحن من أجلها نُساق الى حبل المشنقة!! وليس هذا كل ما هناك.