حالة الطوارئ المُعلنة بالبلاد تم تمديدها مطلع الشهر الجاري لبضعة أشهر بطلبٍ وإصرارٍ من السادة القحاحتة لغرضٍ معلومٍ ومفهومٍ يتلخّص في رغبتهم الجامحة في إبقاء المُعتقلين من قادة ورموز الإنقاذ قيد الحجز بالمحابس والمُعتقلات دون إطلاق سراحهم بضمانات أو بغيرها ودُون تقديمهم للمحاكمة! وما تسرّب ورشح يؤشر إلى أنه لم تتوفّر حيال المُحتجزين حتى الآن أيِّ بينات قانونية تصلُح لتوجيه عرائض اتهام في مواجهتهم أمام النيابة العامة! وأن معظم الاتّهامات المثارة في مواجهتهم هي على وزن “64 مليار ماليزيا”!
أسئلة قانونية مُهمّة تفرض نفسها، هل تُحكم بلادنا الآن بقوانين الطوارئ أم نصوص الوثيقة الدستورية؟ هل ألغت الطوارئ الوثيقة الدستورية كلياً أو جزئياً؟ وهل المراسيم والقرارات التي اتخذها مجلس السيادة أو يُمكن أن يتّخذها مُستقبلاً في ظل سريان حالة الطوارئ، هل تمّت وتتم وفق الوثيقة الدستورية أم قوانين الطوارئ؟ هل لمجلس السيادة في ظل سريان حالة الطوارئ حل الحكومة وتعليق العمل بالوثيقة الدستورية والدعوة لانتخابات مُبكِّرة؟
ثُمّ هل عبّرت حكومة “قحت” عن قواعدها الحقيقية عندما نادت بتمديد حالة الطوارئ وباركت الخَطوة؟ أليس من الطبيعي أن يقف دعاة المدنية والحرية والعدالة “أَلِفَ أحمر” ضد أيِّ تمديد لحالة الطوارئ ولو لأسبوعٍ واحدٍ؟ هل درس الجسم القانوني لـ”قحت” ومُكوناتها قرار تمديد حالة الطوارئ بكل أبعاده وآثاره، أم أنّ عين الكُره والبُغض للإسلاميين عطّلت البصيرة وأعمت البصر عن رؤية أبعاد أخرى كثيرة وخطيرة تتعلّق بتمديد حالة الطوارئ؟
هل من الحكمة والعقل والكياسة أن ينقسم الحزب القحتاوي الحاكم بين كَارهٍ ومَادحٍ للعسكر عامة و”قدس” بصفة خاصةٍ، وتبادُل اتهامات التخوين بل ومد الأيدي على بَعض ناشطيهم دُون أن يجلسوا ويتداولوا بشفافية حول دور القوات النظامية؟ أين ذهبت المُؤسّسية ورفقة النضال الطويل؟ أليس من عاقل يُنبّه القحاحتة الى ما يعيشه الوطن ويُواجهه من أزماتٍ ومشاكل في الخدمات وذبول مُستمر لأشعة الأمل والتفاؤل وأنّه لا خيار غير التّسامي فوق الجراح ومُواجهة المَخاطر والتّحديات بصفٍّ وطنيٍّ مُتجردٍ مُتماسكٍ؟
خارج الإطار: القارئ أحمد نور الدين الدرديري “حلفا الجديدة” قال: نحن في السودان نملك ملايين الأفدنة من الأراضي الخصبة والأنهار والأمطار والمياه الجوفية، ونمتلك الثروات العظيمة في باطن الأرض وعلى ظهرها، ونمتلك الإنسان الموصوف بأحسن الصفات، فلماذا نَحنُ في ذيل الأمم وفي حالة تخلُّفٍ وتَراجُعٍ منذ الاستقلال؟!
القارئ الوليد خلف الله قال إن الدعم السريع يشهد له القاصي قبل الداني، و”قحت” كأن شعارها الاعتراض على كل ما لا يأتي منها وكأنه ليس فيهم رجل رشيد! وأضاف أنّ القاف في “قدس” قدوة والدال دفاع والسين سلام.
القارئ أحمد رابح أحمد قال إنّ اتفاقية “سيداو” تخالف بعض المعلوم من الدين بالضرورة .
القارئ يوسف حبيب الله قال إنه يستبعد جداً اكتمال الفترة الانتقالية إذا استمر أداء الحكومة على هذا النحو البطئ والأولويات المقلوبة والانشغال بالشكليات وسفاسف الأمور والفشل في استقطاب التمويل الدولي والإقليمي، وافتعال المشاكل والأزمات مع بعض فئات الشعب والتشكيك والإساءات المُتكرِّرة بحق قوات الدعم السريع .
القارئ إبراهيم فضل الله “عنيكليبة” قال إنه لا ينتمي للمؤتمر الوطني ولكن الحقيقة أنّ للإنقاذ إنجازات لا تخطئها عينٌ، كما لها كذلك سلبيات وإخفاقات واضحة، وطالب القارئ بتقديم المُعتقلين من قادة ورموز الإنقاذ للمحاكمة أو إطلاقهم سراحهم.