(فئة) جديرة بالاهتمام..!!
*تنامي ظاهرة تزايد عدد المُشردين بالخرطوم بدأ يقلق المُجتمع، فهذا الوضع السالب لهذه الفئة (المغلوب على أمرها)، بالطبع له إفرازاته السالبة.
*الشرطة رَصدت في الأعوام مَقتل العديد من المُواطنين على أيدي المُشردين، وحسب السوابق، فإنّ لهؤلاء المُشردين قُدرةً كَبيرةً على ارتكاب الجرائم، دُون وازعٍ أو تَردُّد، أو خوْفٍ من رقيبٍ.
*حسب التقديرات، فإنّ عدد المُشردين في العاصمة وصل لنحو ستة آلاف مُعظمهم من الأطفال. ولا تقديرات رسمية للعدد الكلي في السودان، لكنّ دراسات غير رسمية أُعدت عام 2013 أشارت إلى أنّ عددهم هو 24 ألف مشرد.
*ويبلغ عدد المُشردين بولاية الخرطوم 2,700 مشرد، بينما وصلت نسبة الفقر بالولاية إلى 26% حسب آخر إحصائية للولاية.
*وذكرت دراسة أنّ أعلى مُستوى تعليمي لهؤلاء المُشردين مرحلة الأساس بعدد 1558 بنسبة 63%، فيما بلغ عدد العاملين منهم 1422 نسبة 58%، وأوضحت الدراسة أنّ مُعظم أُسرهم تعيش في الخرطوم بعدد 1507 بنسبة 61%، وكَشفت الدراسة حينها سَبب خُرُوج المُشردين إلى الشارع لظروف العمل بلغ عددهم 754 بنسبة 30% والظروف الاقتصادية بعدد 593 بنسبة 23%.
*مما لا شك فيه أنّ ظاهرة التشرد تُعد واحدة من أهم المُشكلات الاجتماعية الآخذة في النمو والزيادة، ليس فقط بين بلدان العالم الثالث، وإنما أيضاً في بعض الدول الصناعية الكُبرى.
*وهي ظاهرة أضحت تُؤرِّق المُجتمع كله، لما لها من عاداتٍ وسُلوكياتٍ خاطئةٍ قد تضر بالأمن القومي للبلاد.
*والمُتابع لهذه الظاهرة يجدها قد بدأت كظاهرةٍ اجتماعيةٍ سالبةٍ في مطلع الثمانينيات في المُدن الكبرى، وخاصة ولاية الخرطوم، لكنها سُرعان ما تطوّرت وأصبحت لها جوانب تُشكِّل خطراً على مُستقبل الأطفال المُشردين وتطوّرت من ظاهرة لتصبح مشكلة تستدعي الانتباه وتستوجب العلاج.
*ويُعرِّف أهل الاختصاص الطفل المشرد، بأنه هو كل أنثى أو ذكر دون سن الثامنة عشر من العمر، ويكون بلا مأوى أو غير قادر على تحديد مكان سكنه، أو الإرشاد إلى من يتولّى أمره، أو لا يستطيع إعطاء معلومات كافية عن نفسه. ويكون الطفل مُشرداً إذا كان يبيت في الطرقات، ومارقاً عن سُلطة أبويه، أو من يقوم برعايته، أو مُتسوِّلاً، أو يُمارس أعمالاً تتصل بالفسق وفساد الأخلاق.
*وفي السنين الأخيرة انتشرت ظاهرة التشرد انتشاراً ملحوظاً، نتيجة للضغوط الاقتصادية والاجتماعية في السودان، والحروب الأهلية والنزوح المُتكرِّر في السودان، مِمّا ساعد على تفاقم الظاهرة، وأدى إلى بروز بعض الإفرازات الاقتصادية والصحية والأمنية.
*سادتي لم يعد التشرد في السودان ظاهرة اجتماعية كما كان عليه في بداية السبعينيات، بل أصبح مشكلة اجتماعية لها إفرازاتها الاقتصادية والصحية والأمنية وأصبح أكثر تعقيداً.
*ومشكلة الأطفال المشردين في السودان ضمن أكثر المشكلات الاجتماعية التي حُظيت بالدراسات والبحوث على المُستوى النظري، ولكنها في المُقابل أقل فقراً من حيث الرصد والمعلومات والإحصاءات الدقيقة.
*إذن، الأمر يحتاج إلى وقفةٍ طويلةٍ من الدولة وأجهزتها للنظر بعين الاعتبار لهذه الشريحة التي قد يراها البعض ثغرة أمنية كبيرة في جدار المُجتمع السوداني، بيد أنّ الواقع أنّها شريحة قد وجد منتسبوها في وضع لم يكن بصنع أيديهم.
*لذا، فإن الأمر يتطلب وضع العديد من المعالجات التي نتمنى أن تستهدف في المقام الأول التأهيل النفسي والاجتماعي لهذه الشريحة.