الخارجية الآن!!
قال د. التجاني السيسي الزعيم الدارفوري الشهير إن ستة من أعضاء حزبه المفصولين من وزارة الخارجية تمت إعادتهم بعد تدخل نائب رئيس مجلس السيادة الفريق محمد حمدان دقلو “حميدتي” الذي نظر في ملف السفراء المستوعبين وفق اتفاقية الدوحة التي لا تزال سارية.. وحسناً فعل الفريق حميدتي وأنقذ السفراء الستة من مقصلة الفصل التي أعدتها الوزيرة أسماء إنفاذاً لسياسات “الثورة الظافرة” بإقصاء السفراء والموظفين بتهمة التعيين في عهد النظام السابق والولاء لغير معسكر قوى الحرية والتغيير.. وقد تفشت في الخدمة المدنية ومفاصل الدولة كل أمراض النفاق والغش والادعاء من قبل الموظفين الباحثين عن حقوقهم والخائفين على مصائرهم وأرزاقهم..
وزارة الخارجية التي تمثل الوجه المشرق لبلادنا تتعرض هذه الأيام لمحنة كبيرة.. وقوائم التصنيف تجول بين مكتب الوزيرة ورئيس الوزراء ولجان قوى الحرية والتغيير لفصل البعض وإنهاء تكاليف البعض الآخر.. واستدعاء حتى السفراء الذين تسلموا مهامهم حديثاً مثل السفير محمد عبد الله إدريس، وقد وجدت حادثة استدعائه من لندن حظها من التناول والنشر في الإعلام الحديث.. وكان مثيراً جداً أن يجد الرجل الذي تبوأ منصب وزير الدولة بالخارجية الإنصاف من دبلوماسي مثل الحارث إدريس حملته أخلاقه وأمانته لإنصاف زميله الذي انتاشته سنان أقلام الحرية والتغيير ظلماً وكيداً.. والوزيرة “تأمر” بإعادته من لندن للخرطوم بعد أيام معدودة جداً من اعتماد ملكة بريطانيا أوراقه سفيراً للخرطوم بلندن!!
إذا كان الفريق محمد حمدان حميدتي قد أنقذ ستة من قادة حزب البروفيسور التجاني السيسي من الفصل والإبعاد عن الخدمة ومن قبل أنقذ الفريق شمس الدين كباشي ابن عمه السفير القدير عبد الباقي حمدان كبير من مقصلة الفصل والطرد من الخارجية بتهمة موالاة النظام السابق مع أن عبدالباقي عين في الخارجية وفقاً لتراتيب وإنفاذاً لنصوص اتفاقية جبال النوبة..
السؤال هل الخارجية أصبحت حكراً لفئة بعينها من السودانيين؟؟ يدخلها السفراء ببطاقة انتماء قوى الحرية والتغيير؟؟ وما التغيير الذي حدث إذا كانت الخارجية في عهد الإنقاذ قد شهدت تعيين السفراء بالولاء لا الكفاءة؟؟ وهل ما فعلته الإنقاذ بالخدمة المدنية مبرر كافٍ لأن تمضي ثورة الوعي كما يقال على دربها حافراً بحافر وخطوة إثر خطوة.. وهل تم استبدال التمكين الإسلامي بتمكين علماني؟؟ إذا كان هناك سفير تدرج من أسفل الهرم خلال ثلاثين عاماً حتى شارف على التقاعد وهو مؤهل ومدرب وخسرت بلادنا من مالها الشحيح الكثير من أجل تأهيله لماذا يتم فصله لبطاقة انتماء حزبية يضعها في جيبه عندما كان طالباً بالجامعة؟؟
وهل انتهت دورة الحياة عند سيطرة قحت على الحكم في السودان؟؟ أم لا تزال الأيام دولاً ومن سره زمناً ساءته أزمان؟؟