* في الأخبار منذ يومين أن السيدة عائشة عضو مجلس السيادة تشيد بمجهود الدعم السريع لدرجة الانبهار، ولم يمض طويل وقت على تلك الإشادة وذلك الانبهار، حتى جاء الرد سريعاً من (تجمع المهنيين) بأنه يستنكر بأشد العبارات (إشادة عائشة) ودعمها لمجهودات الدعم السريع!!
* برغم استبشار الكثيرين بأن حالة انسجام قد حدثت بين المكونين العسكري المدني، من خلال ممارسة المجلس السيادي للحكم خلال الفترة الماضية على ان استقرار المرحلة الانتقالية رهين بتجانس هياكل السلطة الانتقالية وعلى رأس تلك الهياكل بطبيعة الصراع السابق المكون العسكري والمدني..
* غير أن تجمع المهنيين العقل المدبر لقوى الحرية والتغيير التي أنجبت هياكل السلطة الانتقالية والتي يفترض أنها أسعد الجهات بهذا التناغم، فد خرج تجمع المهنيين في الوقت الخطأ بالقضية التي هي أكثر خطيئة خرج يدعو المكون المدني بألا يحتفل بما يصنعه المكون العسكري، حاجة تمخول لدرجة تلك المفارقة الدرامية .. (انت معانا ولا مع التنين)!! …. من مع من ومن يبكي من!!
* يلاحظ أن هنالك الآن نبرة متصاعدة ضد قوات الدعم السريع من قبل مكون واحد من مكونات الكتلة، مكون هو أصلاً (باقي كتلة)، يرى أن كل كاكي شريك في قتلته التاريخية، بحيث أن هذا المكون اضطر للانحناء للعاصفة حتى تمر عملية إجازة هياكل المرحلة الانتقالية، ومن ثم يعاود هجومه على المكون العسكري سيما قوات الدعم السريع.. و… و…
*يفترض أن العقلاء يدركون ألا مستقبل للدولة السودانية التي ترقد على بارود من الأزمات والجيوش والحركات المسلحة، إلا بجيش وطني قوي بجهورية وقوة دفع ودعم وهيبة قوات الدعم السريع، التي أصبحت حجر عثرة وحائط منيع أمام عمليات تفكيك الدولة والجيش، فضلاً عن جهود بقية وحدات القوات المسلحة السودانية المشهودة.
* ولسوء حظ هولاء أن قوات الدعم السريع وعبر قائدها البطل الهمام الفريق دقلو، هي من تقود التفاوض الآن مع الحركات المسلحة، بحيث أوشك الطرفان على إنجاز اتفاق تاريخي يؤسس لترسيم المرحلة القادمة، على أن قوات الدعم السريع بهذا تصبح واحدة من لبنات المرحلة السودانية القادمة بشقيها المدني والعسكري، ومن ثم تزداد هذه القوات رسوخاً وثباتاً ووطنية.
* وإذا ما عدنا لما بدأنا به، فإن السيدة عائشة عضو المجلس السيادي لم تشد بمعركة عسكرية بطلها السيد الفريق دقلو وقواته، وإنما أشادت بعملية مدنية ضخمة سيرتها قوات الدعم السريع للإسهام في معالجة ملفات إصحاح البيئة، ذات القوات التي تساهم بفعالية في ردم هوة تقصير الحكومة في مجال المواصلات، وهي مجهودات إن غضت الطرف عنها السيدة عائشة وتجمع المهنيين، ففي المقابل أن هذا الشعب الوفي لا يمكن أن يتجاوزها…
* إن كان ذلك على المستوى الداخلي، فإن السودان الآن يحظى بفضل الله ثم بجهود قوات الدعم السريع، يحظى بقبول دولي سيما من قبل الأمريكيين والأوروبيين في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية، لدرحة أن توج (سودان الدعم السريع) الآن بشرف أن يكون مقراً دائماً لمكافحة الهجرة غير الشرعية في أفريقيا، لم يتم هذا الإنجاز بفضل جهود تجمع المهنيين بطبيعة الحال، ذلك مما يقطع الطريق على عمليات (جنجوة وشيطنة الدعم السريع) الذي بات معترفا به وبجهوده من قبل المجتمع المدني الدولي… وليس هذا كل ما هناك