*أحد الأصدقاء الأعزاء تَرَكَ سيارته مُتّسخةً لعددٍ من الأيام دُون أن يكترث لذلك، وحينما سألته عن السبب قال لي “لاحظت كل ما أغسِّل السيارة تهطل الأمطار”، فأقسمت أن لا أغسلها حتى يدخل الشتاء بأكمله.
*ومثل صديقنا هذا كُثرٌ في الخرطوم، حيث يَخاف أهلها من الأمطار لما تُسبِّبه من إغلاق للطُرقات ورُكُود للمياه مِمّا يولد البعوض والذباب.
*في هذا العام كَانَ الخريف مُختلفاً عن كل الأعوام السابقة، فما زال المطر يَهطل رغم اقتراب شهر أكتوبر من نهاياته، وبالأمس حَمَلَت أخبار الأرصاد توقُّعاً لهطول أمطار في عددٍ من ولايات السودان.
*قبل شهر تقريباً كُنت ضمن وفد شركة سكر النيل الأبيض لمحلية أم رمتة، حيث قدّمت الشركة بعض المواد الغذائية للمُتضرِّرين، وبعد يومين من تلك القافلة كانت شركة الجنيد تُسيِّر قافلة للمُتضرِّرين من السيول والأمطار بذات المحلية التي تضرّر أهلها كثيراً في زرعهم وضرعهم وإيوائهم.
*وأمطار هذا العام خلّفت وراءها الكثير من الوبائيات والأمراض، حيث انتشرت الكوليرا في النيل الأزرق وغيرها من ولايات السودان، وصرخت كسلا من الحميات، وامتلأت الخرطوم بالبعوض والذباب.
*الخميس المنصرم كانت قوات الدعم السريع تُسيِّر قافلة للمُتضرِّرين في أربع ولايات لتُقدِّم لهم العَون والمُساعدة في مِحنتهم تلك.
* قوات الدعم السريع في كل يوم تُؤكِّد للشعب السوداني تحقيق شعارها “جاهزية – حسم – سُرعة” بيان بالعمل، وأنه لم يكن أجوف، بل حَقيقة مَاثلة أمام العيان، فظلّت هذه القوات حَاضرةً في جميع الميادين التي تكون بحاجة لمجهوداتها.
*حينما سخط المُواطنون من انعدام المُواصلات، كانت الدعم السريع موجودة بتوفير عربات لترحيلهم مَجّاناً، وحينما تَضرّر أهلنا في الولايات من السُّيول والأمطار كانت هذه القوات حَاضرةً بالدعم والمُساندة، وحين اشتد المَرض والوباء ببعض ولايات السودان كانت “قُدس” حاضرةً بقوافلها لمُساعدة أهلنا في تلك الولايات.
*الحُضُور الكبير من أعضاء مجلس السيادة من المُكوِّن المدني للمُشاركة في عَملٍ يَخُص الدعم السريع وهي تُسيِّر قوافلها يُعتبر دلالة واضحة على الدور الكبير الذي تقوم به هذه القوات، وفي ذات الوقت الاحترام الكبير الذي يُولِّيه أعضاء مجلس السيادة لدور الدعم السريع الذي لا ينكره إلا مُكابرٌ، فحُضُور مثل محمد الفكي سليمان ورجاء نيكولا وعائشة موسى وحسن محمد إدريس قاضي، وتجمعهم في محفلٍ واحدٍ، رسالة عميقة وكبيرة تمنح الدعم السريع المزيد من قوة الدفع لتقديم الكثير.
*عدد من وسائل التواصُل الاجتماعي هَاجمت مُشاركة “دسيس مان” في وداع قوافل الدعم السريع، وأعتقد أنّ هذا الهجوم ليس في مكانه باعتبار مُشاركة أعضاء المجلس السيادي من المُكوِّن المدني في وداع هذه القافلة، فهذه القوّات أثبتت “بيان بالعمل” قوميتها تسبق الجميع في تقديم يد العون لأهل الشرق والجنوب والغرب والشمال، وهذا ما أشارت إليه عُضو المجلس السيادي عائشة موسى، حيث قالت إنّها تُريد أن تُسمِّي قوات الدعم السريع “القوات السودانية المُسلّحة وأنتم تهبون لنجدة أهلكم بإعانات سُودانية بدلاً من انتظار المعونات الخارجية”.