دمعة على الرئيس عبود

** نجحنا هذا الأسبوع في استرجاع ذكرى الثورة الأم أكتوبر ومع الأناشيد الجميلة والتي لم تتكرر مع  أي حركة تغيير بعدها في إشارة للإجماع الكبير خلف ثورة أكتوبر هذا الإجماع الذي تحول إلى الهتاف الخالد (ضيعناك وضعنا معاك يا عبود).

** تمنيت كلمة في حق الرجل الكبير إبراهيم عبود وإنجازاته العديدة ومشروعات التنمية الكبيرة ودعم حكومته لحركات التحرر الأفريقية ومشاركته وكلمته البليغة في الجلسة التأسيسية لمنظمة الوحدة الأفريقية مع رفاقه من آباء القارة هيلاسلاسي وعبد الناصر  ونكروما وكينياتا وسيكوتوري وبن بيلا .

** عبود فجّر ثورته باتفاق مع طائفتي الحزبين الكبيرين قبل أن يصحو سياسيو الحزبين ويتذكروا ويفتقدوا الحريات، ويكتبوا مذكرة أفضت بهم إلى جبل الرجاف لتشمل السياسيين بمن فيهم الزعماء الأزهري والمحجوب ونقد الله وزروق وأحمد سليمان الذي كان آخر المُوقّعين فيما كان أولهم الإمام الصديق المهدي، والذي لم يعتقل فكان تعليق أحمد سليمان وسؤاله لمعتقليه بأنهم قرأوا القائمة بالمقلوب رحمهم الله جميعًا.

** نعود للفريق عبود وكان  نظامه مضرب المثل في نظافة اليد وتحقيق العدالة في أقصى درجاتها والأمثلة عديدة، فقد وزّع الأميرالاي البحاري مدينة الثورة، ومات ولا دار له في العاصمة، والأمثلة عديدة مع هذا خرجنا في أكتوبر ضد الفساد الله لا عادو، وبعد ذلك لم نر أثرًا للفساد والمفسدين وطبقنا شعار الثورات التطهير واجب وطني، لنكتشف أنهم براءة وضاعت الخدمة المدنية.

** زار عبود معظم دول العالم ورجع بعبارته الخالدة جئتكم بصداقة الشعوب، وصدق وكان احترام العالم لنا، وذكرت جاكلين كينيدي في مذكراتها حين كان رئيس السودان الجنرال  عبود الوحيد الذي أعاد لمضيفيه الأمريكان قائمتي المطالب الخاصة والعامة خالية وإفادته بأننا لم تأت إلا لصداقة الشعب الأمريكي، وعجب الرئيس جون كينيدي وسال أجهزته عن الجهة التي قدم منها هذا الجنرال، فبعثوا له المعلومات الكاملة عن السودان وموارده الطبيعية والبشرية والتاريخية وعلق (إن هذا البلد لو وقف سيكون الخطر الحقيقي لأمريكا وليس الاتحاد السوفيتي أو كوبا)، وواضح أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة ومن شايعها من الأوربيين يعملون بنصيحته.

** بعد أكتوبر بشهور شهدنا افتتاح كوبري شمبات الحالي بواسطة وزير الداخلية يومئذ المرحوم نقد الله الكبير الذي فوجئ بالناس تهتف (عاش عبود)، في إشارة  لما نسميه فيما بعد العهد البائد، فقد كان كوبري شمبات أول جسر على النيل بعد خروج الاستعمار، وبالمناسبة ما تم تشييده من جسور كان في عهود مايو والإنقاذ البائدة.

** تذكرت وكنت أحد الذين خرجوا في أكتوبر لنهتف ضد الظلم والفساد والاستبداد والآن بعد خمسة وخمسين عاماً أرى تفسير كذلك كثيرون يرون الظلم والفساد والاستبداد الجد جد، وسيظل الهتاف (ضيعناك وضعنا معاك يا عبود).

**نقطة نقطة **

** علق كثيرون على مقال الأسبوع الماضي عن الزميل وزير الإعلام فيصل محمد صالح ما بين مؤيد  ومعارض حول دفاعي عن الرجل ومن التعليقات أختار كمقترح للوزير ألا يشغل نفسه بإقامة مؤتمر صحفي عقب كل جلسة،  وأن يترك هذا للأمين العام الموظف كما في السابق، وكذلك لم يكن للوزير اقتحام المؤتمر الصحفي لوزيرة الشباب لتلاوة قرار تكوين لجنة تحقيق.

** لا تزال قنواتنا تؤكد خواء برامجها وتواصل الإعادات  والأعجب حتى في يوم الجمعة ذي المشاهدة الأعلى .

** عنوان خبر بأن قوى تجمع المهنيين تستنكر مشاركة الأعضاء المدنيين في مجلس السيادة في حملات الترويج للدعم السريع حقيقة لم أفهم شيئاً وليتنا نفهم .

** أستاذ لغة عربية لفت النظر لاستخدام اسم مجلس السيادة مرة والمجلس السيادي مرات، وقال الأولى أصح فهي مضاف إلى مضاف إليه بالألف واللام ولا يجوز إضافة معرف بالألف واللام إلى مضاف إليه بنفس الألف واللام ما رأي علماء اللغة والمصححين إن وجدوا.

** الموت حق وسبيل الأولين والآخرين وفي هذه اللحظات تمنيت لو كان بيننا الإخوة الأعزاء وردي وحميد رحمهما الله مع ذكرى الثورات.

**هذا الأسبوع فقدنا علمين صديقين، الأول الدكتور محمد الأمين خليفة الذي عرفته من خلال تغطيتي لمفاوضات السلام،  واحترمته بعصاميته التي حولته من جندي فني بسلاح الإشارة إلى ضابط كبير، وأنه تعلم اللغتين الإنجليزية والفرنسية وأجادهما أكاديمياً ونال الدرجات العليا وصار أستاذاً جامعياً رحمه الله.

** فقدنا علماً ورمزاً للثقافة والكلمة الرقيقة والعسكرية الحديثة، رحم الله رجل القلم والسيف عوض أحمد خليفة.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى