من الذي قال لك أننا وأنت أو أي نفر من السودانيين بمختلف انتماءاتهم و(ميولهم) ومللهم ونحلهم يحتاجون على نحو عاجل لا يقبل الإبطاء والتأجيل المصادقة على اتفاقية سيداو.!؟..
خلاص كملنا كل الأدب وبقينا على قلة الأدب.
فلنقل إن مطبخك يريد أن يغير على نحو جذري كل ارتباط للدولة السودانية بكل (البالي) من قيم ومعتقدات وتصورات واتجاهات إلى (عوالم زي رؤى الأطفال حوالم) فهل ستفي المصادقة باستحقاقات البداية!؟
إلى أي مدى ستمثل المصادقة حجر الأساس لما تسعى (المطابخ) و(المنظمات السرية) لتحقيقه في واقعنا السوداني!؟
أم إن الغرض هو (حشر) الجميع في زاوية المصادقة ثم استصراخهم :
(أما وقد صادقتم على الاتفاقية فإن التزامكم المتعهد به ينبغي أن يمضي قدماً فالناس على شروطهم)..
ولعمري ذلك في القياس شنيع… ما الذي يورطنا كل هذه الورطة، ورطة مع شعبنا ومع برامجنا الإسعافية!!.. تأخير طويل للانخراط في الأولويات والمُلِح من هموم، بعثرة للهمم، لماذا تدق (الإسفين) بينما أنت غير مضغوط ولا أحد يستلزم منك هذا الهبوط الخشن والسيئ..
أحشفا وسوء كيلة؟!
خطوة غبية ستُسهم في إفشال مخططاتهم وستسارع مع خطوات أخرى (غبيانة) اتخذتها (مراكز القرار) في الوصول لانتخابات مبكرة أو إنتاج الفوضى أو استدعاء (العساكر)..
تريد التغيير؟!.. حسناً اجرِ التغيير وجرّب هنا وهناك، وانتظر كيف ردة الفعل وكيف ستؤثر تغييراتك على حياة الناس، وكيف سيتقبّلونها؟؛.. لأنك وبهذه النقلة العنيفة الصادمة وبمصادقتك على سيداو ستنحشر بين المرء وقلبه وستكون حاضراً في كل مشكلة أسرية حينما لا يستطيع الولي أن يسأل وليته:
(جاية من وين وماشة لي وين!؟)..
الإنحليزي المُستعمِر لم يفعل بنا مثلما تفعلون، فتقاليد الناس وأعرافهم مرعية دومًا، ولكم أن تراجعوا دفاتر الفاتحين والغزاة وكيف أنهم توخوا أقصي درجات الحذر في الخوض وثقافة الناس وقيمهم المجتمعية.. التغيير الذي لا ينساب مُتنزّلاً من مناطق الوعي إلى مناطق اللاوعي مرفوض وملفوظ ومعه (الكابينت) الذي أتى به.. مشروعيتكم صارت بضربة لازب على المحك، وعدتم بلا رقبة فلا أرضًا قطعتم ولا ظهراً أبقيتم.
عزيزي وابن الخال حمدوك..
إن مركباً صعباً مثل مركب (سيداو) يحتاج منك وعناية بنا وبما تبقى لنا عندك من تعطف وشفقة أن تحيل الأمر إلى المجتمع ورموزه وقادة الفكر وأهل الراي فيه.. بل إن (الاستفتاء) هو ما يجب أن تجريه قبل أن تمضي هكذا وحدك خطوة واحدة أخرى وتحترق !!
حدّث الناس بما يفهمون.. فأنت لا تستطيع أن تستجلب من (جزر البهاما) او من (اسبارطة) قيماً أخرى لتحكم الناس بها.. ما أنكرته على (قانون النظام العام) من كونه يتدخل فيما لا يعنيه ها أنت تفعله لتكتب بأيدٍ مرتجفة ذات الردة المقيتة عن حماية معتقدات الناس وأعرافهم المرعية الراسخة..
حتى إن وزير العدل الغرير لم يجد فسحة ليلاقي بعضاً من من المعترضات في موكب النور بينما استقبل ورحب وخاطب قلة من النسوة المؤيدات قبل أيام !؟..
صدقوني لن ينتهي الأمر بمجرد المصادقة (بغير تحفّظ).. من تلك اللحظة سينفتح الجحيم وستطاردهم لعنة الخوض في (حرمات الله) وثوابت الأمة، والشياطين الأخرى التي تم استدعاؤها على عجلة وإصرار وتغابٍ.. حتى إذا اكتملت المؤامرة واشتدت الحروب والكروب قالت الامم المتحدة:
(.. ما أطغيته ولكن كان في ضلال بعيد)..
ثمة طريقة أخرى.. لابد أن تكون لديكم خطة أخرى لمعالجة طرح تلك (الرزنامة) المفروضة عليكم.. احتالوا عليها وعلينا..
وابتغوا بين ذلك سبيلا..
وإلا فإن المفاضلة القاسية والمرة ستكون بينها وبيننا.