مجالس الجامعات
القرار الذي أصدره السيد رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك بإعفاء رؤساء مجالس الجامعات ومجالس الجامعات السودانية اثار لغطاً كبيراً، وقد حاولت من خلال المداخلات عبر الفيس بوك إزالة هذا اللغط وسوء الفهم حول دور مجلس الجامعة وعلاقته بالنواحي الإدارية والتنفيذية، ولكن دون جدوى، فقد خاض في الأمر من غير فهم ولا دراية من يحملون درجة الدكتوراه، حيث كتب الدكتور يوسف الكودة على صفحته على الفيس بوك قائلاً: إذا كان علي كرتي ليس له ماجستير ولا دكتوراه كيف يكون رئيساً لمجلس إحدى الجامعات؟
وبالنظر للقرار الخاص بحل مجالس الجامعات، فإن السيد رئيس مجلس الوزراء ليس في حاجة له بعد أن أعفى مديري الجامعات لكون مدير الجامعة ومساعديه سوف يتقدمون بمقترحاتهم حول رئيس وأعضاء مجلس الجامعة لرئيس مجلس الوزراء بصفته راعي الجامعة، ويتم تلقائياً تشكيل مجلس جامعة جديد، ودرجت العادة أن مجلس الجامعة الجديد ينعقد بحضور أعضاء مجلس الجامعة السابقين ويتلقى تنويرًا من المجلس السابق، ويتسلم المجلس الجديد مهامه المنصوص عليها في قانون الجامعة، وهي إجازة الخطة التي تقدمت بها إدارة الجامعة، واعتماد الموازنة السنوية للجامعة بالإضافة لخطة مجلس الجامعة نفسه في كيفية استقطاب الدعم للمشروعات التي تقدمت بها إدارة الجامعة من الدولة والمجتمع والخريجين وغيرهم.
لقد تعرض رؤساء مجالس الجامعات الذين تم حلهم لوابل من التجريح والاتهام بالفساد والتسلط وغيره، وبكل أسف لم يصدر أي توضيح من قبل الحكومة أو مكتب رئيس الوزراء أو اعتذار لمن كانوا يتولون رئاسة مجالس الجامعات بطلب من الجامعة نفسها، وليس من تلقاء أنفسهم، لقد كان هجوماً غير مبرر ولا موضوعي، لماذا يتولى فلان رئاسة مجلس أكثر من جامعة هل هي تكية دون أن يعلم هؤلاء السابون والشائنون أن العمل في مجلس الجامعة هو عمل طوعي محض وأن أعضاء مجلس الجامعة ليس لديهم مخصصات، وليسوا مفرغين للعمل بالجامعة، ولا يجتمعون أكثر من مرتين في العام الواحد، وليس لهم سلطة على مدير الجامعة ولا علاقة لهم بالنواحي الأكاديمية، ودورهم في هذا الجانب ينحصر في حضور حفلات التخريج ومنح الدرجات الفخرية.
أما دورهم في استقطاب الدعم للجامعة فهو دور معروف وإن كان يختلف من جامعة لأخرى، فمثلاً مجلس جامعة الخرطوم يراعى في تشكيله عدة جوانب من بينها تمثيل الإعلاميين، حيث ظل أستاذنا فضل الله محمد عضوًا في مجلس جامعة الخرطوم لعدة دورات، حينما كان رئيساً لتحرير صحيفة الخرطوم، وبعد أن أصبح رئيساً للمجلس القومي للصحافة والمطبوعات، وهو من خريجي كلية القانون جامعة الخرطوم ولم يعرف عنه انتماء للمؤتمر الوطني، ولكنه ينتمي لمهنة الصحافة، وهي عشقه الذي تجلى في أغنية الجريدة التي قام الفنان الكبير محمد الأمين بأدائها على أروع ما يكون.
ونجد عضو مجلس جامعة الخرطوم الحاج الصديق ودعة، وهو رجل أعمال قد قام بتشييد قاعة ودعة بالجامعة، وهي واحدة من المنارات داخل الجامعة، بالإضافة لقاعة الشارقة بجامعة الخرطوم التي شيدها أمير الشارقة الشيخ خليفة في عهد البروفسير يوسف فضل حسن مدير الجامعة الأسبق، فهل يعتبر الشيخ صديق ودعة طامعًا في جامعة الخرطوم أم داعمًا لها كما قام رئيس مجلس الجامعة مكاوي محمد العوض باستقطاب الدعم للجامعة في مجال الكهرباء وغيرها عندما كان وزيراً، وبعد أن ترك الوزارة.
ونجد جامعة أم درمان الإسلامية اختارت الدكتور غلام الدين عثمان وهو أحد خريجي الجامعة، وله مساهمات كبيرة في الجامعة، وهو اقتصادي ووزير مالية بولاية الخرطوم ووالٍ لعدد من الولايات . وعرفت لأول مرة أن استاذنا بروفسير علي شمو هو رئيس مجلس جامعة الجزيرة، وعلي شمو هو هرم إعلامي معروف وأستاذ مدى الحياة بجامعة أم درمان الإسلامية، ومؤسس لكل أقسام الإعلام بالجامعات السودانية بما في ذلك قسم الإعلام بجامعة الخرطوم وإذاعة جامعة الخرطوم ولا ينتمي بروفسير شمو للمؤتمر الوطني، وقد أعلن ذلك في مقابلات صحفية قبل عدة سنوات، وأقل ما قدمه بروفسير شمو لجامعة الجزيرة هو تأسيس أكبر كلية للإعلام بالجامعة تدرس الإعلام على أحدث طراز، وكان عونه في ذلك هو البروفسير حسن الزين الذي عاد من الجزيرة لجامعة السودان . هذا إلى جانب دور البروفسور شمو في الجامعات الخاصة والإذاعة والتلفزيون. وغير هؤلاء ممن تولوا رئاسة مجالس الجامعات الولائية ونهضوا بها ومن تلك الجامعات المتطورة جامعة السلام بغرب كردفان وجامعة الفاشر وجامعة كردفان التي تخرج فيها قائد الثورة الأصم وغيرها من الجامعات البحر الأحمر والقضارف وكسلا وبخت الرضا وشندي وعطبرة وغيرهانونجد الشباب الذين درسوا في ثورة التعليم العالي يسدون عين الشمس ما شاء الله، وقد طلبت البروفسير سمية أبو كشوة وزيرة التعليم العالي الأسبق ممن درسوا في ثورة التعليم العالي أن يرفعوا أيديهم وكانوا أغلبية ومن بينهم الأستاذ الصحفي النابه ضياء الدين بلال رئيس تحرير صحيفة السوداني .
نرجو التوفيق لمديري الجامعات الجدد ونرجو أن يوفقوا لترشيح رؤساء مجلس جامعاتنا ممن يبذلون المال والجهد والوقت من أجل نهضة التعليم العالي والجامعات في السودان .