الخرطوم: الصيحة
كشفت الشرطة التفاصيل الكاملة لعملية السطو على مول الإحسان بشمال بحري على يد مسلحين هاجموا المول في الساعات الأولى من صباح (السبت) وعملية توقيف المتهمين أحدهم بولاية سنار والآخر بحي الإسكان الشعبي بأمدرمان تلك القضية التي أثارت الرأي العام خاصة بعد إعلان الشرطة مقتل خفير على يد المتهمين أثناء فرارهما.
تفاصيل الجريمة
قال مدير شرطة الخرطوم الفريق خالد بن الوليد إن المتهمين نفذوا الجريمة بعد خطة وضعوها بمراقبة المكان لعدة أيام توصلوا أن هناك (وردتين) ينتهي الدوام الثاني بعد الواحدة صباحاً وإنهم يغلقون المكان ليجردوا حساباتهم التي تتراوح بين 450 ــ500 ألف جنيه، وقاموا بالاختباء داخل بناية تحت التشييد لحين زمن الجرد، وقاما بمهاجمة العاملين بالسلاح الناري وكانوا سبعة أشخاص، ونهبا المول تحت تهديد السلاح، وأطلقا الرصاص على خفير حاول التصدي لهما أثناء محاولتهما الهرب وتسببا في مقتله.
القبض على الجناة
قال ابن الوليد إن إدارته فور البلاغ تحركت لمكان الحادث وقامت بإجراءاتها الروتينية، وعاينت كاميرا المراقبة الملحقة بالمول فكشفت أن المهاجمين ملثمين ولم يتركا أثراً يدل على هويتهما فكونت أتيام مشتركة من المباحث الجنائية وشرطة بحري قامت بمتابعة المعلومات حول معتادي الإجرام وتوصلت للمتهم الأول، ونجحت في القبض عليه بحي الإسكان بأمدرمان وأخضعته للتحقيق فاعترف قضائياً بارتكابه الحادث، وأرشد على زميله الذي كان قد غادر بسرعة لولاية سنار لتطارده المباحث وتمكنت من القبض عليه أيضاً، وكشف أن الشرطة استردت بعض المسروقات التي اشتريا منها غرفة نوم و(شيلة) موضحاً أن المتهمين ادعيا الانتماء لإحدى القوات النظامية وأنهم خاطبوا جهتهم لتأكيد ذلك الادعاء وأن لا أحد فوق القانون وأنهم سيكملون إجراءاتهم القانونية وتقديمهم للمحاكمات.
ونفى مدير شرطة الخرطوم أن التغيير السياسي الذي حدث أحدث خللاً في المنظومة الأمنية، وقال (التغيير السياسي الذي حدث كان له أثره الإيجابي بتقوية المنظومة الأمنية ومشاركة اللجان في الدوريات الليلية).
وكشف عن عدة عمليات نفذتها الشرطة لمنع الجريمة بمحاصرة عصابات النيقرز التي أثبتت الإحصاءات انخفاض وجودها بجانب إزالة مساكن عشوائية بضاحية بري كانت ملتقى لمعتادي الإجرام.
الخرطوم عصية
في السياق، اعتبر مدير عام الشرطة الفريق أول عادل بشائر بأن الجريمة دخيلة على المجتمع السوداني، وطمأن بأن إدارته لديها خطط مدروسة لمنع الجريمة واكتشافها. وكشف بشائر أنهم كانوا على اتصال مباشر بمدير شرطة الخرطوم ومتابعة الإجراءات حتى تم القبض على المتهمين، وقال إن الخرطوم عصية وستظل العاصمة الآمنة، مشيراً لتفعيل الرقابة الإلكترونية بالمحلات التجارية ووضع خطط مدروسة في مختلف إداراتها للحد من الجريمة، وقال (البلاغ كان مزعجاً ولكن مطمئنون لمقدرات المباحث)، مشيراً أن اهتمامهم بولاية الخرطوم ليس خصماً على بقية الولايات، ولكن لكثافتها السكانية ونشاطها السياسي والاقتصادي والدبلوماسي لذلك لها رعاية خاصة في إدخال التقانة في العمل الأمني، مشيراً أن الشرطة ستكون حامية للديمقراطية في العهد الجديد.