تقرير: النذير دفع الله
في أحد شهور العام 2012 وخلال عرض عسكري بمدينة تلودي بجنوب كردفان انطلقت بعض التصريحات من والي الولاية وقتها أحمد هارون يؤكد فيها أن الرئيس البشير سيؤدي (صلاة الشكر) في مدينة كاودا قريباً، بل أكبر من ذلك حينما قال الرئيس السابق إنه مثلما صلى الصبح في الكرمك، فإنه سيصلي الصبح في كاودا في دلالة أن دخول كادوا يعني نهاية التمرد ودك آخر حصون الحركة الشعبية التي استعصت كثيرًا على النظام السابق، ولكن البشير الذي لم يستطع طيلة فترة حكمه الدخول إلى كاودا أو حتى الاقتراب منها بقوة السلاح.
الآن يتم الدخول إليها عبر (الغذاء) والداوء والإغاثة حيث سمحت الحكومة السودانية لبرنامج الغذاء العالمي لدخول منطقة كاودا التي لم تسمح الحركة الشعبية بالدخول إليها باعتبارها منطقة محررة، بينما لم تسمح الحكومة سابقاً بالدخول إليها وإيصال المساعدات التي تأتي إليها مباشرة من الخارج دون المرور بالحكومة، وهو ما أعتبرته الحكومة نقصاً وقدحاً في سيادتها..
حقوق مسلوبة
اللواء معاش يونس محمود، قال إن عملية دخول برنامج الغذاء العالمي لمنطقة كاودا له دلالات عديدة ويحمل جانبين مختلفين أولهما يتعلق بالمواطن في تلك المناطق الذي ظل أسير ورهين الحركة الشعبية شمال في عدم السماح للمنظمات بوصول الإغاثة والأدوية المنقذة للحياة، وأضاف يونس: هناك قراءة سياسية أخرى للمشهد أو تلك الخطوة، وهي أنه ما عاد هناك سبب ومنطق أن تكون تلك المناطق مغلقة ومقفولة، وأوضح يونس أن الحكومة السابقة كانت تشترط في دخول الإغاثة أن تأتي من الداخل وتمر بنقاط التفتيش باعتبار أن دخولها من الخارج دون أن يتم تفتيشها يقدح في سيادتها، بينما الحركة الشعبية كانت تعتبر تلك المناطق محررة وتحت سيطرتها، ولا يسمح للحكومة بدخولها، مشيراً أنه لا مسوغ الآن من وجود تلك المناطق مغلقة، بينما انكشف القناع من الأعذار التي تتحدث عن السيادة وغيرها.
وأكد يونس أن الحركة لا زالت متمسكة بحق تقرير المصير باعتبارها ورقة ضغط لرفع سقف التفاوض فضلاً عن ذلك، فإن عبدالعزيز الحلو رفض بشدة فكرة توحيد الوفد التفاوضي، مشدداً أن الحركة الشعبية يجب أن تكون كياناً واحداً في تنسيق المواقف مناقشة كل القضايا المتعلقة بها، ولكن أصبح الحلو يمثل قطاع جبال النوبة، بينما عقار والحلو يمثلان قطاع النيل الأزرق.
وأقر يونس أن الحركات المسلحة ومنها الشعبية قد جنت على المواطن في تلك المناطق ومنعه أبسط الحقوق، حيث عانى المواطن كثيرًا دون أي مبرر وتم استخدامه فيها كرهينة سياسية في التفاوض.
تحاور وتفاوض
الناطق الرسمي للجبهة الثورية بالداخل محمد سيد أحمد الجاكومي قال لـ(الصيحة) إن عدم السماح للمنظمات العالمية من قبل النظام السابق كان من أكبر الأخطاء والمعضلات التي عانى منها الناس في جنوب كردفان، وأضاف أن السماح لبرنامج الغذاء العالمي بالدخول والوصول إلى كاوا من أهم وأبرز سمات إنفاذ ما تم الاتفاق عليه بين الجبهة الثورية والحكومة، فضلاً عن إطلاق سراح عدد من الأسرى. وأكد الجاكومي أنه بخطوة دخول برنامج الغذاء العالمي لكاواد تكون دعوة لكل المنظمات العالمية والإنسانية بالوصول إلى كاودا والنيل الأزرق ودارفور وتقديم ما لديها من عون.
وأقر الجاكومي بأن ما جرى في جوبا خلال السبعة أيام لم يكن تفاوضًا وإنما حوار حول مناقشة أسباب جذور المشكلة وأساسها، مشيرًا أن السلام قادم لا محالة، كاشفاً عن حضور وفد مقدمة من حركة تحرير السودان بقيادة مني أركو السبت القادم إلى الخرطوم.
وأوضح الجاكومي عن حضور ممثل مؤتمر البجا وممثل المكتب القيادي للجبهة الشعبية محمد داؤود.