- نواصل وللمرة الثالثة والأخيرة إفراد هذه المساحة لمساهمة الأستاذ عبد الرحمن عمسيب والتي اختار لها عنوان (العنف النفسي كأداة للقهر السياسي).. وعمسيب يتجول بين حقول معرفية مُتعدّدة تتّصِل بالسياسة والاجتماع والإعلام، لمناقشة الظاهرة القديمة الجديدة في تجليها على الوسائط الجديدة، ومضى أكثر من ذلك في محاولة افتراع مسارات لمواجهتها.. نحتاج لحوار عميق، ومبادرات مجتمعية قانونية وإعلامية وتربوية وتقنية لمواجهة هذه الظاهرة ومحاصرتها ورفع درجة الوعي بها.
- كتب عمسيب في ختام مساهمته: نحن نعرف الآن بأن هذه الكلمات ليست مجرد كلمات بل أسلحة، نعرف أنها يمكن أن تدمر إنسانًا ما، أن تدفعه لإيذاء نفسه أو إيذاء الآخرين، بل وحتى أنها قد تدفعه للانتحار.
- نحن نعرف الآن أن حملات العنف اللفظي الممنهج هذه توظف في أغراض الهيمنة السياسية والتأسيس لشمولية جديدة.. خصوصاً وأن حملات العنف اللفظي لطالما كانت مقدمة تبريرية للعنف الذي يمارس بعدها، هتلر مثلاً قبل أن يبدأ بقتل اليهود على السحنة ظل يحملهم وزر الأزمات الاقتصادية والهزيمة السياسية التي مُنيت بها بلاده.. إلخ.
- نحن نعرف الآن أن هذه الحملات المنظمة تصدر من تيارات لا تحفل بالحرية ولا بالديموقراطية، بل ترفعها كشعارات وتغيب عنها عند الممارسة.
- دعونا نحمل على عاتقنا مسؤولية أن ندافع عن كل متعرض للعنف اللفظي والتشكيك والسباب.. إلخ، لمجرد كونه يعبر عن رأي مخالف، علينا أن نحمي المجال العام بأن نتعامل بجدية، أن نأخذ مسألة الرد الجماعي على المتنمرين بجدية، وكواجب فردي.
- دعونا نحمل على عاتقنا مسؤولية الضغط داخل كافة المجتمعات الأسفيرية لإبعاد وحظر ومنع نشر المحتويات ذات المضمون العنصري التي تسيء للأشخاص أو تسخر من الوزن أو الشكل أو الزي..إلخ. دعونا نحمل على عاتقنا مسؤولية أن نضغط لإرساء قيم تقبُّل الآخر والحوار الرشيد والحرية المسؤولة داخل هذا العالم الموازي الذي صنعناه على الوسائط عسى أن ننجح في أن ننقلها لواقعنا المعاش..
(انتهى)