*أجمل ما في يوم أمس الإثنين 21 أكتوبر هو التوقيع في جوبا على وقف العدائيات بين المجلس السيادي والجبهة الثورية، لتبدأ ثورة ديسمبر مشوارها في تحقيق أهدافها.
*وأسوأ ما في نفس اليوم هو مليونية أكتوبر التي جعلت الخرطوم “مربوكة” وحرمت الكثيرين من الوصول إلى أماكن عملهم ومنعت بعض التلاميذ من تلقي دروسهم خوفاً من أحداث تشابه تلك التي حدثت في جامعة الزعيم الأزهري أمس الأول.
*وبين فرحة التوقيع وحزن ما تفعله “المليونيات” يبقى الشعب السوداني في انتظار نتائج جيدة تدخل الفرحة إلى قلبه مع ارتفاع الأسعار ونقص الخدمات والخوف من المستقبل المجهول.
*في جوبا أكد الطرفان على ضرورة الإسراع للوصول إلى سلام شامل يعزز إرادة الشعب السوداني في الوصول إلى الاستقرار والتنمية والازدهار، وفي الخرطوم ظل الموظفون يبحثون في الطرق التي تودي بهم إلى أماكن عملهم مع إيقاف شبه تام للحركة وانعدام المواصلات.
*كثيرًا ما كتبنا عن السودان وثرواته المتعددة كثيراً ما يفاوض حملة السلاح حول التهميش وظلم المدن والبوادي والحضر، وإن فكرت أنت وغيرك في كيفية الخروج من هذا الظلم إلى عدالة شاملة لوجدت أن الإجابة تتلخص في ضرورة الإخلاص في العمل والاتقان فيه واحترام الآخر والتعاون معه من أجل وطن يسمى السودان.
*ما حدث أمس في الخرطوم من شلل شبه كامل للحركة وتعطيل للعمل يعتبر جريمة في حق الوطن الذي ينتظر أن نعطيه بإخلاص لا نبخل عليه بجهدنا ووقتنا ونصبح كريمين في الدعوة للخروج للشارع لتحقيق أهداف قد يكون بعضها ذاتياً وليس للمصلحة العامة.
*لا أدري من الذي يدعو لهذه المليونيات والتي تعطل الدراسة والعمل ليس لمشاركة الموظفين والطلاب بل لانعدام المواصلات وإغلاق الشوارع خوفاً من أحداث قد تكون دامية في شوارع الخرطوم.
*أمس عانى الكثيرون في سبيل الوصول إلى أماكن عملهم لانعدام المواصلات، وبعض أولياء الأمور منع أبنائه من الذهاب لمدارسهم، وعانى المرضى الذين يبحث أهلهم لهم عن علاج في صيدليات الخرطوم الخالية من الأدوية، والجميع عانى من المليونية التي قرر لها الحادي والعشرين من أكتوبر حتى البعض أبغض هذا اليوم لما وجده من معاناة في شوارع الخرطوم.
*يجب أن تتوقف هذه المليونيات ويتوجه الجميع للاستفادة من طاقتهم هذه في إصلاح حال البلد الذي لا يسر “حبيباً” ولا صديقاً.
*يجب أن ينسى أصحاب هذه المليونيات قليلاً “نشوة السلطة” ويفكرون في المصلحة العامة لهذا الوطن الجريح ويحاول البعض تضميد جراحه ليتعافى.
*مليونية أكتوبر عطلت دولاب العمل وأوقفت الإنتاج وجعلت أبناءنا يفقدون يوماً من حياتهم دون أن يستفيدوا منه شيئاً.
*مبروك توقيع جوبا.. وعقبال الفرحة الكبرى بالتوقيع على السلام الشامل لتبدأ مرحلة البناء “الصحيح” للسودان الحديث.