حمى الوادي المتصدع تحاصرنا !!
تعيش مناطق وقرى ريف بربر الشمالي حالة رعب شديد بعد تسجيل حالات إصابات ووفيات في منطقتي/ فتوار وكرني، بحمى الوادي المتصدع، على أن رقعة الإصابات قابلة للتمدد لتهدد كل سكان محليتي بربر وأبوحمد، فضلًا عن احتمال وقوع كل ولاية نهر النيل تحت تصدع حمى الوادي المتصدع، ذلك مما يستوجب حالة نفير وطنية شاملة كون الأمر يتجاوز طاقات الولاية الصحية ….
* على أن كل المعلومات المتوفرة حتى الآن عن وباء حمى الوادي المتصدع، بأنه وباء يصيب الحيوان ثم ينتقل إلى الإنسان، وهو من الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان، والذين أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض هم مربو الماشية ممن تجعلهم مهنتهم يتعاملون مباشرة مع الحيوان، مما يستوجب عليهم بصورة خاصة الحيطة والحذر سيما في التعامل مع الحيوانات النافقة جراء هذا المرض، كما تزداد الحاجة إلى تعرض الألبان واللحوم الى درجة نار عالية في حالة انتشار هذا المرض، والابتعاد نهائيًا عن تعاطي الألبان واللحوم النية، الكمونية والمرارة أنموذجاً.
* يذكر أن بعوض الإيديس الذي ينقل العديد من الحميات النزفية الخطيرة، كالحمي الصفراء وحمى الضنك وحمى الشكنغوتيا، هو أيضًا مسؤول عن نقل حمى الوادي المتصدع، ويحذر المختصون من مخاطر التعرض الى لسعات البعوض بعيد المغرب وقبيل الفجر، على أن محاربة هذا الوباء تتم عبر عدة دفاعات، تبدأ بتكثيف رش مكامن المرض، زرائب المواشي والبرك والمستنقعات، ومن ثم تأتي مرحلة توعية المواطن بضرورة تناول كميات كبيرة من السوائل فضلًا عن سرعة الإسعافات إلى المراكز الصحية والمستشفيات حال ظهور علامات المرض، وللأطباء البيطريين بطبيعة التخصص دور كبير في التعريف والتثقيف وعمليات مكافحة المرض في عقر دياره، حيث تجمعات الماشية وأماكن الحلب والذبح والعرض.. و… و….
* لحظة كتابة هذا المقال، ولا معركة في المنطقة تعلو على معركة مكافحة هذا الشر المستطير، أبلغني شباب، قرية مبيريكة، وهي منطقة تقع على مرمى مكمن هذا الداء اللعين، كون المناطق التي سجلت فيها الإصابات تتسورها نسور السوار بالمعصم، ابلغوني بأنهم يحتاجون إلى معدات مكافحة بسيطة، حيث طالعنا الناشط عادل أحمد حمزة على صفحته الإلكترونية، بأن مركز صحي قرية مبيريكه يناشد الخيرين ووزارة الصحة الاتحادية وأبناء المنطقه عامة، بحاجته الملحة والعاجلة لطلمبات رش محمولة، أقلها ست طلمبات وذلك لمكافحة البعوض الناقل لحمى الوادي المتصدع، ويضيف الناشط عادل أحمد، يوجد بقريتهم الآن تيم بيطري يمارس عمله، ولكنه يحتاج المزيد من الطلمبات ومعينات العمل، على أن شباب القرية أيضًا يقومون بدور كبير عبر تثقيف المواطنين في المساجد وأماكن التجمعات، كما أنهم يشكلون أتياماً مساعدة لمعاينة وسند الأطقم الطبية.
ويذكر في هذا السياق الدور المقدر الذي يقوم به ابن القرية الكادر الطبي عبد القادر فضل الله .
* على أن ما يواجه مواطني هذه القرية من صعوبات وقلة إمكانيات هو يكاد يكون صورة مكررة في كل القرى والمناطق من حولهم، ذلك مما يستوجب تكامل الأدوار الشعبية والرسمية وتنسيقها وتنظيمها لمحاربة هذا الوباء الفتاك … والله نسأل العفو والعافية والعون والسند …. والحديث بقية