للكعبة رب يحميها
القرّاي مسؤولاً عن المناهج.. وبعضهم يُحاول التخفيف..
القرّاي الجمهوري النشط.. حامل لواء الدعوة الجمهورية بعد رحيل رسولها محمود محمد طه صاحب الرسالة الثانية الخلابة والخالية من الفجوات والتشوهات..!!
وحجتهم في التخفيف من وطأة ذلك، أن دكتور عمر لا يستطيع أن يفعل شيئاً.. ولن يتمكّن رئيس الطباخين من أن (يدس) لأبنائنا (السم)، فالمكان (مُراقبٌ بالكاميرات)، كما أنّ مراحل إعداد (الطبيخ) – المناهج – عَمليّة مُعقّدة تمر بمراحل مُتعدِّدة لن يُؤثِّر فيها القرّاي.
سنُصدِّق بعرفانية لا تجارى أنّ شمس الهدى أشرقت فينا غروباً، وأنّ القرّاي هو (الهداي)، وأنّ يده الحنونة المُتسامحة لن تجوس خلال المناهج، وأنّ (أمنا) هي (الغولة) فمن يقنع (الديك)؟!
العقل الذي يفكر لهذه الحكومة ليس موجوداً بيننا.. كلنا وبلا استثناء، لسنا سوى دمي و(خيالات مآتة).. (كومبارس) و(بيادق) في أيدي (كابينت) بعيد عنا.. بعيد شكلاً وموضوعاً.. مكاناً وإيماناً.. يقلبنا كيف يشاء، فلا ينظر إلى ما اجترحته خطته فينا ولا كيف تسير.. هو فقط ينظر إلى كتابه المفتوح وخُطته المرسومة سلفاً فيقص ويلصق (copy-paste) حتى وإن كان ذلك لصالح أن نُمزق كل مُمزق لتكون الأفكار العدمية هي المنجاة..!!
(قحت) نفسها مغلوب على أمرها برغم تحمُّلها المسؤولية الأخلاقية التاريخية من حدوث ذلك.. فهي لا تخرج من (حفرة) إلا وتقع في (ضحضيرة).. لم تترك لها الأحداث الفرصة لتستجم أو لتلتقط أنفاسها.. وتأخذها الآن العزة بالإثم فلن تمارس أيِّ نوعٍ من النقد الذاتي الضروري.. الوقت (للشماريخ) وزر الرماد والغناء الممتد ما بين (كولومبيا) و(واشنطن):
(شفاتة جو بوليس جرا)..
وفي كل ذلك مندوحة لهم عن تحمُّل المسؤولية الوطنية والتفكير خارج (صندوق الأزمات) الدولي السوداني!!
عما قريب – ومثلما حدث في مصر – سيتقاسم “قحت” والإسلاميون والوطن مصيراً واحداً وملاجئ متجاورة وبياناً فصيحاً مشتركاً!!
(عما قريب الهمبريب
يفتح شبابيك الحبيب).
وعن يقين، لست قلقاً من وقع أقدام القرّاي في وزارة التربية وأنفاس يعقوبيان في وزارة الثقافة، فما يحملانه من أمراض هو من صنوف الأمراض (غير السائدة).. صحيحٌ إنها حادّة ومُزمنة إلا أن غالبيتها غير مُعدية وتتطوّر ببطءٍ..
ولكن ما زال ذلك التواجد (المسود الكوميديا) خطيراً وبالغ التأثير.. إذ يرسل رسائل صادمة ومُؤلمة لغالب ما يؤمن به غالب الشعب السوداني فيثير حَفيظتهم ويجهجه (باكاتهم) ولن تجدي تطميناتنا لهم بانتشار كاميرات المُراقبة وتفلسفنا بتوصيفهم بالأمراض غير السائدة.. فوجدان الناس الجمعي في المسلم به والراسخ من قيم لا يقبل (الهبشة) ولا يسمح بـ(الهظار البايخ).
هل تتذكّرون قصة الرجل الذي ذَهَبَ ليبارك لصديقه زواجه من أخرى بعد وفاة زوجته، فلمّا دنا من (الكوشة) ورأي العروس، انتحى بصديقه العريس جانباً وهمس في أُذنه: (دا زي الزول يدوهو بلنتي ويضيّعوا).
كنا نتمنى أن تكون تلك الوظائف العامّة سانحة الانتقالية لبسط روح الثورة، وإتاحة الفُرصة كاملة للسودانيين للتنافُس الحُر الشريف لكلِّ من يعتقد أنّه يَستحق تلك الوظيفة، تَحقيقاً للعدالة واستناداً إلى مَعايير النزاهة والشفافية، بدلاً من هذه الاختيارات الظلامية المُريبة، الإنقاذية الظلال.
لقد استجلبت هذه الحكومة دون داعٍ أمراضاً مُزمنةً.. ومعلومات هيئة الصحة العالمية تقول إنّ (83%) من مجموع الوفيات السنوية سببها تلك الأمراض غير السائدة!! فلماذا ولمصلحة مَن؟!
لقد (صفّرنا العداد) لصالح نجاح حمدوك.. لكنه وعن طَوعٍ واختيارٍ (قام تاني جاب سيرة المرض).
ليتناسل الناس قصة أصحاب الفيل موعظة وأبابيل وحجارة من سجيل.