شمال دارفور.. البنزين أزمة مفتعلة وإجحاف حكومي
تقرير: مالك دهب
تعيش ولاية شمال دارفور لا سيما حاضرتها الفاشر معاناة كبيرة بسبب أزمة الوقود خاصة البنزين منذ إصدار قرار منع تزويد السيارات غير المقننة والمعروفة محلياً بسيارات “البوكو” من الوقود بطلمبات المدينة فلجأ سائقوها إلى الشراء من السوق السوداء.
وأصبحت ظاهرة اصطفاف المركبات أمام المحطات يومياً من أجل الحصول على الوقود ضمن البرنامج اليومي لأصحاب المركبات، ولم تعد الخدمة متوفرة في معظم الطلمبات على الرغم من وجود الوقود في كل طلمبات المدينة، لكنه يوزع بأمر الجدول المخصص من آلية تتحكم بعمل الطلمبات مما يجعل الكثيرين (ينامون) بمحطات الوقود، بعضهم في حاجة وآخرون سماسرة وأصحاب مصالح خاصة، وتجار السوق السوداء الذي ساهمت هذه الأزمة في ازدهاره بصورة غريبة جداً.
وأكد عدد من أصحاب الطلمبات بمدينة الفاشر لـ “الصيحة” أن هنالك إجحافاً من المركز فيما يخص تخصيص حصة الولاية، وأشاروا إلى أن حصة شمال دارفور تساوي حصة طلمبة واحدة فقط بولاية الخرطوم، متسائلين عن هذا الفرق الشاسع والتمييز بين المواطنين في بلد واحد، وأوضحوا أن هذا الأمر أثر سلباً على المواطن بشمال دارفور.
وأشار أصحاب الطلمبات إلى أن الاستخبارات العسكرية بعد استلامها أمر الوقود استطاعت إخراج البصات السياحية عن حصة الولاية والتي كانت تقدر بمائة وخمسين ألف جالون لتتزود تلك البصات من الخرطوم بحصتها كاملة ذهاباً وإياباً، مما جعل الجازولين متوفراً والحصول عليه أسهل من البنزين.
بينما رأى مواطنون أن منع المركبات غير المقننة من التزود في الطلمبات ساهم في جشع التجار وازدهار السوق السوداء، ما تسبب في ارتفاع حاد في الأسعار مقابل الحصول على الوقود ولو كان بكميات قليلة، وأشاروا إلى أن الطلمبات تغلق عند الساعة الثالثة مساء، وفي هذا التوقيت يصبح سعر الصفيحة “أربعة جالون” 360 جنيهاً، بينما سعره في الطلمبة 160 جنيهاً فقط، واستنكروا ما أسموه بالاستهتار والاستخفاف بهم من أجل العيش الكريم، ونددوا بما يجري واتهموا الحكومة بالتقصير في تأمين الوقود لهم وتخفيف معاناتهم.
وقال المواطن أحمد آدم علي لـ(الصيحة)، إن عمليات الاصطفاف والاستهتار بالمواطنين من أصحاب السيارات قد عادت إلى مربعها، ولا أحد من ذوي الشأن يستطيع أن يقول أو يبرر هذه الأزمة، وأشار إلى أنهم يجدون استفزازات وإساءات في الطلمبات من أجل الحصول على الوقود، وتابع: نعامل كقطيع بهائم وليس كبشر.
وأشار بعض المتعاملين في بيع البنزين أن سعره يتضاعف الساعة السادسة مساءً، ويصل سعر الصفيحة ستمائة جنيه، وعند العشاء يصل ألف جنيه بالكمال والتمام، وأوضحوا أن هنالك زبائن دائمين من أصحاب البوكو وموظفي المنظمات الذين لا يستطيعون الوقوف يوماً كاملاً في صف الوقود من أجل الحصول على البنزين.
ونقل عدد من أصحاب المركبات بالفاشر لـ(الصيحة) معاناتهم في الحصول على الوقود بالرغم من استخراجهم كروتاً من محلية الفاشر برسم يبلغ ثلاثين جنيهاً للسيارات الملاكي تنتهي صلاحيته بعد ثلاثين يوماً، ليبدأ برنامج استخراج كرت جديد، علاوة على الطوابير التي تبلغ مئات الأمتار، وأوضحوا أنهم يمكثون لساعات طوال من أجل الحصول على بنزين مع المجاملات، وأشاروا إلى أن هناك تمييزاً بين المواطنين في الطلمبات، وقالوا: أحياناً تأتي مركبات مظللة وأخرى دون لوحات تخترق الصفوف وتعبأ التنوك أمام أعين الناس.
وأبلغ عدد من أصحاب محطات الوقود بالفاشر (الصيحة) أن الطلمبات تتوفر فيها الوقود ولكنهم يعملون وفق توجيهات السلطات، وأنه إذا سمح لكافة الطلمبات بالعمل لاختفت الصفوف وأختفى معها تجار السوق السوداء.
إذن يمكن حل هذه الازمة بفتح كل الطلمبات وليس العمل بنظام الجدول بجانب الضغط على المركز لزيادة حصة الولاية فليس من العدل أن تكون حصة ولاية كاملة بمحلياتها الثماني عشرة كحصة طلمبة واحدة بالخرطوم، كما يجب محاربة تجار السوق السوداء فهم معروفون للجميع.