صلاح أحمد إبراهيم
كان الشاعر السوداني الفذ صلاح أحمد إبراهيم مقلاً في الكتابة بالعامية، وقد أصدر دواوينه الثلاثة بالفصحى، وهي غابة الأبنوس وغضبة الهبباي ونحن والردى.. ويعرف له الناس قصيدة الطير المهاجر التي تغنى بها المغني محمد وردي، وقد كتبها باللغة العامية وقصيدة أخرى طويلة أصدرها في كتيب بعنوان السلطان الجائر وله بعض القصائد القليلة كتبها بالعامية ومنها يا قلبي دق لكن بشيش، وهذه القصائد العامية لم تصدر في ديوان وهي قليلة مقارنة بما كتب الشاعر.. اخترنا قصيدة من روائع ما كتب الشعراء في الحنين للوطن وقد أرسلها صلاح من منفاه القسري بباريس:
قلبي على الشهيد تحت التراب دافننو
وقلبي على السجين خلف الحديد رامنو
وقلبي على المواطن الحد أذى ملاحقنو
ديل سودانا والباقين يمين ما منو
يمكن ما في غير الرجعة في صندوق
ويمكن يقولو لا من وين يعرفو الذوق
مهما كان نفوسنا عزيزة واقعنا فوق
وآخرته ما في غير الذكرى للمخلوق
يا طير ان مشيت سلم على حباني
وجيب خبر الوطن يمكن قليبو طراني
جيب نسام زلالو المنو مرة رواني
وجيب لمحات جمالو الأصلي ما براني
عرج بي على كرري وتوخى يمينك
وفي أطراف مقابر البكري أحنى جبينك
حلق فوق معالم البقعة متع عينك
وسلم لي على الدايماً بيسأل وينك
أدخل ليهو بالباب الصغير دامع
وفي حوش التراب أسجد تحية جامع
سلم في خشوع قول ليهو جيتك راجع
وأقلع بين ايديهو الفى ضلوعك ساجع
مجكن في الوطه تحكيلو محني الراس
ما شغلتنني عنك تب بلاد الناس
وما شاقتني من غيرك مغاني وكاس
ولا وسوس بقلبي الهامي بيك وسواس
نبينا محمد اشتاق في البعاد لي مكة
هل معقول صلاح في الغربة ما اتشكى
يا طير إن مشيت قول لي صديقة مكة
ما بنساكي حتى لو الأرض تندكا