ما يحدث في السودان غير مسبوق وجاء بسبب أخطاء نُقرّ بها
الوطني حكم أكثر مما يجب وهذا كافٍ لإثارة الامتعاض
نريد الآن محاكمات عادلة تقاضي كل من أفسد
السودان غير مهيأ حالياً للممارسة الديمقراطية
حاورته: أحلام حسن سلمان
طالب القيادي بحزب المؤتمر الوطني أحمد عبد الرحمن بمُحاكمات عادلة تُقاضي كل من أفسد وتبت بصورة عاجلة في قضايا الفساد التي وصفها بأنها أصبحت قضية عالمية، وقال إن السودان يعيش في مرحلة قلّ أن تتكرر وأن الثورة على الإنقاذ جاءت بسبب القبضة الماسكة للحكم من حزب واحد، وعبر في حوار أجرته معه الصيحة عن قلقه حال لم يتم ضبط النفس، فإلى مضابط الحوار.
*بداية… أستاذ أحمد عبد الرحمن كيف ترى الراهن السياسي؟
– في البدء لابد أن أشير إلى أن الحراك الذي يحدث في السودان الآن غير مسبوق، نتيجة لأخطاء وتدخلات كان لابد أن ينتهي حكم المؤتمر الوطني، لأنها لو دامت لغيره لم آلت إليه، هنالك أحزاب سياسية عريقة أكثر من المؤتمر الوطني لم تستمر، وأظن أن الكثيرين يرون أن الأوان قد جاء ليحكم السودان بحكم ديمقراطي، وهذه ليست أول انتفاضة تحدث، وفي الفترات السابقة كان التغيير سلساً جداً، والدورة استمرت، انتفاضة حكم عسكري، وهكذا التغيير في الماضي لم تكن به مقاومة شديدة، كما يحدث الآن وكانت الأمور تتم بهدوء، ولكن الآن المقاومة كانت طويلة والتغيير ليس سلساً، وهنالك مبررات مثل الوجود الأجنبي، وفي أكتوبر لم نسمع بسفارة تدخلت، ولكنهم الآن تدخلوا في الاعتصام، ثانياً هنالك تدخل عربي، لا أظنه حميداً . ولكن من الأشياء الجميلة الآن تقارب السودان من الدول الأفريقية الملاحظ أن الاجتماعات الآن تتم في أديس أبابا، ونحن نرحب بتعميق العلاقات مع أفريقيا وهذا ما غفلنا نحن عنه.
* إذا توقفنا عند ما يحدث الآن حكومة جاءت بها ثورة، وثورة أكتوبر كيف تقرأ المقارنة؟
– ثورة أكتوبر1964 جاءت في فترة كان لابد أن تأتي فيها وكان الاهتمام كبيراً بسيادة الدولة والتفاوض حضره في الأيام الأولى ممثلون مدنيون غير مسلحين، لأن السلاح كان حكراً على القوات المسلحة السودانية، الآن المشهد في السودان خطر، لأن اللعبة ليست مدنية.
* تحدثت عن الوضع الخطر في السودان في معرض حديثك هلا أوضحت مكامن الخطر؟
– وجه الخطورة في المشهد السياسي في السودان أن السلاح الآن ليس في أيدي القوات المسلحة وحدها، ولكن حتى في الأوساط المدنية، ولكن بحمد الله تمكنت القوات المسلحة من احتواء الحركات المسلحة بالقانون، وأظن أن ضم قوات الدعم السريع للقوات المسلحة محمدة ومكسب كبيران، ونقرأ كل يوم في الصحف عن دخول سلاح للسودان من دول الجوار، وسلاح ليس بخفيف وإنما ثقيل، وهذا شيء بالغ الخطورة.
* هل أنت متفائل أم متشائم من تداعيات الوضع في السودان على ضرورة قراءة الواقع؟
– أنا متفائل وبصورة كبيرة، ولا توجد ذرة تشاؤم رغم أن هذه المرحلة بها الكثير من المرارات واللغة المستخدمة لأخذ الحقوق عنيفة بالدم بالدم وغيرها، لابد من تهيئة المناخ الملائم للمرحلة القادمة حتى تعيش الأجيال القادمة في مناخ يسوده السلم والسلام والأمن، ويجب أن تعتبر بما هو حادث في الجوار، وأعترف أن الولاء الآن أصبح ليس السودان، ولكن الحزبية والعنصرية، وهنالك تدفق السلاح في السودان، وبالذات في الخرطوم، وينبغي أن نعي أن السودان ليس كما الماضي، في الماضي كانت هنالك أربعة أحزاب فقط الآن حدث ولا حرج، ولم يكن هنالك عزل ولا إقصاء، ولم تكن هنالك نزعات للعنف، الىن هنالك فكة أحزاب قريبة من المائة والتحديات القادمة كبيرة، لابد من تهيئة المناخ، الآن في الإمكان أن يتم بث روح جديدة، ولا يجب أن تكون هناك روح عدائية تجاه القوات المسلحة، وهذا لم يحدث من قبل، المجتمع السوداني كان يمجد القوات المسلحة ويكتب فيها القصائد، وهذا دعم معنوي تجتمع علينا الروح الوطنية، فمن أبسط واجباتنا تجاه القوات المسلحة أن ندعمها معنوياً.
* الجميع يتطلع إلى الممارسة الديمقراطية في الحكم ويعدون العدة لذلك كيف ترى الأمر؟
– المناخ في السودان غير مهيأ الآن للممارسة الديمقراطية، لابد أن يهيأ الجميع لهذا الأمر، المحك الأساسي في نظام الحكم هو فعاليته، وهنالك مثل في العلوم السياسية يقول إن الناس لا ينبغي أن يتصارعوا في الحكم وإنما أن يتصارعوا لإيجاد حكم مثالي، وهنالك نوعية من الناس تعمل فكرها وتحاول الوصول إلى حكم راشد، نحن الآن نفتقر إلى فهم ثقافة الدستور، وهو أبو القوانين.