الوضع لا يستحق إيقاف الصادر ونتوقّع عودته في أغسطس المقبل
تَأسّف وكيل وزارة الثروة الحيوانية د. أحمد محمود شيخ الدين لقرار السعودية بوقف استيراد الماشية من السودان بسبب الاشتباه في إصابتها بحمى الوادي المتصدع، مؤكداً رصد حالات قليلة بمنطقة جبلية في أربعات، وقال إنّ الحالات التي تم رصدها لا ترقى لمُستوى إيقاف الصادر، واستبعد عودة التصدير مُجَدّداً قبل (7 – 8) أشهر، مُوضِّحاً أنّ الماشية السودانية تمثل (95%) من الوارد للسوق السعودي، وناشد بالتّعامُل بحكمةٍ مع هذا الملف لأنّ الثروة الحيوانية “قِطَاعٌ حَسّاسٌ”.
حوار: جمعة عبد الله
ما تعليقكم على قرار السلطات السعودية بإيقاف صادر الماشية من السودان؟
القرار مُؤسفٌ وليس هناك ما يُبرِّره، غير أنّها تقديرات الدول المستوردة، فالماشية السودانية لم تصل لمرحلة إعلان وجود وبائيات وسليمة، كما أنّ السودان يخلو من أمراض الحيوان والحالات التي تم رصدها لا ترقى لمُستوى ايقاف الصادر.
ولكن مُنظّمة الصحة العالمية أعلنت وجود وباء بالسودان؟
ما رُصد من حالاتٍ قليل جداً لا تتجاوز إصابتين وهي ليست مُؤثِّرة، لأنّ وجود أمراض الحيوان في أيّة دولة مسألة عادية، خَاصّةً إن كانت بشكلٍ محدودٍ ويمكن معالجته، وما أُثير مُؤخّراً ليس جديداً وتتم السيطرة عليه ومُعالجته بسهولة، وبما أن الثروة الحيوانية “قطاعٌ حسّاسٌ جداً” ينبغي التّعامُل معه بحكمةٍ، عندما يتم رصد إصابات بمرض للحيوان فهو ليس سبباً لتوقف الصادر، وتوجد لسلطات الطرفين مُعالجات مُحَدّدة في مثل هذه الحالات مثل تكثيف الإجراءات في الحجر البيطري، وإعادة الفحص في الموانئ قبل التصدير وبعد وصولها لموانئ الدولة المُستوردة.
وهَل تَواصلتم مع السُّلطات السعودية لمُراجعة القرار؟
نحن مُتواصلون معهم حتى قبل القرار، وتَحَرّكنَا مُبكِّراً وبعثنا أتياماً تمّ نشرها بكل المَواقع الرعوية، ومُختصين بيطريين مُزوّدين بكل الآليات والمُبيدات ومُكافحة الأمراض ونواقلها بالرش والمُبيدات، وَغَطّينَا كل مناطق الماشية بالبطانة والبحر الأحمر ونهر النيل والولايات، وأنَا شَخصياً ذهبت بنفسي إلى المناطق المُشتبه بها وزُرت الأتيام الموجودة هناك، وأقولها ليست هناك حالات وبائية في الماشية السودانية، والتناوُل الخاطئ لهذه المَسألة خلق لدى البعض هَوساً وهَلعاً من احتمالية الإصابة بالمرض بدواعٍ غير حَقيقيّة وليست صَائبة، وفي تقديري أنّ الوضع الحَالي لا يَستحق كُل هذه التّبعات.
مَا حجم اِنتشار حمى الوادي المُتصدِّع بالسودان؟
هي حالات قليلة كما أشرت وتم رصدها في منطقة جبلية وهي منطقة أربعات ونشر أتيام بكل مواقع الماشية والمراعي للسيطرة على الأمر، والوضع الحالي ليس بالصورة التي يتم التحدث عنها، والحالات المرصودة ليست جديدة وحتى في حال وجودها فهي سَهلة المُعالجة، والسّيطرة عليها لَيسَ بالأمر المُستحيل هذا عملٌ روتينيٌّ يقوم بها المُختصون، ونحن نُدير القطاع بكل شفافيةٍ، والوزارة بها من الكوادر المُؤهّلة ما يجعلهم مُدركين مخاطر الأمراض، وحتى الحالات التي رصدت قليلة جداً وهي لا ترقى لمُستوى إيقاف الصادر.
لأيِّ مدىً يتأثّر السودان بتوقُّف الصادر للسعودية؟
السوق السعودي يعتمد كلياً على الوارد السوداني، وسيكون الأثر كبيراً بلا شك، لأنّ الماشية السودانية تمثل 95% من حجم الماشية الواردة للسوق السعودي، وبقية النسبة 5% مواشٍ من دول أخرى، والتّوقُّف سيضر كثيراً بالصادر المحلي.
وكيف يتم تعويض السوق السعودي بأسواق أخرى؟
حالياً لا تُوجد طريقة لفتح أسواقٍ جديدةٍ للماشية السودانية قبل مُعالجة قضية الأمراض المُثارة، لأنّ الأمر يتعلّق باشتراطات عالمية ومُواصفات تشترك فيها كل الأسواق الخارجية، ولكن الأهم الآن هو التّواصُل مع مُنظمة الصحة العالمية لتصحيح الأمر وإثبات خلو السودان من الأوبئة.
ما ذا بعد توقُّف الصادر؟
أولاً مسألة إعادة الصادر تتطلب وقتاً ومُعالجات تشمل التّواصُل مع السعودية ومع مُنظّمة الصحة العالمية عبر مُمثلي السودان فيها لإعلان خلو السودان من المرض، وتحدثنا مع وزارة الصحة وذكرنا لهم الخروج بأقل الخسائر الممكنة.
متى تتوقّع استئناف صادر المواشي؟
لا نستطيع تحديد زمنٍ مُعيِّنٍ لعودة الصادر والأمر مُتوقِّف على نتيجة هذه الاتصالات، وكذلك على منظمة الصحة العالمية التي بعد أن تتأكد من سلامة الماشية السودانية تصدر لنا شهادة بذلك، وبعدها يتم إخطار السلطات السعودية بانتفاء الموانع ومن ثَمّ يُمكن استئناف التصدير وذلك يستغرق ما بين (7- 8) أشهر، والسلطات السعودية قد تضع اشتراطات جديدة لاستيراد الماشية سواء من السودان أو من بقية الدول.
القطاع مَوعودٌ بخسائر كبرى؟
مُؤكِّد ستكون هنالك خسائر، فتوقُّف الصادر في حدِّ ذاته خسارة ويعني فقدان عائدات مُقدّرة بقدر حجم هذا الصادر، لكننا نسعى لتقليل أثر هذا الإيقاف ونخرج بأقل الخسائر المُمكنة، وهذا أمرٌ تحتمه المصلحة الوطنية العامة للبلاد.
هل تتوقّع انخفاض أسعار المواشي واللحوم محلياً؟
هذا أمرٌ واردٌ ومُتوقّعٌ أن تنخفض أسعار اللحوم بالأسواق المحلية وتتراجع أسعار الماشية بسبب زيادة العرض في السوق، لأنّ العرض أكبر من الطلب.