تقرير: مالك دهب
عدد من المسيرات والوقفات الاحتجاجية بالمحليات وأمام أمانة حكومة ولاية شمال دارفور بالفاشر نفذها الأهالي من مختلف المحليات تتعلق بقضايا الأرض والحواكير وغيرها، مما يجعل التحدي القادم لحكومة الولاية سواء الموجودة الآن على دفة الحكم أو التي تعقبها صعباً للغاية، فهو تحدٍّ كبير يتمثل في إدارة هذا الملف الذي ربما يؤدي إلى فتنة كبيرة لا يحمد عقباها بين عدد من الأطراف المتصارعة بعدد من مناطق شمال دارفور.
وقبل أيام شهدت الولاية مسيرة احتجاجية سلمية لأهالي مناطق تومة، وردمة، وشمال منطقة أبو سكين انتهت أمام حكومة الولاية كان الغرض منها تسليم مذكرة تحوي شكوى احتجاجية لوالي الولاية المكلف اللواء مالك الطيب خوجلي طالبوا خلالها بإخراج من أسموهم بالمستوطنين الجدد من قراهم وأراضيهم الزراعية.
وأشارت المذكرة إلى العشرات من القرى التي تم تهجير أهلها قسراً بقوة السلاح بعد حرقها وقتل عدد كبير من من سكانها منذ العام 2003م خلال مشكلة دارفور، وأصبحت الآن هذه القرى مهجورة من سكانها الأصليين، وأشاروا إلى أن المعتدين استولوا عليها وأسسوا مستوطنات بدل أهلها.
ولفتت المذكرة إلى تفاصيل دقيقة منذ الولاة السابقين لشمال دارفور فيما يخص قضية الأراضي في تلك المناطق وضعف المعتمدين آنذاك.
وقال الأهالي في مذكرتهم أنهم لاحظوا خلال الأيام الماضية نشاطاً غير طبيعي من منظمة “براكتكال اكشن” وشركائها في مناطقهم وإقامة مشاريع لمجموعات مستوطنة فيها وهم غياب عبر مشروع وادي الكوع، الذين قاموا برسم خرط عبر الأقمار الصناعية واتهموهم بتزوير أسماء المناطق وطمس معالمها واستيطان مجموعات أخرى لا علاقة لهم بالمنطقة، وقالوا إن المنظمة تتآمر على مناطقهم.
وطالب الأهالي وفقاً للمذكرة بإخلاء المناطق والأراضي الزراعية من المعتدين عليها، والتمسك بقضيتهم العادلة وهي العودة الطوعية علاوة على إزالة كافة أشكال التعدي على الأراضي فوراً بالتعاون مع الإدارات الأهلية وأصحاب الحواكير (ملاك الأراضي).
ودعت مذكرة الأهالي إلى عدم إقامة مشاريع في أراضي النازحين ليستفيد منها غيرهم وهم مغيبون، وأشارت إلى أن النظام السابق قام بتسليح مليشيات لقتلهم وطردهم من مناطقهم، وأوضحوا أن هناك مجموعات مسلحة حالياً بالمنطقة تهدد الأمن والاستقرار وراغبي العودة الطوعية.س
ومهما يكن من أمر، فإن هذه المذكرة وما حوته من تفاصيل تنبئ بأن هنالك قنبلة موقوتة يجب تداركها قبل فوات الأوان.