تقرير:عبد الوهاب أزرق لازم
لمعالجة متطلبات الحرب والسلام في ولاية جنوب كردفان المثخنة بجراحات الحرب تم إنشاء صندوق دعم السلام بالولاية في العام 2015م ليكمل التنمية ومشروعات السلام مع حكومة الولاية، فكان ميلاد جسم بمجلس إدارة برئاسة النائب الأول لرئيس الجمهورية آنذاك الفريق أول ركن بكري حسن صالح، وأمانة عامة برئاسة البروف خميس كجو كندة وأمانات متخصصة، وأعضاء قارب عددهم المائة عضو.
وضع وصف بالمترهل لجهة كثرة الأعضاء وبعد الصندوق عن الولاية لأخذه من ضاحية المنشية بالخرطوم مقرًا له مما باعد المسافات للوقوف على الوضع والاحتياجات الحقيقية بالولاية.
ورأى مراقبون أن الصندوق ركز في خطته على الكم في المشروعات وليس الكيف وتمدد دون إنجاز مشروعات التنمية في المدارس والمستشفيات والمياه التي ما زال بعضها لم يتعدّ مرحلة الأساس، وأكثرها زادت نسبته ما يفوق 75%، وعاب البعض عدم إيجاد الصندوق للتمويل الخارجي واعتماده فقط للتمويل من وزارة المالية الاتحادية التي تعطي حسب الوضع العام للبلد وقتها، وواجه الصندوق موجة من الانتقاد في السابق من مجلس الولاية التشريعي لجهة عدم اكتمال المشروعات التي وصفت بالفاشلة، مطالبين بتمييزه مثل صندوق إعمار دارفور، وصندوق الشرق.
نفذ صندوق دعم السلام جملة من المشروعات الكبيرة أبرزها تمويل كهرباء محليتي القوز والدلنج، وإضافة أعمدة كهرباء جديدة بالمحليتين، وتسيير قوافل للعودة الطوعية، التصالحات القبلية، إنشاء الكباري، ودعم شرائح الشباب والمرأة، وغيرها من المشروعات الملموسة وما زال المواطن يريد المزيد.
مع إزالة النظام السابق وقدوم المجلس العسكري عمل على تجميد الصندوق، وحل الأمانة العامة، وقبل شهر ونيف تم تكوين لجنة تسيير برئاسة المدير التنفيذي بكري عبد الله سلمة وأعضاء آخرين يمثلون شتى محليات الولاية.
عكف المدير التنفيذي الجديد على وضع رؤى جديدة ترتكز على مشروعات اقتصادية جاذبة، ونشط داخل الولاية من خلال لقاء والي جنوب كردفان المكلف اللواء ركن رشاد عبد الحميد إسماعيل، وعقده اجتماعا مع المديرين العامين للوزارات، ومديري القطاعات بالوزارات ولقاء الجهات ذات الصلة، بجانب قيامه بزيارة لبعض المشروعات بمحليتي كادقلي والدلنج.
وعقب لقائه والي الولاية قال سلمة لـ (الصيحة) أطلعنا الوالي على مهام واختصاصات الصندوق في شكله الجديد وأوجه التنسيق المشترك بين حكومة الولاية والصندوق والمجتمع المحلي لتحديد الاحتياجات وبلورتها في مصفوفة التنمية وكيفية استئناف العمل بالمشروعات التي توقفت منذ سبعة أشهر في عدد من المحليات، وأكد ضرورة تكملة بعض المشروعات في الربع الأخير من العام 2019م بعد أن يتم اختيارها حسب الأولوية وترحيل ما تبقى من مشروعات للعام 2020م.
وفي السياق أشار سلمة إلى أن اجتماعه الذي عقده مع المديرين العامين بوزارات الولاية كان تنسيقيًا تناول إحكام التنسيق مع الحكومة، ولتحديد الاحتياجات من الأضلاع الثلاثة الحكومة، الصندوق، والمجتمع المحلي، وترك أمر تحديد الاحتياجات للوزارات المختصة، ولفت إلى الحاجة لتقديم مشروعات غير تقليدية لتساهم في إنعاش الاقتصاد المحلي، ورفع قدرات الشباب، وزيادة الإنتاج بمشروعات عاجلة ، إضافة إلى المشروعات الكبيرة في البنى التحتية، الطاقة، المياه لتطرح للجهات الخارجية، وأعلن استعداد الصندوق للتدريب، والتخطيط الاستراتيجي، ووصف الاجتماع بالناجح كبداية، كاشفاً عن قيامهم بجولات في المحليات والوحدات الإدارية لإكمال الصورة وتقديم التنمية التي تخدم المواطن.
أمين عام حكومة الولاية بالإنابة يوسف إبراهيم بله الذي ترأس اجتماعاً ضم المدير التنفيذي للصندوق والميدرين العامين للوزارات ومديري القطاعات، والجهات ذات الصلة أوضح (للصيحة) أن اللقاء جاء للتعرف على برامج الحكومة والوزارات، وخطة وبرنامج الصندوق للمرحلة المقبلة، والنهج التشاركي بين الولاية والصندوق والمجتمع المحلي، وأشار إلى أنه تم طرح مشروعات نوعية تصب في تحقيق الغنتاج والإنتاجية، وزيادة الدخل للفرد، واستيعاب الشباب في المشاريع ذات الدخل المادي، ووصف الطرح المقدم بالجديد مبتعداً عن المشروعات التقليدية، لافتاً أن الولاية تحتاج إلى مشروعات تستوعب الشباب وتزيد الدخل.
جنوب كردفان ولاية تحتاج إلى مزيد من المشروعات التنموية الجاهزة لمقابلة السلام المرتقب مع ضرورة التركيز على مشروعات وبرامج السلام الاجتماعي وبناء الثقة، وقيام التصالحات، والاهتمام بشرائح الشباب والمرأة وإيجاد مشروعات اقتصادية تقلل الفقر وتزيد من دخل الفرد، وفي المشروعات الكبرى تبرز مشروعات الكهرباء، المياه، الصحة الطرق والكباري والعودة الطوعية.
ويريد المواطن أن يرى المشروعات منفذة على أرض الواقع وأن يأخذ الصندوق مقره داخل الولاية لا في الخرطوم.