أعداد كبيرة وغفيرة احتشدت الجمعة الماضية بمسجد “خاتم المرسلين” بجبرة لأداء صلاة الجمعة وإظهار التأييد والمناصرة للشيخ العلامة د. عبد الحي يوسف وهو يُواجه حملة جائرة من حكومة “قحت” التي أعلنت انحيازها بكلياتها وتضامنها مع السيدة الوزيرة ولاء البوشي والتي ابتدرت إجراءات قانونية في مواجهة د. عبد الحي خطيب المسجد المذكور على خلفية اتهامه لها بالردة كما ادّعت !
كان واضحاً من الحشد المليوني بمسجد “خاتم المرسلين” أن قطاعاً واسعاً من أهل السودان استشعر تكالُباً غريباً واستهدافاً سياسياً للشيخ عبد الحي لمجرد أنه أبدى رأيه حيال قضية عامة تتعلق بممارسة النساء لكرة القدم وتنظيم منافسة مفتوحة لهن، ورأى أن ذلك يخالف الشرع الحنيف وهو رأي يتفق فيه معه كثيرون من العلماء والفقهاء كالشيخ مهران أحد خطباء الثوار وميدان الاعتصام .
هل أفتى الشيخ د. عبد الحي يوسف بتكفير السيدة ولاء البوشي أو اتهمها صراحة بالردة أم إنه تحدث وتركز حديثه على الفكر الجمهوري وكيف أنه فكرٌ منحرفٌ باطلٌ مُصادمٌ لثوابت وقيم إسلامية راسخة وصدرت بخصوصه كتب ومؤلفات وفتاوى وأحكام؟ ألهذه الدرجة يمكن أن تصل مرحلة الضيق بالرأي المُخالِف؟ لدرجة أن يحتشد مجلس الوزراء ويصطف وراء خطيب مسجدٍ أبدى رأياً؟
ومع كل ما تقدم، نقول إن من حق السيدة البوشي أن تشتكي وتتقاضى، فقضاؤنا محل ثقة واحترام وسيعطي – بإذن الله – كل ذي حقٍّ حقَّه. وما نرجوه ونتمناه أن تُعاد القضية للدرجة الطبيعية دون تحشيد أعمى وشحن مضاد، وليُترك القانون ليأخذ مجراه، ولتنصرف الحكومة وتُوجِّه جهدها لمعالجة الخدمات والأزمات ومحاصرة غول الغلاء وفوضى الأسعار المستعرة وتوفير التمويل لبرامجها .
اللهم جنِّب بلادنا الإحن والفتن ما ظهر منها وما بطن بلطفك يا كريم، وأعنّا حكومة وشعباً على غباء أنفسنا وهواها .
ـ خارج الإطار: القارئ صاحب الرقم “0118519198” تساءل: أليس من المؤلم والمُحبط أن تترك حكومتنا معاناتنا ومعاشنا وتلتفت لملاحقة شيخ وخطيب مسجد يحظى باحترام قطاع واسع جداً من المواطنين؟ ألا تشعر الوزيرة كم أحبطتنا، وكذلك فعل مجلس الوزراء بتضامنه معها في خطوة لا تدل إلا على قصر نظر؟!
ـ القارئ إبراهيم حامد “كسلا” يتساءل “الناس في شنو وناس شيخ عبد الحي يوسف وولاء البوشي في شنو؟! البلد محتاجة لكل همم الرجال وسواعد الشباب في الحصاد ؟ ثم أليس الدين هو “لئن أمشي مع مسلم في حاجته أحب اليَّ من ألف صلاة” ؟ أليس هو: إزالة الأذى عن الطريق ومساعدة المحتاج والمريض وطالب العلم؟
ـ القارئ صاحب الرقم “0909560494” يستغرب تضامن مجلس الوزراء برئاسة د. عبد الله حمدوك مع الوزيرة ولاء البوشي في مواجهة العالم العلامة د. عبد الحي يوسف، ويقول إن سياسة المحاباة والمحسوبية لن تكون عاقبتها خيراً مهما طال الزمن، ويضيف: إننا متضامنون مع أهل الحق وإن الله على نصرهم لقدير .
ـ القارئ يوسف علي الغزالي يقول: لقد انكشف المستور وظهرت حقيقتكم يا “قحّاتة”، هذا شعب مسلم لا يرضى أن تُمَس عقيدته وشريعته أبداً . القارئ الطاهر يسن “القضارف” يقول: من الجهل والغباء أن تبادر “قحت” في هذا التوقيت بخلق معركة في مواجهة الأئمة والدعاة ومظاهر التدين في الدولة والمجتمع .
مرحباً برسائلكم القصيرة على الرقم 0912392489