*قبل سنوات عديدة، كانت فكرة “البكور” وهي بدء العمل في كل مؤسسات الدولة في وقت مبكر، ولكن حينما أرادات الدولة تطبيق هذا البكور لم تفعل شيئاً سوى غيرت قوانين الطبيعة بتقديم زمن السودان ساعة.
*هذا التقديم جعل أهل السودان نفسياً يشعرون بأن الساعة الخامسة صباحاً ولكن على أيديهم كانت الساعة تشير إلى الرابعة صباحاً.
*الفكرة لم تكن كما طبقت في دواوين الدولة، حيث فقدنا ساعة كاملة دون أن ننتج أو نتقدم للأمام، الفكرة كانت أن العمل مبكراً يزيد الإنتاج وهذا لم يحدث.
*أما عطلة السبت والتي حدث فيها جدلا كبير، فهي من أكبر الاخطاء التي ارتكبتها الإنقاذ بأن جعلت هذا اليوم عطلة حكومية، فأصبح السودان “حكومياً” دون عمل، أما القطاع الخاص فلم يتوقف عن العمل وبعضهم له الأجر الإضافي وكثيرين لا يفعلون.
*الشهور الماضية ومع الأحداث التى شهدها السودان، تعطلت المدارس كثيراً، وأصبح العام الدارسي مهدداً بالتجميد، فنبعت فكرة الاستفادة من عطلة السبت للمدارس وبالطبع للمعلمين الذين كان لا يعملون في هذا اليوم، وإلى جانب إلغاء عطلة السبت للمدارس كان أيضاً إلغاء الدورة المدرسية والعطلة “الصغيرة” حتى يحصل الطلاب دروسهم كاملة ويعوضون ما فاتهم من أيام.
*بالأمس حملت الزميلة “السوداني” خبرًا مفاده أن لجنة المعلمين أعلنت أن قراراً وشيك سيصدر من مجلس الوزراء بإعادة عطلة السبت للمعلمين، وقالت رئيس اللجنة بالإنابة قمرية عمر للصحيفة “إن اللجنة التقت وزير رئاسة مجلس الوزراء عمر مانيس، وتم الاتفاق على إلغاء عطلة السبت، لافتة الى أن المجلس اقتنع برؤية المعلمين بأن السبت لم يعد ذا جدوى”.
*حسب حديث قمرية، فإن المعلمين اتفقوا على إيقاف العمل يوم السبت في المدارس، وهذا يعني أن الخطة التي وضعتها الوزارة لإكمال المقررات الدراسية مهددة بالفشل.
*لا أدري كيف لم يستفد المعلمون من يوم كامل كان عطلة في السابق، وإذا حسبنا عدد الحصص الدراسية التي يفترض أن تدرس في هذا اليوم، فإنها لا تقل عن خمس حصص إن لم تزد عن ذلك، فكم حصة تكون في أيام السبت لعدد من الشهور حتى نهاية العام الدرسي؟.
*قرار عطلة السبت من الأساس كان قراراً خاطئاً، وكنا نتوقع من الحكومة الانتقالية أن تعيد هذا اليوم إلى العمل كما كان في السابق، فالكثير من المعاملات تتأخر بسبب هذا اليوم الذي يعطل فيه العمل في كل المرافق الحكومية دون أسباب منطقية.
*حتى بعد صدور قرار إلغاء هذه العطلة للمدارس، فإن العديد منها لم يلتزم بالقرار، وظل المعلمون في تلك المدارس لا يعملون يوم السبت، وطبعاً المتضرر الأول هم أبناؤنا التلاميذ الذين لن يستطيعوا إكمال المقررات الدراسية، وبالتالي فإن الكثير من المعلومات ستكون غائبة عنهم في مقبل حياتهم الدراسية.
*يجب أن تفكر الحكومة الانتقالية بتروٍّ ودقة في كافة القرارات التي تخرج من مجلس الوزراء حتى لا نعض أصابع الندم في المستقبل القريب.
*نرجو أن يعيد مجلس الوزراء يوم السبت إلى العمل في كافة دواوين الدولة، فالسودان يحتاج إلى كل ساعة في العمل الجاد، ويكفي يوم واحد للعطلة حتى ننجح بالعبور إلى الأمام.