دبلوماسية السلم الخماسي !!
قرأت على صفحة صديقنا الإعلامي الطيب قسم السيد عن العلاقة بين السودان والجارة إثيوبيا ما سأورده هنا، ومن ثم أعرض ما كتب إلى بعض النقاش التساؤلات.
كتب الأستاذ الطيب على خلفية الزيارة التي يقوم بها هذه الأيام معالي رئيس مجلس الوزراء إلى إثيوبيا .. كتب يلي ….
يتحدث البعض عن تحديات يزعمون أنها تقلق استمرار استقرار العلاقة بيننا وجمهورية أثيوبيا الفيدرالية، ويقولون إن من بينها قضايا الأراضي الزراعية، وتجاوزات الشفتة ومسائل التجارة البينية.. وأمراض الثروة الحيوانية وأخرى ..لكن الشي المؤكد منذ أيام المطرب الأثيوبي الكبير (تلهون) وعملاق أفريقيا المجدد الراحل محمد وردي، هو أننا شعبان بوجدان واحد، وإيقاع موحد يترجمه ارتكازنا وبتلقائية على النظام الموسيقي الخماسي .
لاحظ هذا على حركة وتفاعل وانفعال وملامح العازفين وتجاوب واندماج الجمهور، وضيوف شرف الحفل الجماهيري المفتوح الذي أحاله عبر الأغنية الوطنية المطرب العابر للحدود الفنان النادر محمد وردي إلى بينة ظرفية مستوفية الاركان على ما أوردنا.. بحق الشعبين المرهفين، رحمه الله وجعل الجنة مثواه …. انتهى حديث الطيب قسم السيد.. والآن الحديث والتساؤلات لنا ….
* لا شك أخي الطيب في المشاعر الجياشة المترعة المتدفقة التي تجمع بين الشعبين السوداني الأثيوبي، بحيث احتدمت هذه المشاعر أكثر إبان مبادر القيادة الأثيوبية لعمليات التفاوض والتوافق بين الفرقاء السودانيين عقب عملية التغيير الأخيرة، ورأينا كيف أن نشطاء الحرية والتغيير تجاهلوا كل كلمات الرؤساء، وتفاعلوا مع كلمة وحضور الرئيس الأثيوبي الدكتور أبي أحمد، حدث ذلك في مناسبة الاحتفال بالتوقيع على الوثيقة الدستورية …
ومن ثم بنى الكثيرون على هذه الافتراضات، نهوض علاقات أكثر تميزاً بين البلدين .. كما استدعى آخرون، من بينهم صديقنا الإعلامي الأستاذ الطيب قسم السيد، استدعوا مشتركات (السلم الخماسي) ووجود الشعبين على نغمة ووجدان متقارب، وترديد الأثيوبيين للأغاني السودانية… مشتركات اللون والفقر والإيقاع والقرن الأفريقي …
* غير أن الواقع يقول بأن هنالك ملفات قضايا حقيقية معلقة بين البلدين، منها الأرض الحدودية المغتصبة من السودان بدون وجه حق، ومنها مشروع سد النهضة وغيرها من القضايا … غير أن مسألة ترسيم الحدود تعتبر معضلة حقيقية، إذ تقدر تلك الأراضي التي وضع عليها الأثيوبيون أيديهم، تقدر ببضع ملايين من الأفدنة، وهي يومئذ تعتبر من أجود الأراضي الزراعية على الإطلاق.
* ولا أتصور أن (دبلوماسية السلم الخماسي) وكل ألحان وكلمات الغرام يمكن أن تعيد لنا شبراً من الأرض التي هي الحياة والوطن، بحيث نحتاج إلى استخدام كل الأوراق المتاحة الفاعلة، التي من بينها (ورقة سد النهضة) ، إذ أن إثيوبيا تحتاج وقوفنا إلى جانبها في مشروعها الاستراتيجي هذا، وكما أن مقتضيات المصالح المشتركة تتطلب سياسة الأخذ والعطاء، يمكن في هذه الحالة أن تقدم مطلوباتنا مقابل مطلوباتهم، لا بأس من أن يتم ذلك على حين وجبة فاخرة وحالة باذخة باهظة تسكب فيها حزمة مقدرة من معروفات السلم الخماسي..
وليس هذا كل ما هناك