ورطة الهلال
*مساء الأربعاء الماضي، وبينما كان الجنرال صلاح أحمد آدم ومساعده “البرنس” هيثم مصطفى ينحتان خبرتهما لتجاوز متذيل الدوري الممتاز “الاهلي عطبرة” كانت القاهرة تشهد مراسم إجراء قرعة دوري أبطال أفريقيا والتي يمثل السودان فيها هلال أمدرمان.
*الهلال عاد من عطبرة بنقطة وحيدة “اقتلعها” بتعادله من أهلي عطبرة بشق الأنفس، وخسر خمس نقاط في عطبرة بعد هزيمته من الأمل ثم تعادله من الأهلي عطبرة.
*خلال ثلاث مباريات خاضها ممثل السودان في أبطال أفريقيا كسب فقط نقطة وحيدة، في بادرة ربما تكون هي الأولى للهلال منذ انطلاق الممتاز، حيث لم يخسر مباراتين متتاليتين ويتعادل في الثالثة.
*خسر الهلال من هلال كادقلي وكانت أول ثلاث نقاط لأسود الجبال في الممتاز، ثم خسر من الأمل واقتلع نقطة من أهلي عطبرة بعد أن كان متأخراً بهدفين لهدف ليضع الأهلي أول نقطة له في الممتاز بتعادله مع الهلال.
*لم يكن الهلال هو ذاك الفريق الذي نعرفه يجول في الساحات ويرهب الخصوم، لم يكن الهلال على الأقل في المباريات الثلاث الأخيرة هو هلال الأبطال الذي تخشاه الفرق الأفريقية والعربية، بل كان حملاً وديعاً تتلاعب به فرق مؤخرة الدوري كما تشاء.
*حقيقة نخشى على الهلال الذي شاهدناه في عطبرة من مجموعة الأبطال التي سيواجه فيها الأهلي المصري والنجم الساحلي وبلاتنيوم الزمبابوي.
*ظهر الهلال في مبارياته الأخيرة عاجزاً هجومياً وضعيفاً دفاعياً ومتخلخلاً في الوسط، وأبطال إفريقيا فرقها لا ترحم ولا تضيع أنصاف الفرص.
*على إدارة الهلال أن تتدارك الموقف سريعاً قبل فوات الأوان، ويجب أن يعرف السبب الرئيسي الذي جعل الهلال يظهر أمام أنيمبا النيجيري، كأنه أسد وأمام أسود الجبال والأمل والأهلي كأنه حمل وديع لا يقوى على فعل شيء.
*ربما تكون القرعة خدمت الهلال في مسار مبارياته، حيث يلعب مباراته الأولي في أمدرمان، ثم يرحل إلى القاهرة، ومنها سوسة ثم يعود للخرطوم ليواجه النجم ومنها إلى زيمبابوي ليختتم مبارياته أمام الأهلي في الخرطوم.
*آخر مباراة للهلال أمام الأهلي المصري كانت في العام 2007م وخسر الهلال مباراة القاهرة بهدفين دون مقابل ورد الاعتبار في الخرطوم بثلاثية نظيفة، ثم واجه بعدها النجم الساحلي وانتصر في الخرطوم بهدفين لهدف ثم خسر في سوسة بثلاثة أهداف مقابل هدف، وفي ذاك العام كانت العروس الأفريقية من نصيب النجم بعد هزيمته للأهلي القاهري في عقر داره.
*منذ ذاك التاريخ لم يواجه الهلال الأهلي المصري، لكنه واجه النجم الساحلي، وكان أخرها العام الماضي في دوري الثمانية للكونفدرالية، وخسر “سيد البلد” المباراتين، وإن لم يتدارك الجهاز الفني للهلال والإدارة واللاعبون أنفسهم سيتكرر نفس السيناريو إن كان حال الهلال كما شاهدناه في عطبرة.
*أكثر ما سيضر الهلال في مجموعات أفريقيا هو افتقاده المهاجم القناص الذي يُحرز الأهداف من أنصاف الفرص، بعد التفريط في أمبومبو.
*ادارة الهلال وجهازه الفني يحتاجان إلى التفكير بعمق في المرحلة المقبلة لتقديم مستوى جيد في مجموعات الأبطال رغم قوة فرقها، وهذا لا يتم إلا بمعرفة اسباب المستوى المهزوز الذي تقدمه الفرقة الزرقاء ومعالجة الخلل الذي ظهر منذ مباراة أسود الجبال.
*نرجو التوفيق لممثل الكرة السودانية “الوحيد” في المحافل الأفريقية.