* خبر صادم نشرته “الانتباهة” الأسبوع الماضي على لسان مسؤول كبير في شرطة الجمارك عن ضبط نساء في المطار حاولن تهريب كميات من الذهب في “أرحامهن”.. نعم بات الرحم عند المرأة السودانية كما جاء في الخبر واحداً من أدوات الجريمة ومخبأ لسبائك الذهب مما يضعه أي “الرحم” في مظان أماكن التهريب.. الخبر فاجع جداً وصادم لمشاعر السودانيين.. الذين جارت بهم الأزمان وتفشى وسطهم الفقر والعوز والجوع وتفتقت عبقرية المهربين لاستخدام أرحام النساء لتهريب الذهب.. وقبل أن يفيق الرأي العام من صدمة ذلك الخبر المسيء للمرأة السودانية، جاء أمس في خبر آخر لشرطة الجمارك عن القبض على سيدتين تخفيان الذهب داخل المستقيم بغرض تهريبه، وأن السيدتين خضعتا لكشف دقيق في مستشفى الشرطة أثبت ذلك.. يا لها من فجيعة أخرى!! لكن السؤال لماذا تسيء شرطة الجمارك لشعبها بالكشف عن مثل هذه الظواهر الشاذة والمعزولة؟؟ ألا تقتضي أمانة وشرف المهنة حماية سمعة السودانيين التي أضحت أضحوكة عند الأمم والشعوب بمثل هذه التصرفات الطائشة من فئة قليلة؟ ولمصلحة من تكشف شرطة الجمارك مثل هذه الفضائح؟؟
* موقف قوى الحرية والتغيير من إعادة تجديد الطوارئ مرة أخرى لا ينسجم مع مواقفها المعلنة من الحريات عموماً.. فقد انقلبت قوى الحرية على شعارات “حرية سلام وعدالة”، وأقبلت على السير في طريق حكومة الإنقاذ السابقة.. بل إنها تقول إن الطوارئ قصد منها فقط القضاء على عناصر النظام السابق وليس الانتقاص من الحرية كقيمة وحق الجميع في الاحتجاج والتظاهر والتعبير باستثناء النظام السابق.. قوى الحرية والتغيير تنظر أسفل قدميها وتأخذها الثارات والإحن والأحقاد والتشفي ولا تنظر لمصلحة الاقتصاد السوداني الذي لن يتعافى في مناخ الأحكام العرفية ولن يجد وزير المالية مستثمراً واحداً “يجازف” بثروته المالية ويبددها في بلد يتعرض فيها المستثمر الوطني في مجال التعدين إلى حرق ممتلكاته وتبديد أمواله والدولة تحكم بالقوانين العرفية “الطوارئ”.. والحكومة مؤقتة انتقالية لمدة ثلاث سنوات.. كيف لبلد مثل السودان أن يستفيد من فرص الاستثمار وقادتها ينظرون تحت أقدامهم؟؟
* خطوة هامة جداً أقبل عليها الحزب الاتحادي الديمقراطي بتوحيد جناحين مهمين الاتحادي الديمقراطي الأصل برئاسة مولانا الميرغني، والحزب الاتحادي الديمقراطي المسجل برئاسة جلال الدقير بوحدة الحزبين كثمرة لمبادرة مصرية لوحدة الحزب الاتحادي وإعادة كل الأجنحة المتنافرة وخوض الانتخابات القادمة بقائمة واحدة.. وتجرى الآن مشاورات مع الاتحاديين “المنضوين” تحت تحالف قوى الحرية والتغيير لإعادتهم لحزبهم بقيادته الصوفية المعروفة آل الميرغني، وقيادة سياسية متفق عليها.. مثل هذه الخطوة تمثل تطوراً مهماً في الساحة السياسية، لأن الحزب الاتحادي يمثل واحداً من ممسكات وحدة البلاد الحالية.. وعاصم يحول دون انزلاق البلاد في أتون حروب عقائدية وتشظي البلاد.. ومصر أدركت مبكراً أن الخطر على السودان بات كبيراً جداً في غياب القوى المسنودة بإرادة شعبية حقيقية..