*حينما كانت الإنقاذ في عامها الأول، للبلاد كانت العاصمة الرواندية كيجالي تسبح في بحور الدماء بين قبيلتي التوتسي والهوتو ومات فيها الملايين من أبناء رواندا.
*الحرب الأهلية في رواندا استمرت منذ العام 1990م وحتى 1994م، حيث توقف نزيف الدماء وبدأ أبناء رواندا التفكير الجاد لبناء دولة يعيش فيها الجميع بأمن وسلام.
*خلال السنوات الماضية وهي نفس سنوات حكم الإنقاذ تحولت العاصمة الرواندية كيجالي إلى أجمل بقع القارة الأفريقية وصعد معدل النمو فيها الى درجات خيالية وغير مسبوقة.
*بعد إيقاف الحرب شغل بول كاجامي منصب نائب الرئيس، ثم حكم رواندا من عام 2000، ثم فاز بالانتخابات في الأعوام 2003 و 2010 و 2017. وبدأت الجبهة الوطنية الرواندية برنامجًا لإعادة بناء البنية التحتية واقتصاد البلاد، وجلب مرتكبي الإبادة الجماعية إلى المحاكمة، وكذلك تعزيز المصالحة بين الهوتو والتوتسي.
*وصل التطور برواندا بحيث أنها بدأت في هذا العام تصنيع الهواتف الذكية من صناعة أبناء رواندا، وحضر افتتاح هذا المصنع بول كاجامي لتصبح كيجالي هي صاحبة أول مصنع للهواتف الذكية في شرق أفريقيا بعقول وأيدٍ رواندية.
*إن عقدنا مقارنة بسيطة جداً بموارد رواندا والسودان سنجد فرقاً شاسعاً بين البلدين من حيث الموارد الطبيعية، ولكن أيضاً هناك فرق كبير بين طريقة التفكير في كيجالي والخرطوم.
*في الوقت الذي كان يفكر فيه أبناء رواندا في إيقاف نزيف الحرب وتنمية بلادهم، كانت الخرطوم تسبح في الفساد المالي والإداري دون التفكير في بناء الخرطوم فقط ناعيك عن بقية ولايات السودان.
*الخرطوم العاصمة التي كانت توصف بأنها أجمل مدن أفريقيا في سنوات خلت، الآن أصبحت أقذر عواصم العرب وأفريقيا.
*العاصمة المركزية التي تدار منها شؤون كل البلاد تغرق في مياه الأمطار والأوساخ وتكثر فيها الحشرات والبعوض، في فشل مريع لمن يديرون شؤون هذه البلاد، وهناك في شرق أفريقيا يفكرون في صناعة الهواتف الذكية، ونحن نفشل في صناعة ابسط الأشياء من مواردنا الطبيعية.
*الآن انتهى حكم الإنقاذ بعد ثلاثين عاماً لم تقدم فيها الإنقاذ ما يريده الشعب السوداني، وبدأ حكم الدولة المدنية التي ينشدها الجميع دون رؤية واضحة لمستقبل السودان.
*الجميع في هذه البلاد يفكر في مصالحه الشخصية دون النظر إلى بناء دولة قوية باقتصادها ومواردها.
*اكثر من خمسين يوماً مضت على الحكومة الانتقالية وحتى الآن لم يتضح برنامجها للفترة الانتقالية التي يجب أن تمهد للانتخابات المقبلة.
*شارفت المئتا يوم التي أعلنت عنها الحكومة الانتقالية على انقضاء نصفها، وحتى الآن لم تظهر ملامح هذه المرحلة.
*يجب أن يكون حكام هذه الفترة أكثر دراسة لواقع الدول من حولنا وكيفية نمو اقتصادها بطرق علمية حتى نحقق بعضاً من أحلام هذا الجيل وما بعده من أجيال.
*التجربة الرواندية يجب أن يقف عندها الجميع، ودراسة الطرق التي حولت عاصمتهم من بحور الدماء إلى روعة وجمال وتنمية وتفوق جعلهم يصنعون هواتف ذكية ستنتشر في جميع بقاع القارة السمراء قريباً.