الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع العميد ركن جمال جمعة لـ(الصيحة)
الدعم السريع ليس نبتاً شيطانياً وقواته تتبع للمنظومة العسكرية
قرار دمج الدعم السريع سياسي وإستراتيجي في المستوى السياسي
الوجود الكثيف لهذه القوات ساهم في اتهامها بفض الاعتصام
قُمنا بعمل كبير لنظهر أننا جزء من هذا الوطن
دمج الدعم السريع في القوات المسلحة قرار سياسي عسكري
هذه الجهات (….) تُمثّل قوات الدعم السريع مخاوف لها
حوار: آمال الفحل
تصوير: محمد نور محكر
أوضح الناطق الرسمي للدعم السريع، العميد ركن جمال جمعة، أن قرار دمج قوات الدعم السريع مع القوات المسلحة قرار سياسي عسكري على المستوى السياسي والاستراتيجي. مبيناً أنه تم إنشاؤه بمسببات استوجبت وجود قوى أخرى تعمل لمساعدة القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى، مؤكداً أن هذه المسببات ما زالت موجودة.
وقال: إذا انتفت هذه المسببات سيكون القرار قراراً سياسياً وعسكرياً عن مصير هذه القوات، مبيناً أن الدعم السريع ليس نبتاً شيطانياً، مشيراً إلى أنه يتبع للمنظومة العسكرية..
وقال جمعة في هذا الحوار الذي أجرته معه “الصيحة” إن كل خطط الدعم السريع مبنية مع خطط القوات المسلحة، مشيراً إلى أن التركيز على هذه القوات في الفترة الأخيرة ساعد في ظهورها، مشيرًا إلى أن الوجود الكثيف لها ساهم في اتهامها بفض الاعتصام، وقال: قمنا بعمل كبير جداً لنظهر أننا جزء من هذا الوطن، وهذه الثورة، مشيراً إلى أن الأعمال الكبيرة التي قام بها القائد العام أظهرت أنه هو الشخصية المؤثرة على المستوى العام في السودان.
* بداية، نريد منك تسليط الضوء على المهام التي تنتظر قوات الدعم السريع فى الفترة القادمة؟
– أي مؤسسة حكومية لديها تخطيط للمستقبل, والدعم السريع مثله مثل أي مؤسسة عسكرية لديه خطط قد تكون إكمالاً للتخطيط السابق، وقد تكون خططاً مستقبلية، ويمكن بالنسبة لأدواره قد تكون أدوار عمليات، وأدواراً إدارية وأدواراً متعلقة بالتدريب, إذا بدأنا بالتدريب فالدعم السريع يخطط لتأهيل كوادره في كل المجالات, التدريب التخصصي فى كل المعاهد العسكرية بدءاً بمعهد المشاة والمعاهد العسكرية الأخرى منها المدفعية والدفاع الجوي والشئون الإدارية، كما توجد معاهد سيتم تأسيسها في الدعم السريع, وبدأ تأسيس معهد الشؤون الإدارية في الدعم السريع، وأن معهد الشرطة العسكرية يجري تأسيسه، وهنالك مدرسة للقيادة، إضافة لمعهد المشاة وهذا سيقوم بتدريب الضباط وضباط الصف، هذه جميعها خطط ومعاهد مستقبلية ومعهد المشاة سيتم إنشاؤه وتأسيسه في الدعم السريع.
أما بالنسبة للعمل الإداري في الدعم السريع مثله مثل أي عمل في القوات المسلحة، لأنه مأخوذ من نفس المنظومة للعمل الإداري, فالعمل الإداري في الدعم السريع مقسم ما بين شؤون رتب أخرى وشؤون ضباط، والمقصود أن كل الفكرة الموجودة فى القوات المسلحة ستنقل وتجوّد عندنا باستفادة من المعاشيين في القوات المسلحة والشرطة، وأتوقع في الفترة القادمة أن يكون العمل الإداري في مستوى الدعم السريع في شؤون الضباط والرتب الأخرى يكون موازياً تماماً للعمل في القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى.
أما من ناحية العمليات، فالعمليات الداخلية مقدور عليها، أما هاجسنا الكبير هو التخطيط لقواتنا فى اليمن والمملكة العربية السعودية، فقد كان الناس يعملون لمدة ستة أشهر تمت زيادتها لتسعة أشهر، لأنه يوجد عمل داخلي يتطلب أن تكون المدة تسعة أشهر, وسيتم تثبيت تسعة أشهر لكل القوات التي ستشارك في اليمن والسعودية، وسوف يكون هنالك تدريب مكثف للذين يعملون في المناطق الجبلية والصحراوية.
*ما صحة ما رشَح عن دمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة؟
– يدور حديث كثير جداً عن دمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة، كما يرى كثيرون أن يتم تسريحه, في تقديري هذا القرار قرار سياسي، ومعه قرار عسكري على المستوى السياسي والاستراتيجي، سياسي في المستوى السياسي واستراتيجي في المستوى السياسي, وسياسي في المستوى العسكري واستراتيجي في المستوى العسكري، لأن الدعم السريع تم إنشاؤه بقرار وبمعطيات وبمسببات، وهي لابد أن تكون هنالك قوة تعمل لمساعدة القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى.
*عطفاً على ما ذكرت، هل ما زالت هذه المسببات موجودة؟
– في تقديري ما زالت هذه المسببات موجودة، لذلك ستظل قوات الدعم السريع كما هي, أما إذا انتفت هذه المسببات سيكون القرار قراراً سياسياً وعسكرياً عن مصير هذه القوات فهل سيتم دمجها أم تستمر هكذا. وفي تقديري أن الدعم السريع ليست نبتاً شيطانياً، بل هنالك تجارب تقول غن لديها قوات تتبع للقيادة العامة مباشرة، وقوات تتبع لإدارة الدفاع، وهى من المنظومة العسكرية فى هذه الدول, لدينا حرس وطني, وحرس جمهوري, كما توجد قوات في مصر تسمى الدعم السريع، ظهرت في الوقت الذي استلم فيه السيسي الحكم, هذه القوات لها إمكانيات عالية جداً, إذا لاحظنا لهذه القوات نجد أنها لا تعمل لفترات طويلة جداً، بل إنها تعمل لفترات وجيزة وتقوم بأداء واجبها، وبعد ذلك ترجع لثكناتها فإذا رجعنا لفلسفة إنشاء الدعم السريع نجد أنه تم إنشاؤه للحفاظ على إنسان دارفور والحفاظ على الموارد الطبيعية من بترول وذهب، إضافة للحفاظ على الخارطة العسكرية التي حدث لها اهتزاز بعد إنشاء ما يسمى بالجبهة الثورية من خلال هذه المعطيات والمسببات نشأت قوات الدعم السريع.
*بالنسبة للعمليات الداخلية هل يمكن أن تعمل الدعم السريع بمفردها بعيداً عن القوات المسلحة؟
– كل خطط العمليات للدعم السريع مبنية مع خطة القوات المسلحة، نادراً ما تعمل في السودان في مسرح العمليات السوداني بمفردها، إلا في بعض الحالات، لكن التخطيط أنها تعمل مع خطة القوات المسلحة في المسرح السوداني.
* وماذا عن قواتكم في اليمن والسعودية؟
– تكوين قوات الدعم السريع مكون من عدد من القطاعات، هذه القطاعات تتكون من عدد من المجموعات، هذه المجموعات فيها عدد من الأتيام, والأتيام فيها عدد من العناصر, فإذا كانت توجد قوة متحركة ذاهبة لليمن نقوم بوضعها في مسمى لواء الأشاوس, فعندنا مثلاً لواء الأشاوس 1, ولواء الأشاوس 2, ولواء الأشاوس 3, لواء الأشاوس في تكوينه يتكون من مجموعتين فهو قطاع متحرك كامل، ذاهب للسعودية ويتم ذلك بترتيب الأدوار لهذا القطاع, مثلاً الدور الأول على مجموعة لواء الأشاوس 1, هذا اللواء يتم تجهيزه تجهيزاً كاملاً وذلك بمراجعة التصريح والأوراق الثبوتية فكل لواء يتحرك يأتي بعده لواء آخر، فذهاب هذه القوات لليمن والسعودية ليس مكفولاً لأشخاص معينين، فبنهاية شهر نوفمبر ستكون كل هذة القوات أخذت نصيبها بالذهاب لليمن والسعودية.
*وما هي معايير الانضمام للدعم السريع؟
– المادة الثانية عشرة من الفصل السادس في قانون الدعم السريع، ويعتبر ذلك من القوانين الخاصة، لأن هذه القوات أنشئت بقانون خاص, هذه المادة تنص على أنه يتم تطبيق مواد الفصل الرابع من الباب الأول لقانون القوات المسلحة، فعملية التعيين والاختيار والتأهيل في قوات الدعم السريع ترجع لقانون القوات المسلحة الذي يستوجب عدداً من الشروط للفرد الذي يراد تجنيده بدءاً من الجنسية السودانية, إضافة لعمر المتقدم ويتراوح ذلك ما بين الثامنة عشرة إلى الخامسة والعشرين، إضافة للكشف الطبي والفيش والفحص الأمني، إضافة إلى الاحتياج إلى مستوى تعليمي معين.
وفي تقديري كل الشروط لتجنيد الفرد في القوات المسلحة هي نفس الشروط التي تنطبق على الفرد في قوات الدعم السريع, فنحن في إقليمي دارفور وكرفان لتجنيد الفرد نعتمد في المعلومات الأمنية على الشيوخ والعمد، أما داخل المدن والخرطوم فنعتمد اعتماداً كبيراً على الفيش الموجود، وبعد ذلك نعتمد على العمدة نرجع للفيش الموجود والفحص الأمني الموجود في الشرطة، فكل المستويات التعليمية موجودة في قوات الدعم السريع.
*لماذا خفض صوت الدعم السريع في الآونة الأخيرة؟
– الدعم السريع لم يكن معروفاً فى ولاية الخرطوم لكثير من الناس، فكل العمل كان عمل عمليات في ولايات محددة، دارفور, وكردفان, النيل الأزرق, فالأهل في هذه المناطق يعتبر الدعم السريع بالنسبة لهم معروفاً، وإنجازه واضح في هذة المناطق، وذلك باستقرار الحالة الأمنية في هذه المناطق.
أما سكان الخرطوم فقد عرفوا الدعم السريع في شهر ديسمبر عام 2013 فهذه القوات جاءت للخرطوم تعزيزاً للقوات الأمنية في الخرطوم، ومن هنا بدأ ظهور الدعم السريع للناس في الإعلام والمستوى العام، فعندما جاءت الثورة وانحاز الدعم السريع لها تغير المفهوم نحوها. وذكرت قوات الدعم السريع مع القوات الأخرى بأنها سند للثورة والتغيير.
*لكن هنالك اتهام للدعم السريع بأنها تقف خلف فض الاعتصام؟
– هنالك اتجاهات لم ترض بالقوات المسلحة والقوات النظامية، لأنها ترى أنها شكل من أشكال المؤتمر الوطني، أو النظام السابق الذي ناهضوه، وبدأت حملة ضد القوات جميعها, جيش, دعم سريع, شرطة, أمن، أثر ذلك في المشهد، وأثر تماماً في جهاز الأمن، وتم اختفاؤه تماماً من المشهد، كما بدأ التأثير في الشرطة, وبدأت الشرطة تختفي من الشارع، وأصبح الصوت جميعه مسلطاً على القوات المسلحة والدعم السريع, فالقوات المسلحة نسبة لإرثها الكبير لا يوجد من هتف ضدها, فهذه الثورة الوحيدة التي هتفت ضد القوات المسلحة فترة قصيرة، إلا أنها صمدت بعد ذلك, ثم تغير المشهد تماماً وتم ترك الجسم الكبير (القوات المسلحة) وتم اختيار قوات الدعم السريع لأفكار عند بعض الناس, وفي تقديري يوجد عدد من الجهات تمثل قوات الدعم السريع بشكلها الموجود الآن مخاوف بالنسبة لها، وأصبح التركيز عليها، وهذا ساعد في ظهورها أكثر، لذلك أي عمل سواء كان إيجابياً أو سلبياً ينسب للدعم السريع, الوجود الكثيف للدعم السريع ساهم في اتهام هذه القوات بفض الاعتصام, كما أن “السوشيال ميديا” هاجمت هذه القوات إضافة للصحف، أما الإعلام الخارجي فلم يتحدث عن الدعم السريع بشكل إيجابي، ولا توجد واحدة من القنوات تعاملت بشكل إيجابي مع هذه القوات, ولكي نظهر بأننا لسنا سيئين قمنا بعمل كبير جداً لكي نظهر أننا جزء من هذا الوطن وهذه الثورةـ وليس خصماً عليها, كما أنه يوجد عدد من الناس اقتنعوا بأن الدعم السريع ليس له علاقة بالنظام السابق, إضافة للأعمال الكبيرة التي قام بها القائد العام اظهرت أن شخصية القائد هي الشخصية المؤثرة في القوى الأخرى والمؤثرة في الحكومة، وعلى المستوى العام في السودان, حتى النتائج الأخيرة في المفاوضات مع المجلس العسكري كان له دور كبير جداً في الوصول للاتفاق، إضافة لدوره الكبير في التفاوض مع الحركات المسلحة.