*من شأن النقد الذي وجهه رئيس مجلس الوزراء د. عبد الله حمدوك، لقِوى إعلان الحُرية والتّغيير، ووصفهم بأنه ليس لديهم برنامج اقتصادي، أن يمثل نقطة انطلاقة لتأسيس برنامج اقتصادي كبير بحجم هذا الوطن الذي عانى كثيرًا.
*حمدوك قال خلال لقاءٍ بالرياض على هامش زيارته للسعودية أمس الأول: ( تَحَدّثنا مع الإخوة في الحُرية والتّغيير منذ مجيئنا، وطالبناهم
ببرامجهم الإسعافية للعام والثلاث سنوات للفترة الانتقالية، إلا أننا لم نستلم أيّ بَرنامجٍ منهم حتى اليوم رغم اجتماعاتنا معهم).
*حديث حمدوك اعلاه يشير بجلاء إلى أن اقتصادنا لا زال يدار بعقلية (رزق اليوم باليوم)، وأن مشاكل السودان السياسية والاقتصادية التي استفحلت وأضحت مزمنة، لدرجة أنها أعيت المداوينا.
* حكومة حمدوك الآن مطالبة بعدم الوقوف كثيرًا في محطة خطط وبرامج الحرية والتغيير، وعليها أن تتجاوز تلك المحطة، وأن تقوم وعلى جناح السرعة باستغلال المناخ الذي أفرزه التغيير السياسي الذي أحدثته ثورة الشباب التي أطاحت بالإنقاذ بعد ثلاثين عاماً من الحكم سياسياً واقتصادياً (داخلياً وخارجياً).
*داخلياً بتعزيز ثقة القوى السياسية فيها بانتهاجها سياسة أكثر انفتاحاً على القوى السياسية، بالتركيز على الشباب باعتبارهم عماد العملية التغييرية سياسياً بالبرامج واقتصادياً بالإنتاج والعمل الدؤوب لرفعة الوطن اقتصاديًا .
* في اعتقادي أن حكومة حمدوك ينبغي عليها التعويل على الموارد الداخلية، وهذا يحتاج لتغيير في السياسات، وهذا بدوره مرهون بالإصلاح السياسي من خلال إشاعة الحريات لأنها أساس الإصلاح الاقتصادي والسياسي والإداري.
*الحكومة الآن في حاجة لسياسات اقتصادية جريئة تركز على الإنتاج الزراعي للاكتفاء من الحبوب الزراعية وتهتم بالصادر سواء كان في الحبوب الزيتية أو صادر الثروة الحيوانية وصادر المعادن خاصة الذهب الذي يقوم بنك السودان بشرائه بالعملة المحلية الذي ساهم في زيادة التضخم، بسبب تضخم النقد دون عمل، وطالب بخروج بنك السودان من شراء الذهب وإنشاء بورصة لبيع وشراء الذهب بالعملة الحرة، وأن تكون مفتوحة لكل العالم مقرها الخرطوم.
*في اعتقادي أن كل هذه المطلوبات يجب أن تأتي مقرونة بإيقاف الحرب وتحقيق السلام، لأن ذلك يوفر عملة ويرفع الإنتاج ويحسن اقتصادنا.
*وسط هذا الكم الهائل من مطلوبات التعامل للمرحلة القادمة، ينبغي التذكير بالفوائد المنتظرة من الثورة السودانية والتي يقف إزالة القيود المفروضة على الاقتصاد عالمياً في مقدمتها بجانب دمج الاقتصاد السوداني مع الاقتصاد العالمي، والدخول لعالم التصدير والاستفادة من المنح الدراسية العالمية والتقنية العالمية.
*الواقع يقول إن الحكومة الآن وبعد قرار واشنطن أمس الأول أمام الاختبار الأمريكي الحقيقي فيما يتعلق بملف تطبيع العلاقة بينهما..
*عموماً فإن ثورة الشباب هي بشارة خير على السودان وعلى الشعب السوداني الذي صبر حتى تواضع الصبر عن صبره.
*أقل ما نتوقعه في مقبل الأيام انخفاض واضح في تكلفة الخدمة والسلعة المقدمة من الدولة والقطاع الخاص نتيجة لانخفاض تكاليف الإنتاج .
*ومما هو متوقع أن تحدث زيادة في الإيرادات وانخفاض في المصروفات وتكلفة رأس المال الثابت وبالتالي زيادة في القيمة الصافية، فيأتي من بعد ذلك التوسع الحقيقي في مشاريع التنمية المختلفة من خلال استفادة السودان من القروض الميسرة.
*وهذا بدوره سيؤدي إلى تحسن كبير في الاقتصاد مما سينعكس خيراً على المواطن . فقد طال انتظار المواطن حتى تحقق له الحكومة استقراراً شاملاً (سياسي واقتصادي واجتماعي وأمني ونفسي).
*فهل سيطول انتظار شعب أعطى كثيراً ولم يستبق شيئاً.. أم تذهب أمانيه أدراج الرياح..!!؟