أتاتورك ينهزم
أقر زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو، الجمعة 5أكتوبر 2019، بأن العداء التاريخي لحزبه مع الحجاب كان خطأ، في معرض حديثه عن عيوب حزبه.
2
وقال كليجدار أوغلو وفق ما نقلته وكالة الأناضول: ” لدينا الكثير من العيوب. دعونا نتحدث عن الحقيقة. القضايا الرئيسة التي بالغنا فيها، في تركيا قضية الحجاب يا أخي. هي أرادت أن ترتدي الحجاب أم لا فما علاقتنا؟“.
3
وكان حزب الشعب الجمهوري وهو حزب أسسه كمال أتاتورك مؤسس الدولة، معاديًا للحجاب تاريخيًا، ولكن خلافًا لمواقفه السابقة إزاء قضية الحجاب أعلن كليجدار أوغلو أنه أن موقف حزبه كان خاطئًا من منع الحجاب في البلاد حين كان الحزب الحاكم.
4
وسبق أن أعلن رئيس المعارضة أنه لا يمانع ارتداء الحجاب في الجامعات، مؤكدًا أنه لن يلجأ إلى المحكمة الدستورية لإبطال مفعول تعميم مجلس التعليم العالي بهذا الخصوص.
5
وقضية الحجاب في تركيا قديمة، بدأت مشكلة مع سلسلة الإجراءات التي صدرت في عهد مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك (1923- 1938) عندما اتجه إلى فرض مجموعة من الجوانب المظهرية المتعلقة بالثياب على المواطن التركي، وذلك في إطار قطع صلة بلاده بالإسلام كهوية حضارية وإلحاقها بالغرب، وفق منتقديه.
6
ونجح حزب العدالة والتنمية الذي أسسه أردوغان، عام 2008، في تمرير مشروع قانون في البرلمان (بموافقة 411 صوتا من أصل 550 مقعدًا) يسمح بارتداء الحجاب في الجامعات، ما استنفر “القوى العلمانية” ونجحت عبر المحكمة الدستورية العليا في إبطال مفعول القانون رغم مصادقة رئيس الجمهورية عبد الله غول، ليصير بعد ذلك السماح رسميًا بذلك.
7
ورضخ حزب الشعب الجمهوري لإرادة غالبية الشعب التركي وأصدر بيانًا تراجع فيه عن معارضته لدخول الطالبات المحجبات إلى المدارس والجامعات التركية معلنًا بذلك هزيمته أمام الحجاب بعد 94 عامًا من إقدام مؤسسه على حظر الحجاب في الخامس من سبتمبر من عام 1925.
8
اكتشف العلمانيون بتركيا أنهم يديرون معركة كانوا يظنونها رابحة وهي خاسرة ، قضايا التدين والأعراف الاجتماعية يجب ألا تكون جزءاً العمل السياسي.
الإسلاميون يريدون أن يفرضوا عقيدتهم على الآخرين فهذا لا يجوز كما لا يجوز أيضاً أن يرفض الآخرون عقيدة الإسلاميين.
المطلوب ألّا نجعل من عملية الفرض والرفض عملًا سياسياً ولكل واحد منّا دينه (لكم دينكم ولي دين ).
9
زمن التمحيص
الشيخ بكر أبو زيد المتوفى عام ١٤٢٩
قال رحمه الله في كتابه حراسة الفضيلة :
إنَّ المراهنة على اندثار هذا الدين بشعائره العظيمة وفرائضه، بل وسننه، مراهنةٌ خاسرة لم تفز يومًا منذ زمن أبي جهل حتى زمن أتاتورك؛ ولكنكم قومٌ تستعجلون !
واعلم – ثبَّت الله قلبك – أنَّ الإسلام لا يموت ، لكنه يمر بفترات تمحيص ينجو فيها أهل الصدق ، ويسقط فيها مرضى القلوب في أوحال الانتكاسة ، فاصبر واحتسب ؛ فلستَ خيرًا من بلال ، ولستِ خيرًا من سميَّة رضي الله عنهم أجمعين .
10
واعلم أنه ستمر بك أيامٌ عجاف، القابض فيها على دينه كالقابض على الجمر، سيُحزنك الواقع، وتؤلمك المناظر، هذه المشاعر عظيمةٌ عند الله، ودليل خيرٍ وقر في قلبك، لا تنحرها بسكين الانتكاسة !
ويا أخي لا يغرنَّك في طريق الحق قلة السالكين، ولا يغرنَّك في طريق الباطل كثرة الهالكين، أنت الجماعة ولو كنتَ وحدك ( إنَّ إبراهيمَ كان أُمَّة ) كن غريبًا .. وطوبى للغرباء !
11
أخيرًا : اِعلم أنَّ خروجك من قافلة الخير لا يضر أحدًا سِواك ! ووجودك فيها فضلٌ من الله عليك ونعمةٌ أنعم بها عليك، والخروج منها هو الخسران المبين في ثوب مواكبة العصر والزمن الجديد !
12
واعلم أنَّ شريعة السماء تسير غير آبهة بأسماء المتخاذلين ، تسقط أسماء وتعلو أسماء (وإنْ تتولوا يستبدل قومًا غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم ) .