تقرير: عبد الوهاب أزرق لازم
الخريف فصل الجمال الطبيعي واكتساء الأرض والجبال بالخضرة وجريان المياه في الأودية والخيران، مناظر تبعث الأمل في النفوس، ويفرح المزارعون بإنتاج وفير يمثل مخزوناً استراتيجياً وعماد الاقتصاد لجهة أن الزراعة هي الرافد للاقتصاد بجنوب كرفان.
بداية الخريف في كل عام تظهر مشكلة الاحتكاكات بين الرعاة والمزارعين في رحلة إلى مناطق المخارف سالكين المراحيل من جنوب الولاية إلى شمال الولاية، وشمال كردفان وفي العبور تحدث بعض الاحتكاكات التي ينتج عنها أحياناً بعض الوفيات، وقد تحدث أيضاً للمزارعين داخل مزارعهم، وتكثر معاناتهم في موسم الحصاد حيث عودة الماشية في طريقها إلى مناطقها في المصايف.
هذا العام شهدت محلية العباسية تقلي مقتل المزارع عبد الله إسماعيل بعيار ناري داخل مزرعته بمنطقة القرضة شمال شرق مدينة العباسية تقلي، كما جرحت امرأة في الحادث حولت إلى مستشفى أم رواية، وتقول الأنباء أنها لفظت أنفاسها الأخيرة متأثرة بجراحها.
الحادث جعل الأجهزة الأمنية تقوم بدورها وتقبض على بعض المتهمين وإيداعهم حراسة العباسية توطئة لتقديمهم للمحاكمات. إلا أن الجماهير الثائرة ومع رياح الثورة أقامت مسيرة احتجاجية وسلمت مذكرة للجنة أمن المحلية مطالبين بترحيل فريق أسر المتهمين خارج نطاق المنطقة وحسم ظاهرة حمل السلاح وإخراج الأبقار خارج المشاريع الزراعية إلى المخارف.
ولم يمر أسبوع على حادثة العباسية تقلي حتى وجد أحد المزارعين يوم أول امس الثلاثاء مقتولا بمزرعته بمنطقة البراداب بمحلية الريف الشرقي، حيث تجمهر أهالي المنطقة وأغلقوا الطريق القومي الرابط بين كادقلي والدلنج مطالبين بالقبض على الجناة.
وكشفت محلية هبيلا قبل أيام بمنطقة فيتو الزراعية عن وجود جثة مجهولة الهوية باسم الصادق بدوي يبلغ من العمر 21 سنة، واتخذت الإجراءات الجنائية عبر شرطة المحلية، حيث تولى الرقيب شرطة جعفر زايد كافي التحري في القضية. وأفاد المساعد الطبي بمستشفى هبيلا أحمد قاسم حمد السيد مساعد بأن سبب الوفاة هبوط عام في الدورة الدموية نتج عن الفشل الكلوي، عليه تناشد إدارة المستشفى لمن يتعرف على الجثمان إبلاغ ذويه.
أمين عام حكومة جنوب كردفان موسى جبر محمود لدى مخاطبته تجمهر مواطني قرية البرداب شدد على ضرورة فرض هيبة الدولة والقانون وحسم مظاهر التفلتات والتعدي الجنائي، وأضاف أن حكومة الولاية ولجنة الأمن سوف تتخذ إجراءات عاجلة لتفادي هذه المشكلة، مشدداً على بسط هيبة الدولة والقانون وتطبيق العدالة بين كافة مكونات المجتمع ولا كبير على القانون، موجهاً لجنة أمن المحلية بوضع التدابير اللازمة مع تفعيل الأوامر المحلية لحسم قضية أهل المنطقة بين المزارعين والرعاه، مؤكداً أن تأمين المواطن والموسم الزراعي مسؤولية الحكومة، معبراً عن شكره لأهل البرداب عن تعبيرهم السلمي وتنظيمهم للوقفة الاحتجاجية دون سلوك التعدي بالمثل وأخذ الثأر، مترحمًا على روح الشهيد، وحثهم على الصبر.
وواصف مطالبهم بالمشروعة، وقطع بوعده لأهل المنطقة بحل هذه المشكلة بالصورة العاجلة ودعاهم للبحث مع الأجهزة الأمنية لمعرفة الجناة.
من جانبه طالب ممثل منطقة البرداب حكومة الولاية بترحيل الرعاة والبحث عن الجاني وإرسال قوة تأمينية لحراسة الموسم الزراعي بالمنطقة وحدودها الجغرافية، مهددين بخيارات أخرى إذا لم تستجب الحكومة لمطالبهم العاجلة.
ثلاثة موتى، اثنان مزارعون داخل مزارعهما والثالث بالفشل الكلوي، دعوة نطلقها بضرورة حسم مظاهر التفلت وإزهاق أرواح المزارعين، مع الوضع في الاعتبار أن الزراعة هي عماد اقتصاد الولاية، وأي قصور يفشل كل ما بذلته حكومة الولاية التي خططت لإنجاح الموسم الزراعي عبر تكوين اللجنة العليا للموسم الزراعي، ويتحسب المزارعون للقادم مع بداية حصاد محصول السمسم حيث تكثر السرقات.