هام إلى حمدوك
*عاد رئيس الوزراء من باريس ومعه العديد من الأخبار السارة “مؤقتاً” إلى حين إظهار واقعها على الأرض، وفي مقدمة هذه الأخبار منحة الستين مليون يورو والتي ستتسلم الحكومة الانتقالية “قسطها” الأول بعد أسابيع، وهي خمسة عشر مليون يورو.
*ومن الأخبار السارة أيضاً في زيارة حمدوك لفرنسا ما أعلنه وزير المالية د. إبراهيم البدوي حول إلغاء ديون باريس على الخرطوم، والتي تعتبر الأكثر من الديون الأخرى، إلى جانب توسط فرنسا مع الدول الأخرى لإعفاء ديونها على السودان.
*خبران جيدان “نظرياً”، ولكن عملياً لن يكونا سعيدين إلا بعد استفادة “محمد أحمد” من هذه المنحة وإعفاء تلك الديون.
*زيارة فرنسا يجب أن تجعل رئيس الوزراء وكل القطاع الاقتصادي يتعامل بعلمية وواقعية حول الاستفادة من الأموال الأوربية القادمة للخرطوم، ومن إلغاء ديون السودان من فرنسا والتي تعتبر الأكبر في نادي باريس.
*باريس التى بعدنا عنها سنوات طوال “رسمياً” أعلنت عبر رئيس وزرائها عن تنظيم منتدى اقتصادي لمساعدة السودان في هذا المجال، وإيجاد فرص استثمار ترفع من نموه الاقتصادي وتنعشه.
*السودان في مقبل الأيام موعود بالكثير من الأخبار السارة، ولكن على حكومتنا “الموقرة” التفكير بتمعن للاستفادة من كل هذا الخير القادم للشرق من الغرب.
*المواطن البسيط لا يعنيه كثيراً إلغاء ديون السودان من فرنسا ولا يفهم جيداً في إقامة منتدى اقتصادي وجذب مستثمرين، ولكنه يفهم جيدًا أين وصل سعر كيلو اللحوم وكم صار سعر الخضروات؟ وهل المواصلات متوفرة؟ وإن ذهب للمخبز سيجد ما يأكله هو أطفاله؟ هذا ما يهم المواطن البسيط، وهذا ما يجب أن يفكر فيه السيد حمدوك ووزير ماليته.
*من قبل وجهنا رسالة لرئيس الوزراء ورئيس المجلس السيادي بأن يسجل أي واحد منهما زيارة خفيفة لمشروع السكن المنتج بولاية الجزيرة، وسيكتشفان الكثير من الخير الغائب عنهما في أرض الجزيرة الخضراء.
*مشروع السكن المنتج والذي أنشأه رجل الأعمال الإماراتي الحاج سعيد لوتاه، هو مشروع خيري لا يدفع فيه المواطن “جنيهاً” ولا تتحمل فيه حكومة الولاية سوى تسليم مجموعة لوتاه أرضاً خالية من الموانع وتتكفل المجموعة ببناء منازل ممتازة تتوفر فيها كل ما يحتاجه المواطن من أبقار وضأن ودجاج وأسماك، وغير مطلوب من صاحب المنزل الذي يفترض أن يكون مزارعاً وفقيرًا سوى زراعة الأرض بالمحاصيل والخضروات ومن ثم يتم تسويق كل هذه المنتجات في أسواق مدني.
*مجموعة لوتاه توفر كل شيء من بذور وآليات وأعلاف، وما على المواطن سوى زراعة الأرض ومتابعتها، وفي هذه النقطة أيضاً توفر المجموعة مزارعين تدفع لهم مرتبات لمساعدة المزارع الفقير في الاستفادة من خيرات الأرض.
*هل يصدق السيد رئيس الوزراء أن هذا المشروع يحتاج الآن فقط لأسر فقيرة بشرط أن يكون رب الأسرة مزارعاً يحرث الأرض ويتابعها ليعيش من خيرها ويستفيد أيضًا الموظف محدود الدخل من منتجات هذه الزراعة والحيوانية بأسعار مخفضة.
*مشروع السكن المنتج الآن يسكنه بعض المزارعين في مرحلته الأولى، وهناك مراحل أخرى تحتاج لمزارع فقير يستفيد من هذا المشروع الخيري الكبير حتى تتكرر التجربة في كسلا ونهر النيل والشمالية وكل ولايات السودان.
ربما نعود