الخريف القادم
*الحزن العميق كان أمس أمام مول الواحة وطفل بريء يودع هذه الفانية بسبب عامود كهرباء، مأساة تتكرر في كل عام وعند كل خريف يفقد السودان أبناءه بسبب ضربات الكهرباء والسيول والفيضانات.
*غرقت الخرطوم أمس في مياه أمطار الفجر والتى لن تستأذن للهطول، وعاشت المدينة في أزمة طاحنة مع المواصلات لتضاف إلى أزمات السودان المتعددة.
*أصبحنا نمل الحديث عن سوء مصارف الخرطوم، وظل حديثنا متكرراً منذ سنوات، ونحن نكتب عن ضرورة إيجاد المعالجات قبل حلول الخريف والحكومات لا تفعل.
*ربما أمطار فجر الأمس تكون هي الأخيرة في هذا الفصل الجميل للعالم أجمع عدا لأهل الخرطوم فهم يخشون الأزمات عند هطول المطر.
*منذ الآن يجب أن تفكر حكومة الولاية في إيجاد معالجات جذرية لكل المصارف في الشوارع الرئيسية والأحياء المختلفة حتى يستمتع أهل هذه المدينة بهذا الفصل الرائع.
*الحلول يجب أن تكون من فريق عمل له من الخبرة والدراية ما يكفي لتتحول العاصمة من بركة مياه متعفنة إلى عاصمة حضارية نفتخر بها مع الأمم.
*الجهات المختصة أعلنت أمس إغلاق نفق عفراء للصيانة التي تستغرق شهراً وربما يزيد، وهذا من شانه أن يحدث أزمة مرورية جديدة تضاف لأزمات المرور في تلك المناطق، وستزداد أزمات المرور مع الشوارع الممتلئة بمياه الأمطار والشوارع “المحفرة” التي تصيب سائقي المركبات بالضيق والامتعاض وحمل هموم الاسبير الذي ارتفع سعره مثل بقية الأشياء التي ارتفعت في أسواق الخرطوم.
*توفي طفل أمس ومات غيره الكثيرون بسبب الإهمال الذي نعيشه في الكثير من المنشآت، وغداً ربما نسمع بخبر مفجع آخر.
*بمناسبة هذا الطفل الراحل انتشرت في شوارع الخرطوم خلال الأيام الماضية البيع في الاستوبات والتقاطعات، والملاحظ أن أصحاب هذه التجارة معظمهم من الأطفال في سن الدراسة.
*على وزارة الشؤون الاجتماعية إجراء دراسات حول أسباب عدم دراسة هولاء الأطفال والسعي لإيجاد حلول لها قبل فوات الأوان.
*عموماً معظم هولاء الأطفال أجبرتهم الظروف الاقتصادية على هجر فصول الدراسة من أجل كسب لقمة العيش الحلال، وهذه مسئولية الدولة.
*أطفال خارج فصول الدراسة وآخرون يموتون بالإهمال، والحكومة تصرح بأنها تسعى لتخفيف أعباء المعيشة، وتسعى لأحداث التنمية، ولا شيء يحدث من هذه التصريحات التي اعتاد عليها المواطن.
*نرجو أن تغير الدولة مفهوم المواطن نحوهم بياناً بالعمل وذلك عقب استلام بنك السودان الجزء الأول من الدعم الفرنسي والذي يتوقع وصوله خلال أيام.
*حمدوك خلال هذه الزيارة طبق مبدأ التقشف وهذا ما سنتحدث عنه غداً إن شاء الله.