لا أعرف قادة الانقلاب الأخير ولست حركة إسلامية
قَالَ القيادي بحركة “الإصلاح الآن” أسامة توفيق، إنّ اعتقاله تصفية حسابات ولم تُوجّه له تُهمٌ سوى كتابة البيان، وإنّهم ضد الانقلابات، وأكّد أنّ صورة المشهد في السودان قاتمة.. وقال إنّ الصورة قاتمة ولا وجود لدولة القانون، ونفس المُمارسات التي كانت تُمارس في السابق تُمارس الآن تحت ستار الحُرية والتّغيير والعَدالة، وأضَافَ: ما لم يتم استيعاب كل القوى السياسية لن نمضي للأمام.. (الصيحة) التقته عقب إطلاق سراحه…
حوار: هبة محمود سعيد
حمد الله على السلامة يا دكتور؟
الله يسلِّمك.
كيف كانت فترة الاعتقال؟
كانت سيئة.
ما هي التهمة التي وُجِّهت إليك؟
في البداية لم أكن أعرف سَبَب اعتقالي، بعدها اتّضح أنّني مُتّهم بكتابة بيان الانقلاب الأخير.. انقلاب رئيس الأركان هاشم عبد المطلب، وهو اتّهامٌ لا أساس له من الصحة وخطأ، وكان واضحاً من عملية التحقيق أنه ليس الأساس.
ما الأساس إذن؟
اعتقالي كان عملية تصفية حسابات.
تصفية حسابات مِن مَن؟
من جهة مُتنفِّذة تُريد تَصفية حساباتها معي، لأنّ الاتّهام لا يقف على ساقين، هم يعملون أنّني لا علاقة لي بالاِنقلاب، نحن في حركة “الإصلاح الآن” ضد الانقلابات ووثيقة تأسيس حركة الإصلاح ضد الانقلاب، وأنا شخصياً ضد الانقلاب.
هل وُجِّهت لك اتّهاماتٌ بخلاف اِتّهام كتابة البيان؟
لا.. كتابة البيان كان اتّهاماً وحيداً.
تربطك علاقة بهاشم عبد المطلب أو الشخصيات المُتّهمة بالانقلاب؟
لا أعرفهم أبداً، “وأنا لست حركة إسلامية ولا مُؤتمر وَطني”، أنا ناديت بسُقُوط البشير، وليس من المعقول أن أُشارك في عملية تعيد النظام السابق مرة أخرى.
تم التحقيق معك بمُجرّد اعتقالك؟
حقّقوا معي في اليوم الثاني من اعتقالي.
عدد المرات التي حقّقوا معك فيها؟
ثلاث مرات، المرة الرابعة قالوا لي إنه لا شيء عليّ.
عقب التحقيق معك والتأكد من براءتك لماذا لم يتم إطلاق سراحك؟
هذا هو السؤال.. واضحٌ جداً كما ذكرت لكِ أن جهة تُريد تصفية حسابات معي، أنا عقب 20 يوماً من اعتقالي قالوا لي إنّه لا شيء ضدي، لكن بعد ذلك تحفّظوا عليّ 40 يوماً أخرى.. ضاحكاً (ما قادرين يفارقوني).. لكِ أن تتخيلي أنه عقب 20 يوماً يقولون لا شيء ضدي، ومع ذلك يُواصلون التحفُّظ عليّ 40 يوماً.
كم كانت الفترات بين التحقيق والآخر؟
“أسبوعين ومرّات أسبوعاً”.. لكن التحقيق كله كان في كتابة البيان، يعني إعادة لتحقيق اليوم الأول، (بس بسألوا باللفة).. ولذلك هذه لم تكن التهمة الأساسية.. أنا شعرت أنّ هناك جهةً مُتنفِّذةً تُريد أن تصفي حسابات معي وعملوا موضوع كتابة البيان هذا ذريعة ليس إلا، لأنّه تمّ اتّهام عدد من الأشخاص غيري.
كيف كانت المُعاملة؟
جيدة جداً.
مَن كان معك من المُعتقلين من الشّخصيات البارزة؟
يعني أنا من غير المُمكن أن يكون معي الصادق الرزيقي وأمين حسن عمر وسيد الخطيب واُتّهم أنا بكتابة البيان!! والأغرب يتم إطلاق سراحهم وأظل أنا.. ومعنى هذا إنّها قضية مُختلفة تماماً ومُحاولة لتأديبي، لأن مواقفي معروفة.. يكون هناك شخصٌ تأذّى من نقدي أو شيء.
هل لديك خلافات مع شخصيات نافذة؟
لا.. أنا في العمل العام، هناك من يحبني وهناك من يكرهني.. أنا كلمة الحق أقولها وقلتها ضد البشير ومن خدموا معه.. هناك من أراد إرسال رسالة لي ولكنه شَخصٌ جَبانٌ، لأنّه من المُفترض أن يُوصِّل رسالته بصُورةٍ مُباشرةٍ وأن لا يختفي وراء سلطة القانون.
كيف تم إطلاق سراحك؟
عقب مكوثي بمستشفى الأمل.. “رقدت” خمسة أيام وعقبها طالب الأطباء بإطلاق سراحي.
كيف تقرأ المشهد في البلاد؟
الصورة قاتمة ولا وجود لدولة القانون، ونفس المُمارسات التي كانت تُمارس في السابق تُمارس الآن تحت ستار الحرية والتغيير والعدالة، وما لم يتم استيعاب كل القوى السياسية لن نمضي للأمام.. “قحت” مَارَسَت الإقصاء بأسوأ صورة وتنقض غزلها بنفسها، وسوف يسقطون أنفسهم لأنّهم نسيج غير مُتجانسٍ، وإدارة الدولة ليست كإدارة المنظمات الطوعية.. الشارع سوف يخرج من جديد.