لقد انتهى عهد المواكب يا عائشة !!
* لقد انتهى عهد المواكب يا عائشة، أو بالأحرى متى ينتهي عهد المليونيات يا عائشة، أعني السيدة الفضلي عائشة عضو مجلس السيادة، كونها هي التي استقبلت آخر مليونية بحدائق القصر الجمهوري، تلك التي كانت تطالب بتعيين رئيس القضاء والنائب العام …
* فبدلاً من أن تخرج السيدة عائشة عضو مجلس السيادة لتقول للناس …. أيها الناس قد ولى عهد المليونيات وأقبل عصر القانون وهياكل السلطة والإنتاج، وإن كنا لا محالة فاعلين، تقول عائشة، أو يفترض أنها تقول، يجب أن تكون هذه المواكب لصالح دولة القانون والإنتاج، غير أن السيدة عائشة قد خرجت في تلك الليلة لاستقبال تلك المليونية، وتشجيع الثوار لصناعة المزيد من المليونيات .. (حاجة تمخول) !!
*يفترض، يقول عقلاء في المدينة، يفترض أننا خرجنا من دولة قوى الثورة الى ثورة قوة الدولة، ومن ضيق قانون القوة وثقافة (إن العاجز من لا يستبد)، إلى دولة قوة القانون، والضعيف قوي بالقانون والقوي ضعيف تحت سطوة القانون ….
* فلو أن هنالك مليونيات يفترض أنها باتجاه حقول الإنتاج، حتى لا تصدق فينا رؤية الثائر الصيني ماو التي أطلقها في أربعينيات القرن الماضي، بأن الثورات العظيمة يخطط لها الأذكياء وينفذها الأبطال ويستغلها الجبناء .. وتعنينا هنا من مقولة الزعيم ماو فقرة (استغلال الثورة) والانحراف بها، من كونها ثورة شباب تدعو إلى النهضة الاقتصادية وصناعة مستقبل أفضل، لتنتهي إلى (ماراثون مواكب) وسباق الرياضيات الحزبية.
*فثورة الزعيم ماو التي ضربنا بها المثل، وضربنا لها أكباد الإبل، قد تحولت من (الحراك الثوري) النظري إلى الحراك الإنتاجي على الأرض البور البلقع، تحولت من هتاف طواحين الهواء إلى طحن إنتاج الثوار . فالثورات أصلاً تنهض لأجل التنمية الاجتماعية والاقتصادية وصناعة واقع أفضل للشعوب …
* صاحب هذه الزاوية حريص على تنشيط ذاكرة الشعب والنخب دائماً، بأن هذه الثورة قد انطلقت لأول مرة من أمام مخبز صغير بمدينة عطبرة، عندما لم يجد طلاب مدرسة عميرة الثانوية الصناعية في ذلك الصباح خبز أفطارهم، ومن ثم تعرضت إلى عمليات الاختطاف والتوظيف السياسي، فالمعارضة السياسية عمرها ثلاثون عاماً ولم يكن بمقدورها صناعة الثورة، إلا عندما توفرت الأسباب الاقتصادية واستفحلت الأزمات المعيشية، فلهذا وذاك الرأي عندي أن ننصرف الآن من ثقافة طواحين الهواء والمواكب، إلى مخاطبة قضايا الجماهير والإنتاج وإلا فلنستعد للثورة التصحيحية.
* يتحفز بعض النشطاء السياسيين إلى صناعة مواكب لاستقبال السيد حمدوك عند عودته من منشط الأمم المتحدة، ولا تملك في الحالة إلا أن تصاب أن تشفق على أولئك الثوار، إن كان بمقدورهم تسيير مواكب بعدد المؤتمرات الدولية والمناشط العالمية، فما أن ينتهي مؤتمر وموكب ، إلا وهم مطالبون بالترتيب إلى المؤتمر والمواكب القادمة… وليس هذا كل ما هناك