وزير العدل
دخل الشعبي الحمام، فرأى داود الأزدي بلا إزار، فغمض عينيه، فقال داود: متى عميتَ يا أبا عمرو، فقال: منذ هَتَكَ الله سترك.
*طه الدلاهة
وبلغنا عن أبي العيناء أنَّه شكا تأخُّر رزقِه إلى عبد الله بن سليمان، فقال: ألم يكن كتبنا لك إلى فلان؟ فما فعل في أمرك؟ فقال: جرَّني على شوك الْمَطْلِ، قال: أنت اخترته؟ قال: وما عليَّ، وقد اختار موسى قومَه سبعين رجلاً، فَمَا كَان فيهم رشيد، فأخذتهم الرجفة، واختار رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم – ابن أبي سرح كاتبًا، فلحق بالكفار مُرتدًّا، واختار عليٌّ أبا موسى فحكم عليه.
*حلفجاز
قال رجل من أهل الحجاز لرجل: العلم خرج من عندنا، قال: نعم إلا أنه لم يرجع إليكم.
*غندور والتقية
وسُئل ابن الجوزي وهو في درس الوعظ – على إثر خلاف بين أهل السنة والشيعة -: أيهما أفضل أبو بكر أو علي؟ فقال ابن الجوزي: أفضلهما من كانت ابنته تحته، وأسرع نازلاً من على المنبر، وتخلص من الموقف المحرج، وانصرفوا وكل يظنُّ أن الحق معه.
* موكب استقلال القضاء
جاء قومٌ من أهل العراق، فذكروا أبا بكر وعمر فنالوا منهما، ثم ابتدؤوا في عثمان، فقال لهم عليُّ بن الحسين: أخبروني، أأنتم من المهاجرين الأولين ﴿ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ﴾ [الحشر: 8]؟ قالوا: لا، قال: فأنتم من الذين ﴿ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ ﴾ [الحشر: 9]؟ قالوا: لا، فقال لهم: أما أنتم فقد أقررتم وشهدتم على أنفسكم أنَّكم لستم من هؤلاء ولا من هؤلاء، وأنا أشهد أنَّكم لستم من الفرقة الثالثة الذين قال الله – عزَّ وجلَّ – فيهم: ﴿ الَّذِينَ جَاؤُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا… ﴾ [الحشر: 10] الآية، فقوموا عني لا باركَ الله فيكم ولا قَرَّب دورَكم، أنتم مستهزئون بالإسلام ولستم من أهله.
* شيخ حسن
سألوا: متى يبعث علي؟ فقال: يبعث والله يومَ القيامة وتهمه نفسه.
* آخر بيان للحركة الإسلامية
أعللُ النفس بالآمال أرقبها * * * ما أضيق العيش لولا فُسحة الأمل
لم أرتضِ العيشَ والأيام مقبلةٌ * * * فكيف أرضى وقد ولت على عجلِ
غالى بنفسي عِرْفاني بقينتها* * * فصنتها عن رخيص القدْرِ مبتذَلِ
وعادة السيف أن يزهى بجوهرهِ * * * وليس يعملُ إلا في يديْ بطلِ
ماكنتُ أوثرُ أن يمتد بي زمني * * * حتى أرى دولة الأوغاد والسفلِ
تقدمتني أناسٌ كان شوطُهمُ* * * وراءَ خطوي لو أمشي على مهلِ
هذاء جزاء امريءٍ أقرانهُ درجوا* * * من قبلهِ فتمنى فسحةَ الأجَلِ
فإن علاني من دوني فلا عَجبٌ* * * لي أسوةٌ بانحطاط الشمسِ عن زُحلِ