افتعال الأزمات
*ثلاثة وستون عاماً مضت من استقلال السودان وربما تزيد قليلاً، ومنذ ذاك التاريخ والسودان يتراجع خطوات.
*كان تراجعاً طفيفاً عقب الاستقلال ثم ازدادت خطوات التراجع عبر الحقب المختلفة لنشهد أكبر تراجع للاقتصاد والنمو في سنوات الإنقاذ.
*رغم مرور هذه السنوات على استقلال السودان، إلا أن الحديث عن الماضي لازال يتملكنا جميعاً، وذلك لعدم تطورنا وتقدمنا في المجالات المختلفة.
*وهذا بالطيع عكس ما يحدث في الدول الأوربية والعربية التى ظلت تتقدم خطوات للأمام والسودان يتراجع.
*فلننظر الى الخرطوم في الخمسينيات وإلى بعض عواصم الدول العربية في تلك الحقبة، ولننظر إلى الخرطوم الآن وتلك العواصم.
*مؤكد أن الخلل بشري وليس في الموارد، باعتبار أن الاقتصاد السوداني عقب خروج المستعمر كان الأقوى وكان المواطنون العرب وغيرهم من الجنسيات يسعون لدخول السودان لإيجاد فرص عمل أو استثمار، ولكن الحال تغير الآن وأصبح المواطن السوداني يبحث عن فرص عمل في الدول العربية والأوربية ولو كـ”ساعي” أو راعي ضأن في الخلاء.
*السودان مليء بالخيرات والموارد، ولكن العقلية “الفاسدة” هي ما جعلت السودان الآن في المؤخرة، أضف إلى ذلك أن سنوات الضياع التي عاشها السودان في الصراعات الداخلية والخارجية جعلتنا شعباً عديم الثقة بالفئة التي تحكمنا.
*انعدام الثقة هذا بدأ يظهر جلياً خلال الأسابيع القليلة التي مضت على عمر الحكومة الانتقالية، فسرعان ما ثار المواطنون لشح الخدمات وانعدام بعضها في الخرطوم وغيرها من الولايات.
*كيف لنا أن نحكم بفشل حكومة حمدوك وهي لم تبلغ بعد الثلاثة أشهر وليس العام؟ كيف نقارن بين هذه الحكومة والتى سبقتها ولا زال العمل جارياً لإحداث التغيير الذي ربما يحدث يأخذ بعضاً من الوقت لتظهر نتائجه على المواطن.
*نعلم جيدًا أن المواطن عانى كثيراً خلال السنوات الماضية، ولكن هذا ليس مبرراً بأن نحكم بفشل حكومة لم تمض بعد في كرسيها مائة يوم.
*السودان ظل يتراجع يومياً منذ استقلاله عن المستعمر بسبب السياسات الخاطئة والتي دفع فاتورتها المواطن، وفي كل حقبة كانت أخطاء الساسة يتحملها المواطن البسيط، ويجب أن تنتهي هذه الأخطاء حتى ينصلح حال السودان ويعود الى موقعه الطبيعي.
*أمس حملت بعض الأخبار دفع أموال لأصحاب المركبات حتى يخرجوا من المواقف وتفتعل أزمة المواصلات، وزيادة الأزمات يجعل المواطن يخرج للشارع وتحدث المواجهة كما حدث في جنوب دارفور.
*من المستفيد من افتعال هذه الازمات؟ ولحساب من تحسب النتائج؟ ومن الخاسر؟ مؤكد الخاسر هو السودان ووحدته وتماسكه ولا نريد الحديث عن الفاعل لأن الجميع يعلم من هو.
*السودان يمر بمنعطف في غاية الخطورة، ويجب أن تزداد درجة الوعي للجميع من أجل بناء السودان الحديث الذي نحلم به لتحقيق الرفاهية والحياة الكريمة لهذا الجيل وما بعده من أجيال.